الأربعاء، 31 أغسطس 2016

وهم المنافسة وحرية السوق

      كان الرد الآلي من مسؤولي وزارة التجارة طوال عهدها أن السوق حرة وخاضعة للمنافسة وآليات العرض والطلب، وكان المواطن لا يرى مثل هذا حقيقة على أرض الواقع، وإن بدا شعاراً لطيفاً متقدماً.
الرد الآلي هذا قبل استحداث وتفعيل الخدمات الإلكترونية التي أراحت الموظف أكثر من المراجع.
    تم تسويق هذا الوهم بإصرار رسمي، ما أدى إلى استفحال احتكار القلة وتغوله، إلى أن تم تفعيل مجلس المنافسة بعد سنوات طويلة من إنشائه، وكان لوزير التجارة السابق الدكتور توفيق الربيعة وفريقه الجهد الأبرز في محاولة تعديل الكفة، للحفاظ على حقوق المستهلك المهدرة. ذكرت سابقاً أن القرارات التي صدرت أخيراً بالتشهير والغرامة، بسبب احتكار تجار هي نتيجة جهود سابقة، ولأننا عهدنا أنه حينما يتغير المسؤول يتغير العمل، وليس بالضرورة أن يتغير إلى الأفضل، فإننا ننتظر من وزير التجارة الجديد استمراره على ذلك النهج مع تطويره.
ومجلس المنافسة بمجلس إدارته الجديد هو أيضاً على محك الامتحان، فهل سيسعى إلى مواجهة الاحتكار، أم سنرى تخاذلاً في ذلك؟
     صحيفة «المدينة» ذكرت أن مجلس المنافسة يتقصى عن أسعار تأمين المركبات، بناء على شكوى من الغرفة التجارية، والمعنى أنه لولا تضرر مصالح التجار في الغرفة لما بحث وتقصى المجلس، فهو ينتظر من يشتكي، وكأنه ليست له أدواته الخاصة للبحث والتقصي والمتابعة، مع أن التأمين بمجمله عليه علامات استفهام وتذمر منذ انطلاقه، وتم السماح لشركاته بالتراخيص و«التجارب»، وطرحت للاكتتابات على المواطنين النطيحة والمتردية بصورة مذهلة، لم يستفد منها سوى «العاملين عليها»، وبعد الامتصاص بدأت شكاوى الشركات من الخسائر.
لم يسأل أحد عمن وافق على تراخيصها وطرحها للاكتتابات وأسلوب «التوظيف» فيها، خصوصاً لكبار موظفيها، فالتلاعب بالحقوق واستغلال عدم علم العميل بهذه الحقوق يحدث، إلى أن تظهر القضايا على السطح وتتضخم، والذي يريد أن يؤسس قطاع تأمين تحترم فيه حقوق كل الأطراف يجب عليه أن يحافظ على هذه الحقوق بعدل وإنصاف، وألا يترك «المواطن» نهبة لتجارب واستغفال إدارات شركات التأمين.

عبد العزيز احمد السويد
Posted: 30 Aug 2016 10:15 PM PDT


_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

هل لدينا سوق ( منافسة كاملة ) ؟!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..