الجمعة، 7 سبتمبر 2018

قبل توقيع عقد العمل : احذر هذه البنود !

       يقع الكثير من الباحثين عن العمل في فخ شروط عقد العمل، إذ لا يولي هؤلاء الأشخاص الكثير من الانتباه للبنود التي يحتويها عقد العمل أو يوافقون على جميع الشروط الواردة في عقد العمل دون الأخذ بعين الاعتبار
النتائج التي تترتب على هذا العقد في المستقبل رغبة منهم في كسب الوظيفة وعدم ضياعها منهم، قبل أن توقع عقد العمل يجب أن تقرأه بإمعان وتدرس كل النتائج التي ستترتب عليك في المستقبل نتيجة لهذا العقد، فهناك نقاط مهمة يجب الانتباه إليها قبل توقيع العقد، إليك هذه النقاط:

شرط حق الشركة في إيقاف التعاقد مع الموظف دون أي تعويض:

بعض الشركات تشترط شرطاً في عقودها ينص على أحقيتها في إيقاف التعاقد مع الموظف في الوقت الذي تشاء ومن دون أي تعويض يذكر، هذا الشرط خطير جداً ويجعل الموظف تحت سلطة الشركة بشكل كامل، إذ يمكنها طرده من العمل لأي سبب من الأسباب أو حتى طرده لأسباب تعسفية لا تتعلق بالعمل. 

شرط الامتناع عن العمل لدى المنافسين:

نسبة كبيرة من الشركات تضيف في عقود العمل لديها شرط امتناع الموظف الذي يترك العمل لديها من العمل لدى المنافسين لمدة زمنية محددة قد تصل إلى خمس سنوات. في حال احتواء العقد على هذا الشرط يجب أن تفكر ملياً قبل توقيعه ففي حال مغادرتك الشركة لأي سبب من الأسباب سيكون من الصعب عليك إيجاد عمل لأن خبرتك تركزت في مجال الشركة السابقة والخبرة هي المعيار الأهم في الحصول على وظيفة. من الأفضل أن تتفاوض مع الشركة قبل توقيع العقد إما لإلغاء هذا الشرط أو على الأقل تخفيض المدة الزمنية التي تمنعك من العمل لدى المنافسين. 

الشروط الجزائية غير المنطقية:

من الطبيعي أن يحتوي عقد العمل على شروط جزائية ولكن من المهم أن تتأكد من أن هذه الشروط الجزئية منطقية وغير مجحفة بحقك كاحتواء العقد على شرط جزائي يوجب عليك دفع مبلغ ضخم جداً في حال رغبتك في ترك الشركة قبل انتهاء فترة التعاقد المحددة في العقد. انتبه الى الشروط الجزائية فأنت لا تعلم ما الذي سيحدث معك في المستقبل ولا تدري ما ستؤول إليه علاقتك مع الشركة. 

فترة التعاقد الطويلة من دون زيادة الراتب:

قد تجد فيك الشركة شخصاً كفوءا يمتلك الإمكانيات الجيدة لشغل منصب وظيفي معين لديها، في هذه الحالة ترغب الشركة في التعاقد معك لفترة طويلة من الزمن قد تصل إلى خمس سنوات أو أكثر بالراتب نفسه دون أي زيادة مالية. لا تؤخذ بطول فترة التعاقد وتنظر إليها كاستقرار وظيفي لك ولكن وازن بينها وبين مستوى الخبرة الذي سيكون لديك بعد عدة سنوات والتعويض المادي الذي تستحقه بعد سنوات معينة. من الأفضل قبل الموافقة على هذا الشرط أن تتصور وضعك المستقبلي وتتوقع الراتب والمنصب الوظيفي الذي تستحقه وفقاً لخبرتك وإمكانياتك وعلى أساس ذلك تتفاوض مع الشركة على هذا الشرط. 

التعويضات المالية:

قبل توقيع عقد العمل يجب أن تتأكد من جميع التعويضات المالية التي ستحصل عليها ومن الضروري أن تكون كل التعويضات مذكورة بالتفصيل في عقد العمل كالراتب الأساسي والمكافآت والعمولة والعمل الإضافي وغيرها من التعويضات المالية، فبعض الشركات تجعل بند التعويضات المالية فضفاضاً ويحتمل أكثر من تفسير. 

شرط عدم العمل بأعمال أخرى في الوقت نفسه:

إن كنت من الأشخاص النشيطين والذين يرغبون في العمل بأكثر من وظيفة في الوقت نفسه من أجل تحسين دخلك، عليك الانتباه الى هذا الشرط فهو يمنعك من العمل لدى أي شركة أخرى في الوقت نفسه مهما كان العمل بسيطاً. 

شرط حماية حقوقك في الملكية الفكرية أو الأعمال الإبداعية:

إن كان عملك يتضمن أعمالا إبداعية أو أفكارا معينة فيجب أن تضمن في عقد العمل أن تسجل ملكيتك الفكرية لأعمالك باسمك لا باسم الشركة. مثلاً إن كنت مبدعاً في تصميم الحملات الإعلانية أو إبداع الأفكار الإعلانية يجب أن تشترط على الشركة أن تعترف بملكيتك الفكرية لهذه الأعمال. 

شرط الامتناع عن التعامل مع موظفي أو زبائن الشركة بعد تركها:

تفرض أغلب الشركات شرطاً على موظفيها يلزمهم بعدم التعامل مع موظفي الشركة بعد تركها كتوظيفهم لديك في حال تأسيسك شركة ناشئة وكذلك تمنعك من التعامل مع زبائن الشركة أو بيعهم في حال تأسيسك شركة مشابهة للشركة التي وقعت العقد معها. إن كنت تفكر في تأسيس شركة ناشئة في المستقبل عليك مراجعة هذا الشرط أكثر من مرة قبل الموافقة عليه لأنه سيحرمك من الاستفادة من زملائك في العمل أو الاستفادة من علاقاتك العامة التي بنيتها خلال عملك مع الشركة.

المصدر


--------------------------------------
إضافة هامة:


وردني اتصال من صديق يرغب في العمل مع شركة فسألني عما يجب عليه معرفته من حقوق نظامية قبل أن يوقع عقد العمل مع الشركة ؟ فكانت إجابتي له متمثلة في إيضاح أبرز ما يجب على الموظف وصاحب العمل التنبه له في العقد قبل توقيعه .
أول ما يجب على الموظف وصاحب العمل معرفته أن المرجع في معرفة الحقوق والالتزامات فيما بينهما هو نظام العمل ولائحته التنفيذية والعقد المبرم بينهما واللائحة التنظيمية التي يضعها صاحب العمل داخل منشأته ، وفي كل الأحوال يجب أن لا يخالف العقد ولائحة العمل الداخلية نظام العمل وفي الجهة الأخرى يحق للموظف الاستفادة من كافة المزايا الموجودة في أي منها حتى لو لم ينص عليها في العقد ما دام أن شروطها منطبقة عليه.
وأما يتعلق بذات العقد فإنه يجب على كلا الطرفين التنبه قبل توقيع العقد لنوع العقد ؟ هل هو محدد بمدة معينة أم أن العقد غير محدد بمدة ، ويمكن معرفة ذلك بالنظر إلى العقد هل نص فيه على مدة معينة أم لا ؟ كما أنه يجب التنبه إلى أن العقد إذا تجدد ثلاث مرات متتالية أو كانت مدة العقد أربع سنوات يكون غير محدد المدة.
وتكمن أهمية معرفة نوع العقد في أنه يبنى على ذلك أمور مهمة أهمها ما يتعلق بإنهاء العقد ففي حال رغب أحد أطراف العقد إنهاءه فإن العقد محدد المدة يلزم إتمامه حتى نهاية مدته أو دفع أجر المدة المتبقة منه للطرف الآخر في حال رغبة أي طرف بفسخه قبل نهايته ، أما العقد غير محدد المدة فإذا رغب الموظف أو صاحب العمل في إنهاء العقد دون سبب مشروع فإنه يلتزم بإبلاغ الطرف الآخر قبل ذلك بشهرين مع حق الموظف في التعويض – وسبق الإشارة لذلك في مقالنا السابق – وفي كل الأحوال الموظف غير السعودي عقده محدد المدة حتى لو لم ينص على ذلك في العقد.
كما يجب أيضاً التنبه قبل توقيع العقد إلى أن يتم تحديد العمل المتفق عليه في العقد تحديداً واضحاً ، حتى يسهل تحديد ذلك حال الخلاف بين الأطراف على نوع العمل المتفق عليه ، وكذلك يمكن من خلاله معرفة الواجبات والالتزامات على عاتق كل طرف.
هذا هو الجزء الأول من الأمور التي يجب على الموظف وصاحب العمل التنبه لها قبل توقيع عقد ، ونكمل ما تبقى في المقال القادم – بإذن الله -.

تويتر  @ABD_ALGHAMDI

المحامي / عبدالعزيز بن سودان المهايلي











_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..