الأحد، 11 يونيو 2006

لماذا لا نلجأ لتخويف المستهلك؟

عندما تنوي إحدى الجهات الحكومية ذات العلاقة بالمستهلك إطلاق حملة إعلامية وتوعوية ضد السلع المقلدة والمغشوشة، أو حتى وسائل الإعلام عندما تقوم بواجبها تجاه المستهلك (المتلقي) أرى أنه من الأصوب تحديد وتصميم الرسالة التوعوية لتتلاءم مع تباين مستوى الخطورة لهذه السلع التي تحيط به من كل جانب بمختلف أنواعها وأشكالها وجنسياتها ومستوى جودتها، والذي بات محتاراً في غياب المعلومة الدقيقة والدليل والمرشد عن الأجود والأصلح من هذا التدفق الهائل من السلع وكذلك كيفية اختيارها، فالسلع والمنتجات المقلدة والمغشوشة تتباين وتختلف في درجة خطورتها على المستهلك وهي ذات مستويين:
المستوى الأول: سلع ومنتجات تعتبر مصدراً للخطورة المباشرة على المستهلك وتهدد حياته وسلامته، وتعتبر مصدراً حقيقياً للمستهلك ك (الأفياش والتوصيلات الكهربائية - فرامل السيارات - الأغذية منتهية الصلاحية.. الخ) فالكثير من ضحايا الحرائق وضحايا حوادث السيارات وبعض الحالات الصحية الخطرة كان بسبب هذه النوعية من السلع والمنتجات المغشوشة أو المقلدة.
المستوى الثاني: سلع ومنتجات تعتبر مصدراً للهدر المالي على المستهلك والاقتصاد الوطني عموماً، ولا تسبب خطراً حقيقياً ومباشراً على المستهلك ك (الأجهزة الإلكترونية - الهاتف- ساعات مجوهرات - الخ).
ويتوجب هنا تحديد نوع الأسلوب التوعوي الموجه للمستهلك لتحقيق نتائج مؤثرة ومضمونة.
أساليب التوعية:
الأسلوب الأول: التحذير والتخويف:
ويتم العمل بهذا الأسلوب ضد المخاطر المباشرة للسلع والمنتجات المقلدة والمغشوشة على المستهلك مثل (قطع غيار السيارات - التوصيلات الكهربائية - الأفياش.. الخ) وأسلوب التوعية تجاه هذه النوعية من السلع ذات الخطورة المباشرة، يجب أن يكون تخويفياً وتحذيرياً وتنبيهياً من جراء استخدام أو استهلاك هذه النوعية من السلع، وهنا يجب أن تكون الرسالة التوعوية المصممة الموجهة للمستهلك حقيقية وصارمة ومستمرة ومختصرة، مستخدمة الصورة المؤثرة والكلمة المختصرة كما في حالات التوعية من (مرض الإيدز - التدخين - حوادث السيارات.. الخ).
الأسلوب الثاني: النصح والإرشاد:
وهي توعية المستهلك من خلال إرشاده الى اتباع الطرق الصحيحة والمثلى (في اختياره للسلعة واستخدامها أو استهلاكها أو صيانتها بشكل صحيح، ومعرفة مدى جودتها وكذلك المقارنة - ما أمكن - بين النوعيات المقلدة والأصلية. وهنا يجب أن تكون الرسالة التوعوية شاملة للرسوم والأشكال والصور الإيضاحية.
الأسلوب الثالث: التثقيف:
وتنقسم التوعية التثقيفية إلى:
أولاً: الثقافة السلوكية للمستهلك وهي التوعية بتثقيف المستهلك سواء في بحثه أوشرائه أو استخدامه للسلع التي يتوقع أنها تشبع رغباته، أو تثقيفه لترشيد الشراء والاستخدام.
ثانيا: الثقافة القانونية للمستهلك في حال تعرضه للخداع أو الغش، ومعرفة حقوقه وكذلك معرفة الجهات ذات الاختصاص في حل قضاياه كمستهلك.
ثالثاً: الثقافة الصحية للمستهلك، حيث المنتجات والسلع التي لها علاقة مباشرة بالصحة والسلامة والتي لها مضار سلبية على المدى البعيد ك (الأغذية المعلبة ذات المواد الحافظة والمحلاة والملونة والمؤكسدة - العطورات - المنظفات - مستحضرات التجميل.. الخ) ونصحه بالإقلال منها واستخدامها الاستخدام الصحيح. وعرض عدد من الحالات الحقيقية التي تضررت من هذه السلع.
مصادر المعلومات:
تحتاج أنشطة التوعية بمختلف نوعية رسائلها الى العديد من المعلومات الإرشادية والتثقيفية والتوعوية بشكل عام والتي يجب أن تستقى من مصادرها الرسمية، فلا يجب الاجتهاد في الحصول على المعلومة من كتيب أو بوستر أو مطوية توعوية أو دراسة أو بحث علمي قد تكون قديمة وغير محدثة بالمعلومات أو الاحصائيات، بل يجب الرجوع للجهات ذت العلاقة بالمستهلك بشكل مباشر أو غير مباشر للحصول على هذه المعلومات التي سوف تكون هي المادة التي ستكون النواة الرئيسة لأي عمل إعلامي واستخدامها كرسائل توعوية الى كافة المتلقين، وهنا لابد من الإشارة الى هذه المصادر عند إصدار مطبوعات ارشادية كحقوق أدبية أو علمية بالاضافة الى مسؤولية هذه المصادر لمعلوماتها المهمة أمام المستهلك.
تبسيط المعلومة:

المستهلكون هم نحن البشر، الذين نتفاوت في أعمارنا وتعليمنا وطموحنا ووعينا ومستوانا الاجتماعي والعلمي والمادي.. الخ، ولذلك فالرسالة التوعوية يجب أن تكون مبسطة وبدون تعقيد علمي واصطلاحي، وأن تكون في متناول عقول وإدراك الجميع.

الاحد 15 جمادى الأولى 1427هـ - 11 يونيو 2006م - العدد 13866

الحماية أولاً

عبدالعزيز صالح الخضيري

   
المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..