الخميس، 16 يونيو 2016

ما الذي يحدث في مطار الملك خالد الدولي؟

بعد "الشيك الذهبي".. وضعف الإمكانات.. ومظاهر الإهمال
الثلاثاء - 09 رمضان 1437 - 14 يونيو 2016 - 10:21 مساءً
 
تتواصل الانتقادات الموجّهة لمطار الملك خالد الدولي بالرياض، على خلفية افتقاده للإمكانيات المناسبة، مقارنة بمكانته المهمة بين مطارات المملكة، فهو مطار العاصمة، ‏والواجهة الرئيسية للمترددين عليها للسفر والسياحة والعمل.
وتصطدم هذه المكانة مع الواقع الصعب الذي يعيشه المطار، حيث ضعف الإمكانات، وتواضع الخدمات، وفق جولة للصحيفة داخل المطار، أوضحت أوضاع المسافرين وهم يفترشون الممرات، ويحولونها إلى أماكن للنوم، فضلا عن التدخين في أروقة المطار وخارج الغرف، ما يشوّه الوجه الجمالي والحضاري لهذا المرفق المهم.
وبحسب مصادر تحدثت لـ"عاجل"، فإن إدارة المطار تتحمل مسؤولية ما يتم، لكونها لم تبادر -حتى الآن- بتخصيص ظروف وأجواء مناسبة لخدمة المسافرين (المغادرين، والقادمين)، ممن تتأخر رحلاتهم لأسباب عدة، ومن ثم لا يجدون أمامهم سوى افتراش ممرات وصالات المطار، والنوم فيها لساعات طويلة.
خدمات محدودة:
‏ومنذ إنشائه قبل 35 عامًا، لا يزال حجم المطار يؤثر على طاقته الاستيعابية، في ظل كثرة الرحلات وأعداد المسافرين، وسط توقعات بأن تستمر هذه الأزمة، رغم مشروع توسعة المطار؛ حيث أكدت المصادر أنه "قد يستغرق وقتًا طويلا جدًّا".
وفي مايو الماضي، أعلن مدير المطار، عبدالعزيز أبو حربة، أن منتصف شهر رمضان الجاري يشهد إطلاق شارة التشغيل الكامل للصالة رقم 5 بالمطار، وأن "التشغيل الكامل يعتمد استكمال الملاحظات الواردة في المرحلة الأولى، والعمل على تفاديها".
وقال (آنذاك)، إن هذه الخطوة تستفيد منها 8 رحلات (قدوم، ومغادرة). مؤكدًا أن عدد المواطنين المستفيدين من هذه الرحلات يبلغ نحو 737 راكبًا، بعد توفير الخدمات الرئيسة (دورات المياه، والمصليات، والمقاهي، والنظافة، ومتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة)، مرورًا بالكاونتر، والمصاعد، وانتهاء بصعود الطائرة.
أزمة كوادر:
لكن مع الأمنيات التي يزفها مسؤولو المطار، لا تزال معاناة المسافرين مستمرة، عبر الطوابير الضخمة، التي تصل حتى صالات المطار، من أجل إنهاء إجراءات السفر، وذلك بسبب قلة عدد الموظفين الموجودين على "الكاونترات".
وأشارت مصادر إلى أنه في حال عدم قيام إدارة المطار بإنجاز توسعة شاملة؛ فقد تواجه هيئة الطيران المدني صعوبات كبيرة في تخصيص مزيد من الكاونترات الإضافية لبعض شركات الطيران الجديدة، عند بدء تشغيل الصالات مستقبلا.
وانتقدت المصادر قيام إدارة الخطوط السعودية بمنح "الشيك الذهبي" للموظفين القدامى، وإحالتهم إلى التقاعد المبكر؛ حيث أصبحت المطارات تفتقر للعديد من الكوادر المهمة التي تُسهم في تفعيل جانب الخبرة، وإنجاز إجراءات السفر بكل يسر وسهولة.
ولم تقم إدارة الخطوط السعودية بمراعاة النتائج المترتبة على هذه المشكلة من نقص في الكوادر المهمّة، وسط شكاوى من المسافرين بأن معظم الموظفين (قليلي الخبرة)، لا يزالون يتعاملون بفوقية وتعالٍ مع المسافرين، بينما دورهم الأساسي هو خدمة المسافر، والسهر على راحته.
أسعار دون خدمات:
‏خدميًّا، يُضاف إلى جملة السلبيات التي يُعانيها المطار، فشل الإدارة في كبح جماح الأسعار الباهظة لمحلات تجارية ومطاعم تنتشر في جنباته، مقارنة بالأسعار داخل المدينة؛ حيث تُعتبر هذه الأسعار غير مناسبة ومبالغًا فيها بشكل كبير، الأمر الذي يصفه المسافرون بـ"الاستغلال"، ويتطلب المبادرة الفورية بوضع تسعيرة ‏محددة وواضحة للجميع.
‏ويرصد كثير من المسافرين الذين تحدثت إليهم "عاجل" وجود القليل من أجهزة "شحن الجوالات" في صالات المطار والممرات الداخلية والخارجية، لكون البنية التحتية للمطار قديمة جدًّا، وتظهر أهمية أجهزة شحن الجوالات في ظل تأخير رحلات المطار التي تكررت في الآونة الأخيرة.
وفي مطلع يونيو الجاري، تم إلغاء 4 رحلات للخطوط الجوية السعودية، بشكل مفاجئ بمطار الملك خالد، نتيجة أعطال فنية، وعدم وجود موظفين كمساعد طيّار ومضيفين، وسط استياء من المسافرين.
وتم إلغاء الرحلات SV1245 الدوادمي، SV1267 القصيم، بسبب عطل فني وبدون تأمين البديل، كما تم إلغاء الرحلة رقم SV1539 المتجهة إلى تبوك، بعد مغادرة الطائرة من البوابة ثم رجوعها من المدرج بسبب خلل فني، وتم إنزال الركاب، وألغيت الرحلة بدون تأمين بديل، كما تم إلغاء الرحلة رقم SV1927 بعدما صعد الركاب الطائرة واكتمال العدد؛ حيث تم إنزال الركاب لعدم وجود مساعد لقائد الطائرة.
وتذمّر عدد كبير من المسافرين من هذه التصرفات، خاصة بعد صعود الطائرة وإنزالهم وإلغاء الرحلات؛ حيث يوجد عدد كبير من كبار السن والمرضى والأطفال، إضافةً إلى عدم حرص الشركة على تأمين حجز جديد، بل طلب من الركاب الذهاب لموظفي الحجز لتأمين حجوزات جديدة على الرحلات المجدولة.
آنذاك، علّق نائب رئيس مجلس الغرف السعودية، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالجوف، د. حمدان السمرين (على الواقعة عبر حسابه الشخصي بتويتر)، قائلا: "بعد عطل وطول انتظار في طائرة الخطوط السعودية يعتذر الكابتن من الركاب، ويقول موظفو الحركة لم يحضر منهم أحد لاستقبال الركاب.. فوضى عارمة!".
‏تأخير وإهمال:
‏ولا يزال تأخر وصول أمتعة المسافرين للسير الكهربائي حالة متكررة من قبل شركة الخدمات الأرضية في المطار، رغم أنه من المفترض وصول الأمتعة بشكل أسرع، حتى لا يتعرض بعضها للتلف، نتيجة الإهمال والنقل بطريقة سيئة.
ويشهد المطار انقطاعًا متكررًا لسير العفش، ما يتسبب في ازدحام مئات المسافرين على رحلات الطيران الأجنبي، وتأخر عدد من الرحلات، وتكدس الأمتعة، سواء في المنطقة التجمعية وفي صالة المغادرة، ما دفع البعض للمطالبة بإسناد إدارة هذا الملف إلى شركة متخصصة خاصة، ‏وسط تأكيدات بضرورة محاسبة المقصرين من إدارة المطار، وإجراء جراحة عاجلة لمرافقة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه خلال الفترة المقبلة .


. . _______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..