الفارق بين جيل أبي وأبيك وبين جيلنا نحن فارق قصير زمانياً لكنه كبير بتغيراته، فعلى الرغم من تغير دخلهم المالي من شهر لآخر، لكن مع هذه القلة المالية للعائلة قديما إلا أنها كانت تعيش بطريقة أسهل من الوضع الحالي، ليس لأن الدخل كان كافيًا ومغريا ولكن لقلة مصاريفهم واحتياجاتهم فكانوا يكتفون بالأشياء الأساسية من وجود منزل ولقمة عيش، وهو على العكس من الجيل الحالي الذي تميّز بثبات دخله الشهري تقريبا لكنه يعاني من كثرة وتعدد خيارات الصرف وتنوّع الكماليات، وهو ما يحتاج معه لجهاد عظيم لضبط النفس في المصروفات.
بعد الأمرين الملكيين بإيقاف مؤقت للبدلات ثم عودتها مؤخرا بأثر رجعي، كانت بمثابة الهزّة لبعضهم ليس ماليا وإنما على وتر أعمق، وهو إعادة التخطيط المالي للدخل، من سؤالي الشخصي المباشر لعدد من التجّار في السعودية، "انخفضت مبيعاتهم بشكل كبير بعد إيقاف البدلات"، والكلام لهم أيضاً "أن جزءاً لا يستهان فيه من هذا الانخفاض ليس سببه الوحيد إيقاف البدلات، وإنما أن الكثير من المواطنين قلل من مشترياته كردة فعل وبدأ بالادخار أو الإبقاء على أمواله وتأجيل قائمة المشتريات"، وهذا التصرف تصرف بشري طبيعي وكمثال عليها أن نسبة الادخار للأميركيين بلغت في الستينات وحتى الثمانينات الميلادية ما نسبته 10٪ تقريبا من إجمالي دخلهم، وعندما تتحسن الأوضاع الاقتصادية ويزيد دخل الشخص من المفترض أنه مع زيادة دخله يزيد ادخاره، لكنه يعمد بالفطرة على زيادة الإنفاق فانخفضت مثلا نسبة الادخار في أميركا لأدنى مستوى لها في النصف قرن الأخير لتصل 3٪ تقريبا ما بين الأعوام 2007-2005م وستتأثر نسبة الادخار طبعا بعوامل أخرى مثل معدلات التوظيف، ونسبة التضخم ومعدل الفائدة وغيرها لكن هذه الطبيعية البشرية "زيادة الإنفاق عند الرخاء والتقشّف الحاد عند الشعور بالخطر" هي المحرك الرئيسي والمسيطر.
وخارج حدود الوطن ثقافة الادخار والاحتفاظ بالمال للمستقبل إما لتكاليف دراسة الأبناء بالجامعة أو لحياة ما بعد التقاعد ثقافة منتشرة وفي استفتاء حديث هناك 53٪ من العائلات الأميركية تحتفظ بالمال للمستقبل. بعيدا عن العذر الممجوج "الراتب لا يكفي الحاجة" يجب أن يدّخر الشخص ويخطط لحياته لما بعد التقاعد فإذا كان راتبه الحالي لا يكفي الحاجة هذا لا يعني أن يتقاعس عن الادخار! بل يكون محفزاً لإيجاد مصادر دخل أخرى له. لأنه إذا كان لا يكفي حاجته وهو على رأس العمل فماذا سيكون مصيره بعد حصوله على راتبه التقاعدي الذي يقل كثيرا عن الراتب الحالي؟؛ وبطبيعة الحال قُلِ كم تدّخر أقل لك كيف ستعيش بعد التقاعد.
وخارج حدود الوطن ثقافة الادخار والاحتفاظ بالمال للمستقبل إما لتكاليف دراسة الأبناء بالجامعة أو لحياة ما بعد التقاعد ثقافة منتشرة وفي استفتاء حديث هناك 53٪ من العائلات الأميركية تحتفظ بالمال للمستقبل. بعيدا عن العذر الممجوج "الراتب لا يكفي الحاجة" يجب أن يدّخر الشخص ويخطط لحياته لما بعد التقاعد فإذا كان راتبه الحالي لا يكفي الحاجة هذا لا يعني أن يتقاعس عن الادخار! بل يكون محفزاً لإيجاد مصادر دخل أخرى له. لأنه إذا كان لا يكفي حاجته وهو على رأس العمل فماذا سيكون مصيره بعد حصوله على راتبه التقاعدي الذي يقل كثيرا عن الراتب الحالي؟؛ وبطبيعة الحال قُلِ كم تدّخر أقل لك كيف ستعيش بعد التقاعد.
مساء الخير
مقالي الأسبوعي في جريدة الرياض:
**
*أحمد الزمامي - جريدة الرياض*
مقالي الأسبوعي في جريدة الرياض:
**
*أحمد الزمامي - جريدة الرياض*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..