الأحد، 31 يناير 2016

"الأكل القمامي".. وجبات السعوديين القاتلة.. كيماويات وزيوت مهدرجة

سموم صنعت أمراض السرطان والسمنة.. ومجتمع هاجر إلى المطاعم
اكتشف عبدالله العمار 50 خطأ غذائياً، اعتاد عليه وزوجته وأبناؤه الثلاثة منذ سنوات، عندما كانوا يتناولون وجباتهم في أحد مطاعم الوجبات السريعة.

"عبدالله" الذي لم يصدق نفسه وهو يقرأ في قائمة طويلة، تتناول أضرار مكونات "الأكل القمامي"، يؤكد أنه كان يدرك الآثار السلبية لهذه الوجبات على الصحة العامة، لكنه لم يكن يتوقع أنها تحمل كل هذه الأضرار.

ويُطلق مصطلح "الأكل القمامي" الدارج عند الأطباء على عشرات المشروبات الضارة، ومئات الأطعمة التي تحتوي على مكونات غذائية، تهدد الصحة العامة؛ إذ يسلط الضوء على حقائق مكونات الكثير من الأطعمة التي تدخل فيها بعض الكيماويات بصورة أو بأخرى، أو التي تستخدم مواد غذائية محظورة.
ويصف "نباتيون" الطعام الذي يتناوله المواطنون بأنه أشبه بتَكَتُّل من التجارب الكيميائية المرتفعة الثمن، مُصَمَّمة لتُشبِه الطعام، محذرين من أن "المزيد والمزيد من المجتمع يأكلون هذه الأطعمة المزيفة المصَنَّعة والمُقَلَّدة، ويتناولون معها المشروبات السامة"، ومشيرين إلى أن هذه حقائق قد يعلمها الفرد، لكنه قد يتجاهلها عمداً تحت مبررات عدة، أو أنه يجهلها بالفعل.
 8  ملايين وجبة
وعلى رأس قائمة الأكل القمامي الوجبات السريعة، التي تحضَّر وتقدَّم بسرعةٍ كبيرة في الأماكن العامة، أو التي تُجلب إلى المنازل، وتتصف بالعادة بـ"جودة أقل"؛ لأنّها مشبعة بالدّهون والزّيوت المهدرجة. ولهذه النوعية من الأطعمة أضرار خطرة للغاية. وتتنافس سلسلة المطاعم السريعة العالمية على السوق السعودي، موقنة بحجم الاستهلاك الكبير في السعودية. ويبلغ إجمالي استثمارات مطاعم الوجبات السريعة في السعودية حالياً نحو 18 مليار دولار، من بين 77 مليار دولار، إجمالي استثمارات هذا القطاع في دول الخليج. ويلتهم السعوديون نحو 8 ملايين وجبة سريعة شهرياً، تقدمها 5 آلاف مطعم منتشرة في ربوع السعودية. وتتعامل هذه المطاعم مع 100 شركة، توفر لها ما تحتاج من المواد الغذائية.
وتحتوي الوجبات السّريعة على كميّات كبيرة من الدّهون المهدرجة، والسكريات والبروتينات الزائدة، التي تتراكم في جسد الشخص؛ ما تؤدّي إلى زيادة هائلة في وزنه وحجمه. وتؤثّر هذه الوجبات على الجينات المسؤولة عن السمنة عند الأفراد، وقد تؤدي هذه السّمنة إلى وفاة المصابين بها. وتكون الوجبات السّريعة جامدة ومتصلّبة غالباً؛ لذا تعمل على تصلّب الشّرايين وأمراض القلب، وتصيب الأفراد بأمراض السّرطان، كذلك تصيب الأفراد بمرض السكري، وخصوصاً عند تناول هذه الوجبات مع المشروبات الغازيّة.
إدمان الوجبات
وتقول بيانات حساب "الأكل القمامي"، الذي يقوم عليه عدد من الاستشاريين في المجال الصحي، إن الوجبات السّريعة لا تحتوي على الألياف والمعادن المهمّة التي يحتاج إليها جسم الإنسان؛ وهو ما يؤدي إلى إصابة الأفراد بالأنيميا وفقر الدّم وارتفاع نسبة الكولسترول، كذلك أمراض العمود الفقري. وتؤثّر الوجبات السّريعة على الأطفال، وتساهم في حدوث الربو نتيجة خلوّها من الخضراوات والفيتامينات والألياف.
وتسبّب الوجبات السّريعة تسمّماً غذائيًّا في كثير من الأحيان؛ وذلك نتيجة عدم نظافة المأكولات، وعدم تتبّع الأسس والمعايير الغذائيّة الصّحيحة في الحفظ والتّخزين والإنتاج؛ فنسبة التسمّم عالية جدًّا بين متناولي الوجبات السّريعة، وحالات الشفاء منه نادرة جدًّا؛ فغالباً ما يؤدّي إلى الوفاة. وتعرّض الوجبات السّريعة الفرد إلى عسرٍ في الهضم، وتسبِّب أمراضاً في الأمعاء والمعدة، وتؤدّي إلى تقرّحاتٍ عديدة والتهابات حادّة في المعدة، نتيجة أكل الطّعام بسرعة كبيرة.
وللوجبات السّريعة تأثير كبير على كيمياء المخ عند الأطفال؛ ما تساهم في سلب الأطفال إرادتهم وحريّتهم، وتصيب الأطفال بخمول العقل، وضعف قدرة العقل على الاستيعاب، وكسل الجسم، وإصابته بترهّلات؛ فتصبح الوجبات السّريعة لديهم كالعادة، يدمنون عليها كالدخان والمخدرات.
مشروبات سامة
ونالت المشروبات الغازية نصيبها من تحذيرات "الأكل القمامي". وتستهلك السعودية سنوياً نحو 500 مليون كرتون من المرطبات والمياه الغازية، التي تشمل - بطبيعة الحال - المشروب الغازي. وتشكل فترة الصيف، التي تمتد لنحو ثلاثة أشهر، موسماً ذهبياً في ارتفاع حجم الإقبال على تناول المرطبات بسبب عوامل، أهمها حرارة الجو. وللمشروبات الغازية أضرار صحية عديدة على صحة الإنسان، كبيراً كان أم صغيراً، منها مرض السكر وتسوس الأسنان ونقص الكالسيوم المؤدي إلى هشاشة العظام، خاصة على الأطفال، إضافة إلى اضطراب الشهية وأمراض القلب والأمراض المتعلقة بالأعصاب والسرطان.
ويؤدي شرب عبوة واحدة من المشروبات الغازية يوميًا إلى زيادة نصف كيلوجرام شهريًا نظرًا لما تحتويه العلبة الواحدة من 10 مكعبات سكر. ويمهد هذا الأمر للإصابة بداء السكري. ويدمر السكر الموجود في علبة المياه الغازية فيتامين (ب) في جسم الطفل، ويؤدي إلى نقص هذا الفيتامين في جسم الطفل إلى سوء الهضم، والصداع، وضعف البنية، والهزال، والاضطرابات العصبية، والتشنجات العضلية.
والمشروبات الغازية تكون عادة غنية بمادة الكافيين، التي تصل حجمها في الزجاجة الصغيرة من 25 إلى 50 ملجم. والكافيين مادة منبهة، لها أضرار عديدة على الجسم؛ إذ تؤدي إلى أرق الطفل وقلة التركيز والشعور بالصداع وفقدان الشهية.
شهية مفتوحة
ويقر عبدالله العمار بأنه ارتكب جريمة بحق أبنائه الثلاثة، الذين ظلوا لسنوات طويلة يتناولون وجبات سريعة، يحضرها لهم بيده، ويسعد وهو يراهم يتناولونها بشهية مفتوحة ورغبة جامحة. مضيفاً "كنت لا ألتفت بما فيه الكفاية إلى الإحصاءات التي تصدر عن أضرار الوجبات الخفيفة، وكانت السلبيات تتردد على مسامعي، دون أن أعيرها اهتماماً، ولكن عندما قرأت عنها في بيانات (الأكل القمامي) أدركت أنني كنت أقدم السم لأبنائي بيدي، دون أن أدري، ودون أن يدروا هم، ولكن الخطأ خطئي أنا، وعليّ أن أتحمل المسؤولية عنه".


_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..