الخميس، 23 مارس 2017

فضيحة اللحوم البرازيلية .. 7 أسئلة تشرح تفاصيل الأزمة

          على الرغم من كونها ليست الأولى، إلا أن الأزمة الأخيرة التي أثارها تحقيق حول مبيعات اللحوم البرازيلية الملوثة أحدثت صدمة واسعة، وصل صداها إلى جميع أنحاء العالم تقريباً.
قبل أيام بدأت الشرطة البرازيلية حملة
مداهمات لمصانع ومستودعات ومكاتب شركات للحوم في سبع ولايات برازيلية في إطار تحقيق بدأ منذ عامين، أظهر انتشار الرشوة مقابل التغاضي عن كميات هائلة من اللحوم الفاسدة التي يتم توريدها إلى داخل وخارج البلاد.



ورداً على ذلك، قامت عدة بلدان إما بحظر أو تقليل وارداتها من لحوم البقر والدواجن من البرازيل، التي تعتبر أكبر مصدر للحوم في العالم.


وتحاول "بلومبيرج" في هذا التقرير المرور بشكل سريع على الأبعاد الرئيسية لتلك الأزمة.

1: ما مدى خطورة الاتهامات؟

يقول المحققون إن لديهم أدلة على قيام 21 شركة لحوم برشوة مفتشي وزارة الزراعة البرازيلية من أجل الموافقة على الشحنات المبيعة محلياً أو المصدرة إلى الخارج، حتى إذا كانت تلك اللحوم ملوثة أو غير صالحة.

يجري حالياً التحقيق من قبل السلطات المختصة مع 33 مفتشاً فيدرالياً من المتورطين في تلك الفضيحة، وذلك بحسب تصريحات وزارة الزراعة البرازيلية.

2: من هم المتورطون؟

من بين الشركات المستهدفة في التحقيقات شركتا "جيه بي إس" و"بي آر إف"، وهما أكبر منتجين للحوم في البرازيل.

اتهمت الشرطة أحد عمال "جيه بي إس" في ولاية بارانا برشوة مفتشين حكوميين، ولكن الشركة من جانبها تقول إنها لا توافق على إجراءات الموظف، وستتخذ بحقه التدابير المناسبة.

في شركة "بي آر إف" ألقي القبض على اثنين من مديريها التنفيذيين، وأوقفت الحكومة مصنعاً لها في ولاية غوياس، على خلفية ادعاءات بحدوث مخالفات فيه، حيث تقول الشرطة إن الشركة صدرت سبع شحنات من اللحوم الملوثة ببكتيريا السالمونيلا إلى أوروبا.

نفت "بي آر إف" هذه الاتهامات، مؤكدة على أن هذه اللحوم مطابقة للمعايير الأوروبية، وأن المصنع يتبع المعايير الصحية الوطنية والدولية.

3: ما الذي نعرفه عن اللحوم الملوثة؟



بصرف النظر عن الادعاءات المقامة ضد "جيه بي إس" و"بي آر إف"، يقول المحققون إن المسالخ الصغيرة التي تعتبر المورد الرئيسي للحوم للسوق المحلية تقوم بغش منتجات اللحوم، من خلال إضافة رؤوس الخنازير وقطع الكرتون إلى مكونات تلك المنتجات.

في بعض الحالات تقوم تلك المسالخ برش أحماض معينة على اللحوم الفاسدة من أجل التخلص من الرائحة، ولكن على الرغم من ذلك لم يتم ربط أي حالات تسمم بتلك الفضيحة حتى الآن.

قال "بيدرو دى فيليسيو" وهو أستاذ تكنولوجيا الأغذية بجامعة "كامبيناس" بولاية ساو باولو، إن نظام التفتيش الصحى فى البرازيل كان يتمتع بالنزاهة فى الماضى، مشيراً إلى أن الحالات التي كشف عنها التحقيق الحالي قد تكون معزولة.

4: لماذا تبدو هذه القضية كأنها أمر جلل؟

حتى لغير المقيمين في البرازيل، فإنهم بالتأكيد يتناولون اللحوم، وهناك احتمالية أنها إما لحوم بقر أو دواجن برازيلية، حيث تمثل صادرات ذلك البلد من لحوم البقر حوالي 20% من الإجمالي العالمي، في حين تمثل صادراتها من الدجاج 40%.

في العام الماضي، شكلت صادرات لحوم البقر والدواجن والخنازير ما يقرب 10% من عائدات الصادرات البرازيلية، بعبارة أخرى، يعتبر هذا القطاع إحدى النقاط المضيئة في الاقتصاد البرازيلي.

5: ما هي تداعيات تلك الأزمة على سوق اللحوم البرزيلية؟

علقت الصين – التي تعتبر أكبر مستورد للحوم البقر والدجاج البرازيلية في العالم – وارداتها من اللحوم البرزيلية بشكل مؤقت، في حين قام كل من الاتحاد الأوروبي واليابان وتشيلي بفرض قيود على وارداتهم.

انخفضت أسهم شركات اللحوم البرازيلية، وعلى الرغم من أنه من السابق لأوانه تحديد مدى تأثر شركتي "جيه بي إس" و"بي آر إف" بتلك الفضيحة، إلا أن أسهمهما من غير المرجح أن تتعافى في وقت قريب، بحسب ما ذكره "جيه بي مورجان" في مذكرة أصدرها 20 مارس/آذار.

تأتي هذه التحقيقات في وقت سيئ بالنسبة لكلا الشركتين، حيث إن "جيه بي إس" كانت تخطط لطرح عام أولي في وقت لاحق من هذا العام بالولايات المتحدة، بينما كانت تستعد "بي آر إف" لبيع أسهم في وحدتها المنتجة للحوم "الحلال" المذبوحة وفقاً للشريعة الإسلامية.

6: هل هذه الفضيحة متصلة بتحقيقات فساد أخرى؟

إلى الآن لا يوجد ما يدل على ذلك، ولكن هذا التحقيق استمر لمدة عامين على الأقل في كوريتيبا بولاية بارانا، وهو نفس المكان الذي نشأ فيه تحقيق الفساد الشهير  المعروف باسم "عملية غسل السيارات"، وهو تحقيق مترامي الأطراف يضم مسؤولين تنفيذيين وسياسيين كبارا.

7: ماذا سيحدث بعد؟

يقول محققو الشرطة إن لديهم معلومات إضافية لم يتم الإفراج عنها بعد، وفي هذه الأثناء تحاول "جيه بي إس" و"بي آر إف" تقليل حدة الأزمة من خلال نشر إعلانات في الصحف والقنوات التلفزيونية.

تحاول أيضاً الحكومة البرازيلية السيطرة على الأزمة، وتقديم معلومات حول التحقيقات وعن نظام التفتيش الصحي بالبلاد.

رفعت كوريا الجنوبية بالفعل القيود المفروضة على استيراد اللحوم البرازيلية، وفي حال حذت حذوها بلدان أخرى، فيمكن أن لا تستمر الأزمة التي تعتبر الأسوأ في قطاع اللحوم البرازيلي طويلاً.
2017-03-23 أرقام
 


_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

عمالقة إنتاج اللحوم في البرازيل "صدّروا لحوما فاسدة"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..