وصلني فيديو لمواطن قام بتكسير عداد المياه الذي قامت شركة المياه الوطنية بتركيبه له في موقعه دون إشعاره حسب قوله..واشتكى المواطن من غلاء الفاتورة..حيث بلغت خلال شهرين 2000 ريال..بينما
أكد بأنه يحصل على صهريج الماء بمبلغ 170ريالاً ويكفيه هو وأسرته المكونة من زوجة وطفلين مدة خمسين يوماً..وهذا يعني أن تكلفة الماء الحقيقية لهذه الأسرة لن تتجاوز 200 ريال خلال شهرين..فكيف أوصلها عداد الشركة(المحترم)إلى 2000ريال؟!.
شكوى هذا الرجل ليست الوحيدة..حيث تتكرر في مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة والمجالس وغيرها بشكل كبير..وتكاد تجمع هذه الشكاوى بأن الأرقام التي تصلهم في فواتير الماء..وكذلك فواتير الكهرباء..لا تمثل الواقع..بل إن درجة المبالغة في أرقامها وصلت إلى حدٍّ غير معقول وغير مقبول..وهذا يقودنا إلى افتراض أن هذه العدادات تفتقر إلى القراءة الصحيحة..أو أنها تعاني من الخلل وعدم الكفاءة..أو أن من يقوم بقراءة العدادات لم يفحص الأرقام جيداً..أو أن هناك أسعاراً خاصة غير معلنة تطبقها هاتين الشركتين على المواطنين وهم لا يشعرون..وآخر افتراض هو أن هؤلاء المواطنين غير صادقين في شكواهم.
وقبل ترجيح أي فرضية لا بد أن نقول للشركتين المحترمتين بأننا نعرف أن إنتاج الماء والكهرباء عالي التكلفة..ولكننا نعرف أن الشركتين مدعومتان من الدولة..ونعرف أن هناك زيادة معلنة في أسعار الخدمة..ولكن..بإمكان طالب في المرحلة الابتدائية أن يحسب متوسط الاستهلاك والفارق بين السعرين الذي لا يمكن أن يكون بهذه المبالغة في فواتيركم..والأمر الآخر أننا نعرف أن معظم عداداتكم تتم قراءتها من قبل موظفين لديكم..لكننا لا نعرف كيف يقرأونها ومتى ومن أي مكان..فأنا على سبيل المثال لا أذكر متى آخر مرة رأيت فيها موظفيكم يدورون في حيِّنا..لقد أصبحوا كالعنقاء..نسمع بها ولا نراها..وأمر آخر تعترفون به أنتم على الملأ..وهو أن عداداتكم من(الطقة)القديمة(المصديّة)وأنكم تسيرون كالسلحفاة في تركيب العدادات الذكية..والفرضية الأخيرة هي كذب المواطن..وأنا شخصياً أقول بأنني أصدق هؤلاء المتضررين من المواطنين وأتعاطف معهم..ولكني لا أصدق بياناتكم المتناقضة وتبريراتكم الممجوجة..وأيضاً لا أقبل عنجهيتكم المعهودة حين تحرمون من يشتكي(لكم)من خدمتكم وتطالبونه بالسداد أولاً قبل أن تنظروا شكواه وقبل أن تصححوا أخطاءكم..وقبل أن تحاسبوا موظفيكم..وقبل أن تراجعوا عداداتكم.
وهنا رسالة أخيرة..أتمنى أن تستوعبها هذه الشركات وموظفوها..وخاصة موظفي مجلس الإدارة والرؤوس الكبيرة الذين يتقاضون رواتب مهولة..وهي أن المواطن سيبحث عن البديل ليستغني عنكم..ولو وجدت شركات أخرى تقدم هاتين الخدمتين لهرع المواطنون إليها وتركوكم(تهشون)الذباب..وتتعرضون للخسائر..وتتعرضون للحرمان من المميزات الخيالية وتخفيض الرواتب ثم تتعرضون للفصل مثلكم مثل موظفي أي شركة خاسرة في القطاع الخاص..ولكنكم تعرفون بأن المواطن مضطر لخدماتكم لأنكم الوحيدون المحتكرون..وهنا أتمنى أن تتدخل الدولة بحزم سيدي سلمان وقوة سيدي محمد بن سلمان لمحاسبتكم على تجاوزاتكم بحق المواطنين.
صالح جريبيع الزهراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..