الجمعة، 22 سبتمبر 2023

ما رايكم نرفع الأسعار

           تلجأ بعض الشركات والمحلات التجارية أحيانا إلى رفع الأسعار دون مبرر متكئة على مستهلك لا يدقق في الأسعار، وآخر يعتقد أن الجودة تكمن فقط في السعر العالي، ومستهلك ثالث يستسلم لأي سعر جديد لأنه لا يستطيع أن يحدث أي تغيير، المستهلك ليس غبيا لكنه أحيانا يتأثر بالإعلانات والمسميات وشهرة المحلات والماركات أو المطاعم، يقول طاهٍ كان يعمل في أحد المطاعم ذات الشعبية أن المطعم يقرر أحيانا اختراع اسم لوجبة جديدة ويرفع سعرها ويوهم المستهلك بأنها جديدة وهي في الواقع لا تختلف إلا بالاسم فقط، المذاق هو نفس المذاق وكذلك كمية الطعام لكن سعرها مختلف لأن بعض المستهلكين تجذبهم الأسماء أحيانا، وبعضهم تجذبهم الأسعار العالية للتباهي. ويبدو أن أكثر المستفيدين من نظريات علم النفس هم المتخصصون في التسويق، ولا شك أن مخترع فكرة السوبر ماركت وعربات التسوق والمولات يستحق جائزة نوبل في علم النفس، لقد أبدع في إقناع المتسوق بملء عربة التسوق، وتجاهل الأسعار، غريب أن يستفيد التاجر من علم النفس ولا يفعل المستهلك نفس الشيء في التعامل مع ارتفاع الأسعار ومع التخفيضات!

المستهلك حر في ماله وما يختار شراءه من الأساسيات والكماليات وقد يشتري مستهلك قادر ماديا شيئا من الكماليات بمبلغ ضخم ثم يحاول بجهد وإلحاح تخفيض خمس ريالات على سعر كرتون تمر من بائع بسيط.

يمكن القول إن قرار تحديد الأسعار يملكه المستهلك أكثر من حماية المستهلك، المعروف أن ارتفاع الأسعار يؤدي في الغالب إلى انخفاض الرغبة في الشراء لكن هذا ليس هو الحال في كل الظروف، أحيانا ترتفع الأسعار ولا يتوقف المستهلك القادر عن مطاردتها الأمر الذي يشجع مزودي الخدمات والمنتجات إلى المزيد من رفع الأسعار. هذا ما يحدث على سبيل المثال في أسعار السكن، والاستقدام، والمواد الغذائية، والسفر، ورسوم المدارس والجامعات والمستشفيات الأهلية وغيرها. الضرر هنا يقع على المستهلك الآخر الذي تطارده الأسعار ولا يطاردها!

لا يمكن الحديث في هذا الموضوع دون التطرق لأسعار التأمين على السيارات التي تبدأ بمبلغ معين وعند التجديد ترتفع دون أن يعرف صاحب السيارة سبب هذا الارتفاع.

لا بد من شفافية وتوعية في حالة الغموض والشك بين التاجر والمستهلك حتى لا يظن المستهلك أن تحديد الأسعار يتم على طريقة (ما رأيكم نرفع الأسعار)، أما ثقافة الاستهلاك بشكل عام فهي بحاجة إلى توعية وتطوير وإلى دخول المعركة بسلاح علم النفس.


يوسف القبلان

المصدر
--

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

همسات إرشادية .. قبل أن تذهب للتسوق !

ويستمر الخداع للمستهلك في " بطاقة الأسعار !

احذر خداع البروشورات التسويقية في السوبرماركت

في بندة ،، حط عينك على الفاتورة !

ما رايكم نرفع الأسعار

التخفيضات وهمية والأرباح 400 % !!

كيف يخدع "بعض" المنتجين المستهلك !؟

همسات إرشادية .. قبل أن تذهب للتسوق !

متى نتخلص من مثل هذه الادعاءات ؟ وأين هيئة المواصفات ؟!

سلسلة : كيف تشتري "السلع الهامة "



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..