الجمعة، 27 أكتوبر 2023

مخاطر السبارتام

«الأسبرتام» القاتل يثير الجدل.. تحذيرات من الإفراط في المحلي الصناعي..
نصائح ببدائل آمنة لا تسبب السرطان
تعتمد الأنظمة الغذائية على منع السكريات بشكل أساسي باعتبارها سببا رئيسيا لزيادة الوزن، لذلك اتجه الكثير لتصنيع محلى صناعي لا يحتوي على سعرات حرارية عالية، وتوصلوا إلى "الأسبرتام" باعتباره مادة تحلية منخفضة السعرات الحرارية، وبالتالي تم إدخالها في العديد من الأطعمة والمشروبات، مثل المشروبات الغازية الدايت، واللبان والزبادي، واشتهر كمحلى صناعي يمكن استخدامه في خفض الوزن.

 وعلى الرغم من استخدام الأسبرتام على نطاق واسع في مختلف منتجات الأغذية والمشروبات منذ ثمانينيات القرن الماضي، إلا أن منظمة الصحة العالمية فاجأت الجميع، بإدراجها مادة "الأسبرتام"، ضمن المسببات المحتملة للسرطان، بعد سنوات من استخدامه، باعتبارها من المحليات الصناعية المضرة جدا، والتي تؤدي لإصابة الجسم به عند الإفراط فيها، لكنها في الوقت ذاته آمنة عند استخدامها بالكميات المصرح بها يوميا.

ما هي مادة "الأسبرتام"؟

مادة "الأسبرتام"، هي نوع من أنواع السكر الصناعي البديل للسكر الأبيض، وعادة ما يتم استخدامه لمرضى السكر وكذلك مرضى السمنة، لأنه لا يحتوى على سعرات حرارية، وهي مادة مكونة من بعض الأحماض الأمينية التي تتمتع بمذاق حلو يفوق حلاوة السكر الطبيعي بـ180 مرة، ويعتبر من أنواع السكر الصناعي الأكثر شعبية في السوق، ولكنه تم اكتشاف أنه من المحليات الصناعية التي تسبب ضرارا بالغا على الصحة.

ويدخل الأسبرتام في حوالي 6 آلاف منتج على مستوى العالم، حيث ذكرت منظمة الصحة العالمية أنها توجد في المحليات الصناعية ومشروبات الحمية الغذائية، وبعض أنواع الحلوى المجمدة، وصناعة المشروبات الغازية واللبان والجيلاتين، والمثلجات وحبوب الإفطار، ومعجون الأسنان، والأدوية مثل قرص السعال والفيتامينات القابلة للمضغ.

وأصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرها بعد تقرير نشرته الوكالة الدولية لبحوث السرطان التابعة لها، فبعد اجتماع لخبراء من خارج الهيئة، توصلت إلى تقييم ما إذا كانت المادة تمثل خطرا محتملا أم لا، بناء على جميع الأدلة المنشورة، ولا يؤخذ في الاعتبار الكمية الآمنة التي يمكن أن يستهلكها الشخص من تلك المادة دون الإضرار بصحته.

وفي تعارض مع منظمة الصحة العالمية، بشأن علاقة الأسبرتام والإصابة بالسرطان، يضع المستهلكين في حيرة من أمرهم، أصدرت هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية، التي وافقت على الأسبرتام منذ عقود انتقادا غير عادي لنتائج الصحة العالمية، وأكدت موقفها الراسخ بأن المُحلى آمن، مؤكدة أن الأسبرتام يتم توصيفه من قبل المنظمة بأنه قد يكون مادة مسرطنة للإنسان، ولا يعني ذلك أنه مرتبط بالفعل بالسرطان، فأيهما أصح، وهل الأسبرتام مضر للصحة ويؤدي للسرطان أم لا، هذا ما نوضحه في السطور التالية:

هل الأسبرتام يؤدي إلى السرطان؟

صنفت الوكالة الدولية لبحوث السرطان، الأسبرتام على أنه مادة مسرطنة محتملة للبشر المجموعة 2ب، على أساس أدلة محدودة على الإصابة بالسرطان لدى البشر، وعلى وجه التحديد لسرطان الخلايا الكبدية وهو نوع من سرطان الكبد، وكانت هناك أيضا أدلة محدودة على الإصابة بالسرطان في حيوانات التجارب وأدلة محدودة تتعلق بالآليات المحتملة للتسبب في السرطان.

والكثير من الأبحاث الأخرى، ربطت سابقا المحليات الصناعية بمجموعة متنوعة من المشاكل الصحية الأخرى، مثل مشاكل القلب والأوعية الدموية ومرض السكري، ووجدت دراسة نشرت في المجلة الطبية الكندية، أن المحليات الصناعية، بما في ذلك الأسبرتام، قد يكون لها آثار سلبية على التمثيل الغذائي، وبكتيريا الأمعاء والشهية، وربط الفريق المحليات بزيادة مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب ومشاكل صحية أخرى.

وبالنظر إلى 37 دراسة، تابعت أكثر من 400 ألف شخص لمدة 10 سنوات في المتوسط، تم اكتشاف أن المحليات لها علاقة بزيادة مخاطر زيادة الوزن والسمنة وارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض القلب وغيرها من المشكلات الصحية.

كما وجدت بعض الأبحاث العلمية، أن الأسبرتام قد يعطل توازن الأكسدة ومضادات الأكسدة، ويؤدي إلى الإجهاد التأكسدي، ويضر بسلامة غشاء الخلية ما هو أسوأ من ذلك، أن هذه العمليات يمكن أن تضع الأساس للالتهاب الجهازي، ووفقا للباحثين، أن المثير للقلق أن كلا من الإجهاد التأكسدي والالتهاب يلعبان دورا كبيرا في تطور السرطان.

محتويات مادة الأسبرتام

يؤكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، أن الأسبرتام ينقسم إلى فينيل ألانين 50%، وحمض الأسبارتيك 40%، وميثانول 10% في أثناء عملية التمثيل الغذائي بالجسم، ويمنع الفائض من فينيل ألانين نقل الأحماض الأمينية المهمة إلى الدماغ، مما يساهم في خفض مستويات هرمونات السعادة كالسيروتونين، أما حمض الأسبارتيك يحتوي على تركيزات عالية هو مادة سامة تسبب فرط استثارة الخلايا العصبية.

أضرار مادة الأسبرتام

عند ابتلاع الأسبرتام يتحلل إلى حمض الأسبارتيك، وحمض الأسبارتيك إستر الميثيل، والفينيل ألانين في جدار القناة الهضمية، ويتحول إستر الميثيل بعد ذلك إلى ميثانول، بحسب عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، الذي يؤكد أنه يتأكسد إلى الفورمالديهايد وحمض الفورميك في الأنسجة المختلفة.

الكمية المسموح باستخدامها يوميًا للأسبرتام

وحددت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية، الكمية المسموح بها يوميا للأسبرتام، وهي 50 ملليجرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم، وهي الكمية المسموح بها وتعتبر آمنة للاستهلاك كل يوم خلال حياة الشخص.

والإسراف في استخدام المحليات الصناعية، يسبب ضررا كبيرا على صحة الإنسان، لذا يؤكد الدكتور طارق العوضي استشاري الأورام، أن الاقتصاد في استخدامها أو عدم الاستخدام من الأساس هو الأفضل للصحة العام، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن السكر الأبيض يعتبر أكثر خطورة من الأسبرتام ويسبب أمراضا أكثر وأسرع من المحليات الصناعية.

ويقول استشاري الأورام، إنه ثبت أن مادة الأسبرتام تسبب السرطان في حيوانات التجارب مثل الفئران، ويسبب سرطان الثدي والجهاز الهضمي، ويسبب أيضا أضرار في الأعصاب لجميع المراحل العمرية، وهي مادة قد تكون مسرطنة للبشر.

وهناك دراسة حديثة أعلن عنها من عدة أيام، أثبتت أن استخدام المحليات الصناعية لمدة طويلة أكثر من ست شهور ترفع من معدلات الإصابة بأمراض القلب والسكرى من النوع الثانى وقد تؤدى إلى السمنة وزيادة الوزن.

خطر استخدام "الأسبرتام" بكثرة

كما أن الأشخاص الذين يستهلكون منتجات تحتوي على "الأسبرتام" بشكل يومي، لديهم خطر مرتين أو ثلاث مرّات أكثر الإصابة بأمراض القلب والسكّري النوع الثاني والسرطان، وبالاستناد إلى هذه التقارير، بدأ الضغط على منظمة الصحة العالمية لاعتبار "الأسبرتام" مُسبّبًا محتملًا للأمراض المذكورة.

بدائل الأسبرتام

هناك محليات صناعية بديلة للأسبرتام، وهي:

  1. خلاصة نبات الستيفيا

وهي محلي طبيعي خال من السعرات الحرارية، تفوق حلاوته حلاوة السكروز بــ 300 ضعف، ويعتبر بديلاً آمناً للأسبارتام وغيره من المحليات لما يملك من ميزات، وأغلب الدراسات تشير إلى مأمونيته بدرجة كبيرة، وعدم تسببه بآثار جانبية سوى الطعم المر الذي يلي طعمه الحلو، وثابت في درجات الحرارة العالية مما يجعله مناسباً عند استخدامه في الطهو. كما أنه لا يتفكك إلى مواد مؤذية للجسم، وله تأثير مضاد لارتفاع سكر الدم مما يجعله ليس فقط آمناً بل مفيداً أيضاً لمرضى السكري

  1. السكرالوز

وهو محلي قليل السعرات الحرارية شاع استخدامه في الفترة الأخيرة، واعتبر بديلاً آمناً للأسبارتام وغيره من المحليات قليلة السعرات الحرارية، وذلك لما يملك من ميزات عدة:

  • يعتبر أكثر قدرة على التحلية، حيث تفوق حلاوته حلاوة السكروز بــ 300 ضعف، كما أن طعمه الحلو لا يليه طعم مر.
  • لا يتفكك في الجسم، ويعتبر أكثر ثباتاً من الأسبرتام في درجات الحرارة العالية وهذا مفيد عند استخدامه في الطهو.
  • يعتبر صحياً بيئياً، حيث إنه قابل للتفكك بالعضويات الحيوية الدقيقة ولا يتحول إلى مواد سامة للبيئة.
  • أغلب الدراسات على الحيوانات أثبتت مأمونية استخدامه وعدم ارتباطه بأعراض جانبية خطيرة.

وهناك إجماع على أن استخدام السكر الوز ضمن المقادير المسموحة من قبل منظمة الغذاء والدواء لن يؤدي إلى أضرار غير مرغوب بها، وذلك بناءً على أكثر من 110 دراسات علمية على مدى ما يقارب الــ 20 عاما.


_______
 

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..