تحقيق- غزيل العتيبي
لا تزال مخالفات العديد من محال بيع العطارة
مستمرة دون أيّ اكتراث بما تلحقه من أضرار جسيمة على صحة الإنسان، حيث
تُباع في هذه المحال مستحضرات طبية مصنعة بطريقة بدائية، إلى جانب
وجود مواد أخرى منتهية الصلاحية أو أنَّ تاريخ صلاحيتها شارف على الانتهاء، يُضاف إلى ذلك كله وجود العديد من الوصفات والخلطات مجهولة المصدر والتركيب، كما أنَّ العديد منها غير مُرخّصة من قبل وزارة الصحة، وبالتالي فإنَّ العديد من المواد والتركيبات والخلطات تباع في هذه المحال جهاراً نهاراً، في ظل إقبال بعض المرضى على التداوي بالأعشاب وبعض الخلطات العشبية، وذلك رغم التحذيرات التي تصدر بين الحين والآخر من قبل الجهات المعنية في المملكة، إلى جانب تحذير بعض الأكاديميين والمتخصصين في طب الأعشاب من اللجوء إلى العطارين من دون وصفة طبية.
قوانين صارمة
وقالت مها محمد الدليلان: "بحكم عمل أخي بمهنة الصيدلة، أصبح لدي الوعي والخبرة الكافية بخطورة بعض المنتجات على البشرة والصحة بشكل عام، حيث إنَّه يحذرني دائماً من اقتناء أيّ منتج دون قراءة مكوناته، سواء كان من العطار أو الصيدلية؛ لأنَّ بعض الأدوية التي تباع في الصيدليات تحتوي على مواد خطيرة وضارة على البشرة على المستوى القريب أو البعيد، مثل: مادة الكورتيزون، كما أنَّ الخلطات والوصفات العشبية التي تباع في محال العطارة لها مخاطر لا يدركها الأغلبية".
وأوضحت أنَّ آثار تلك المواد تظهر –دون شك- على صحة مستخدميها، مُشيرةً إلى أنَّ هناك من تشتري خلطات للتبييض، وأخرى للتنحيف، وبالتالي تتعرض لالتهابات في الجلد أو فشل كلوي أو الوباء الكبدي، على الرغم من تحذيرات هيئة الغذاء والدواء والأطباء، ومع ذلك فإنَّ تلك الوصفات والمواد لازالت تجد رواجاً كبيراً بين أوساط النساء بشكلٍ عام، والفتيات بشكل خاص، مُشدِّدة على ضرورة تطبيق القوانين الصارمة على محال العطارة المخالفة.
تصبّغات جلدية
وشدَّدت لطيفة محمد على أهمية إغلاق محال العطارة، موضحةً أنَّ بعض العطارين ممَّن يدعون القدرة على العلاج، يقومون بتركيب العديد من الخلطات العشبية مجهولة المصدر، مُدَّعين انَّها تعالج كثيرا من الأمراض المستعصية والمزمنة، كالسرطان والسكري وارتفاع ضغط الدم، وغيرها من الأمراض، مُبيّنةً أنَّ إحدى قريباتها استخدمت خلطة عشبية لعلاج بعض التصبغات الجلدية في الوجه، لكنها أصيبت فيما بعد بنوع من أنواع الطفح الجلدي، ممَّا أدى إلى تشوّه وجهها، الأمر الذي جعلها تطلب المساعدة من أطباء الجلدية في العيادات المتخصصة.
مركبات ضارة
وأكَّد أبو علي -أحد العطارين القدماء- على أنَّ هناك بعض الأعشاب التي تحتوي على مركبات دوائية ضارة لا ينبغي استهلاكها، موضحاً أنَّها تسبب أنواعاً من التسمم، ومن هذه الأعشاب عشبة ال "سنا مكي" التي تستخدم كعلاج للإمساك الشديد، مُضيفاً أنَّ بعض العطارين يدعون الخبرة في مجال الأعشاب والخلطات من أجل استغلال العملاء مادياً، مُشدِّداً على أهمية وجود تراخيص للعطارين، إلى جانب الاكتفاء بإصدارها لمن عملوا في هذا المجال منذ أكثر من (30) عاماً.
ودعا الجهات المعنية إلى فرض رقابة صارمة على المنتجات التي تباع على الأرصفة على أنَّها أعشاب طبيعية؛ لأنَّها غير حاصلة على تصريح من قبل وزارة الصحة، كما أنَّها تسبب أضراراً بالغة لمن يستخدمها.
باعة جائلون
وبيَّنت نورة فهد أنَّ بعض الباعة الجائلين ومحال العطارة يبيعون ويُروجون لبضائع مجهولة تتضمن مقويات وأعشابا طبية لا تخضع إلى أيّ نوع من أنواع الرقابة من قبل الجهات المعنية، كما أنَّها قد تكون منتهية الصلاحية أو غير مسموح باستخدامها؛ ممَّا يُشكل تهديداً للصحة، لافتةً إلى أنَّ غياب عين الرقيب عن هذا المجال أدّى إلى ازدياد اعداد ضحايا العطارين في الآونة الأخيرة.
مضاعفات خطيرة
وأشارت منيرة النفيعي إلى أنَّها لم تُرزق خلال هذه الفترة بمولود، موضحةً أنَّها عرضت حالتها على عدد من اختصاصيي النساء والتوليد لمعرفة أسباب تأخر الإنجاب لديها، وعندما انقطعت بها السبل ذهبت لعدد من العطارين وبدأت معهم العلاج على عدة مراحل، حيث صرفوا لها العديد من الأعشاب، التي لابُدَّ أن تتناولها مرتين في اليوم، مُبيّنةً أنَّها انتابتها بعد شهرين من الاستخدام مضاعفات خطيرة كادت أن تؤدي بها إلى العقم بشكلٍ نهائي.
شهادات صحية
وقالت أم عبدالله –معلمة-: "هناك تجاوزات خطيرة جداً تُمارس في العديد من محال العطارة، ومنها بيع الخلطات العشبية والأغذية الصحية التكميلية التي تحتوي على مكونات خطيرة يتم تسويقها، ممَّا يتسبب بأضرار بالغة بصحة مستخدميها، ولذلك لابُدَّ من مراقبة الإعلانات التي تنشر وتبث بكافة وسائل الإعلام في هذا الشأن، إلى جانب ملاحقة الشركات والمحال المعلنة، وكذلك تعديل اشتراطات العاملين في هذه المحال، على أن يحمل العاملون في هذه المحال شهادات صحية تُخوّلهم العمل في هذا المجال".
وأضافت أنَّ العديد من محال العطارة تعج بالعمالة الوافدة، التي وجدت نفسها في هذه المهنة الرائجة كمصدر للكسب دون سابق معرفة أو تدريب، مُشيرةً إلى أنَّ العديد من هؤلاء كانوا يعملون في مهن لا علاقة لها بمجال العطارة.
خلطات منزلية
ولفتت أم حمد إلى أنَّه لا يمكن التعميم واتهام جميع العطارين بالدجل والاحتيال، مُضيفةً أنَّ التداوي بالأعشاب والخلطات معروف منذ القدم، موضحةً أنَّ هناك أسماء لها وزنها في مجال العطارة لم يصدر منها أيّ أخطاء طيلة عملها في هذا المجال، مُبيِّنةً أنَّ لهم زبائن كُثرا، خاصةً من النساء، مُشيرةً إلى أنَّها تؤيد فرض مزيد من الرقابة على محال العطارة، لكنَّها في الوقت نفسه ضد إغلاق هذه المحال بشكلٍ نهائي، مؤكِّدةً على أنَّ مهنة العطارة هي مهنة الأجداد ولا يمكن التخلي عنها.
وأضافت أنَّ مهنة العطارة ابتليت بمن يدعون المعرفة في هذا المجال، وبالتالي فإنَّ هؤلاء يقومون بعمل بعض الخلطات في المنزل معتمدين على وصفات حصلوا عليها من خلال شبكة "الإنترنت" ووسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أساء إلى سمعة هذه المهنة بشكلٍ كبير.
وصفة مجربة
وأوضحت سارة العتيبي أنَّها تعاني من آلام جسدية مُصاحبة لارتفاع ضغط الدم الذي أُصيبت به منذ فترة طويلة، مُشيرةً إلى أنَّ ذلك جعلها تستخدم دواء خاصا بهذا المرض، إذ يعمل على خفض ضغط الدم وإعادته إلى معدلاته الطبيعية إلى حدٍ كبير، مُبيّنةً أنَّها حصلت عليه من خلال استشارة الطبيب المختص، لافتةً إلى أنَّ إحدى قريباتها نصحتها بترك هذا الدواء والذهاب إلى العطار، مُضيفةً: "عندما ذهبت إلى هذا العطار طلب مني التوقف عن تناول الدواء واستخدام وصفة عشبية، حيث أشار إلى أنَّها وصفة مجربة وأكيدة للقضاء على مرض ارتفاع الضغط بشكلٍ نهائي".
وأضافت أنَّها توقفت بالفعل عن تناول علاج الضغط واستخدمت تلك الخلطة، إلاَّ أنَّها تأثرت بشكلٍ سلبي نتيجة لذلك، ممَّا جعلها تلجأ إلى الأطباء المختصين لعلاج هذه المشكلة، مُحذّرةً في الوقت نفسه من استخدام مثل هذه الخلطات.
حملة وطنية
وأكَّد عبدالرحمن السلطان -مدير تنفيذي للتوعية والإعلام بالهيئة العامة للغذاء والدواء- على أنَّ تناول الخلطات العشبية مجهولة المصدر والتركيب يؤدي إلى التأثير السلبي على الصحة العامة أو إلى الوفاة في بعض الحالات، لأنَّ هذه الخلطات قد تكون مغشوشة بكميات غير محسوبة من الأدوية، وبعضها بمواد سامة، أو ممزوجة بفضلات الحيوانات والحشرات وبراز القوارض وغيرها، إلى جانب تأثّر هذا النوع من المواد بسوء التخزين، كالرطوبة والحرارة وضوء الشمس، ممَّا يجعلها بيئة خصبة لنمو البكتريا والفطريات، وغيرها من الكائنات الدقيقة التي لا ترى بالعين المجردة.
وأشار إلى أنَّ تلك الخلطات قد تحتوي على معادن ثقيلة، مثل: الألومنيوم والزرنيخ والرصاص والزئبق، موضحاً أنَّ تراكمها داخل الجسم ينتج عنه تأثير سلبي على الوظائف الحيوية، كالسمع والبصر، فضلاً عن تعارض استخدامها مع الأدوية التي يستخدمها المريض، مُضيفاً أنَّ الهيئة العامة للغذاء والدواء تقوم بجولات رقابية على محال العطارة، من خلال عضوية لجنة مكونة من وزارة الداخلية ووزارة الشؤون البلدية والقروية، للتأكّد من خلوها من الخلطات العشبية غير المصرح بها.
وأوضح أنَّ الهيئة أطلقت مؤخراً حملة وطنية للتوعية بأضرار استخدام الخلطات العشبية، وذلك من خلال وسائل الإعلام التقليدية وقنوات الإعلام الجديد، مثل: "تويتر" و"إنستغرام" و"يوتيوب"، إلى جانب تخصيص أجنحة توعوية تفاعلية في كل من الرياض وجدة والمدينة المنورة والدمام، وكذلك مركز اتصال موحد للهاتف المجاني (19999) للإجابة عن جميع الأسئلة والاستفسارات، لافتاً إلى أنَّه يمكن الاطلاع على كافة مواد ومعلومات ومقاطع الفيديو للحملة في وسم "هاشتاق" الخلطات العشبية.
الخلطات المجهولة تتأثّر بسوء التخزين ممَّا يجعلها بيئة خصبة لنمو البكتريا والفطريات
كثير من السيدات يبحثن عن كريمات وخلطات للشعر والبشرة لدى العطارين
------------------------------
التعليق :
لو اهتمت النساء بالغذاء الجيد ونظافة الرأس كما ينبغي وابتعدن عن اأنواع المجهولة من الشامبو
لما احتجن الى الخلطات والكلام الفارغ الذي ثبت ضرره من اناس يتاجرون بصحة الخلق !
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
وجود مواد أخرى منتهية الصلاحية أو أنَّ تاريخ صلاحيتها شارف على الانتهاء، يُضاف إلى ذلك كله وجود العديد من الوصفات والخلطات مجهولة المصدر والتركيب، كما أنَّ العديد منها غير مُرخّصة من قبل وزارة الصحة، وبالتالي فإنَّ العديد من المواد والتركيبات والخلطات تباع في هذه المحال جهاراً نهاراً، في ظل إقبال بعض المرضى على التداوي بالأعشاب وبعض الخلطات العشبية، وذلك رغم التحذيرات التي تصدر بين الحين والآخر من قبل الجهات المعنية في المملكة، إلى جانب تحذير بعض الأكاديميين والمتخصصين في طب الأعشاب من اللجوء إلى العطارين من دون وصفة طبية.
تناول الخلطات العشبية مجهولة المصدر والتركيب يؤثر سلباً على الصحة
قوانين صارمة
وقالت مها محمد الدليلان: "بحكم عمل أخي بمهنة الصيدلة، أصبح لدي الوعي والخبرة الكافية بخطورة بعض المنتجات على البشرة والصحة بشكل عام، حيث إنَّه يحذرني دائماً من اقتناء أيّ منتج دون قراءة مكوناته، سواء كان من العطار أو الصيدلية؛ لأنَّ بعض الأدوية التي تباع في الصيدليات تحتوي على مواد خطيرة وضارة على البشرة على المستوى القريب أو البعيد، مثل: مادة الكورتيزون، كما أنَّ الخلطات والوصفات العشبية التي تباع في محال العطارة لها مخاطر لا يدركها الأغلبية".
وأوضحت أنَّ آثار تلك المواد تظهر –دون شك- على صحة مستخدميها، مُشيرةً إلى أنَّ هناك من تشتري خلطات للتبييض، وأخرى للتنحيف، وبالتالي تتعرض لالتهابات في الجلد أو فشل كلوي أو الوباء الكبدي، على الرغم من تحذيرات هيئة الغذاء والدواء والأطباء، ومع ذلك فإنَّ تلك الوصفات والمواد لازالت تجد رواجاً كبيراً بين أوساط النساء بشكلٍ عام، والفتيات بشكل خاص، مُشدِّدة على ضرورة تطبيق القوانين الصارمة على محال العطارة المخالفة.
تصبّغات جلدية
وشدَّدت لطيفة محمد على أهمية إغلاق محال العطارة، موضحةً أنَّ بعض العطارين ممَّن يدعون القدرة على العلاج، يقومون بتركيب العديد من الخلطات العشبية مجهولة المصدر، مُدَّعين انَّها تعالج كثيرا من الأمراض المستعصية والمزمنة، كالسرطان والسكري وارتفاع ضغط الدم، وغيرها من الأمراض، مُبيّنةً أنَّ إحدى قريباتها استخدمت خلطة عشبية لعلاج بعض التصبغات الجلدية في الوجه، لكنها أصيبت فيما بعد بنوع من أنواع الطفح الجلدي، ممَّا أدى إلى تشوّه وجهها، الأمر الذي جعلها تطلب المساعدة من أطباء الجلدية في العيادات المتخصصة.
مركبات ضارة
وأكَّد أبو علي -أحد العطارين القدماء- على أنَّ هناك بعض الأعشاب التي تحتوي على مركبات دوائية ضارة لا ينبغي استهلاكها، موضحاً أنَّها تسبب أنواعاً من التسمم، ومن هذه الأعشاب عشبة ال "سنا مكي" التي تستخدم كعلاج للإمساك الشديد، مُضيفاً أنَّ بعض العطارين يدعون الخبرة في مجال الأعشاب والخلطات من أجل استغلال العملاء مادياً، مُشدِّداً على أهمية وجود تراخيص للعطارين، إلى جانب الاكتفاء بإصدارها لمن عملوا في هذا المجال منذ أكثر من (30) عاماً.
ودعا الجهات المعنية إلى فرض رقابة صارمة على المنتجات التي تباع على الأرصفة على أنَّها أعشاب طبيعية؛ لأنَّها غير حاصلة على تصريح من قبل وزارة الصحة، كما أنَّها تسبب أضراراً بالغة لمن يستخدمها.
باعة جائلون
وبيَّنت نورة فهد أنَّ بعض الباعة الجائلين ومحال العطارة يبيعون ويُروجون لبضائع مجهولة تتضمن مقويات وأعشابا طبية لا تخضع إلى أيّ نوع من أنواع الرقابة من قبل الجهات المعنية، كما أنَّها قد تكون منتهية الصلاحية أو غير مسموح باستخدامها؛ ممَّا يُشكل تهديداً للصحة، لافتةً إلى أنَّ غياب عين الرقيب عن هذا المجال أدّى إلى ازدياد اعداد ضحايا العطارين في الآونة الأخيرة.
مضاعفات خطيرة
وأشارت منيرة النفيعي إلى أنَّها لم تُرزق خلال هذه الفترة بمولود، موضحةً أنَّها عرضت حالتها على عدد من اختصاصيي النساء والتوليد لمعرفة أسباب تأخر الإنجاب لديها، وعندما انقطعت بها السبل ذهبت لعدد من العطارين وبدأت معهم العلاج على عدة مراحل، حيث صرفوا لها العديد من الأعشاب، التي لابُدَّ أن تتناولها مرتين في اليوم، مُبيّنةً أنَّها انتابتها بعد شهرين من الاستخدام مضاعفات خطيرة كادت أن تؤدي بها إلى العقم بشكلٍ نهائي.
شهادات صحية
وقالت أم عبدالله –معلمة-: "هناك تجاوزات خطيرة جداً تُمارس في العديد من محال العطارة، ومنها بيع الخلطات العشبية والأغذية الصحية التكميلية التي تحتوي على مكونات خطيرة يتم تسويقها، ممَّا يتسبب بأضرار بالغة بصحة مستخدميها، ولذلك لابُدَّ من مراقبة الإعلانات التي تنشر وتبث بكافة وسائل الإعلام في هذا الشأن، إلى جانب ملاحقة الشركات والمحال المعلنة، وكذلك تعديل اشتراطات العاملين في هذه المحال، على أن يحمل العاملون في هذه المحال شهادات صحية تُخوّلهم العمل في هذا المجال".
وأضافت أنَّ العديد من محال العطارة تعج بالعمالة الوافدة، التي وجدت نفسها في هذه المهنة الرائجة كمصدر للكسب دون سابق معرفة أو تدريب، مُشيرةً إلى أنَّ العديد من هؤلاء كانوا يعملون في مهن لا علاقة لها بمجال العطارة.
خلطات منزلية
ولفتت أم حمد إلى أنَّه لا يمكن التعميم واتهام جميع العطارين بالدجل والاحتيال، مُضيفةً أنَّ التداوي بالأعشاب والخلطات معروف منذ القدم، موضحةً أنَّ هناك أسماء لها وزنها في مجال العطارة لم يصدر منها أيّ أخطاء طيلة عملها في هذا المجال، مُبيِّنةً أنَّ لهم زبائن كُثرا، خاصةً من النساء، مُشيرةً إلى أنَّها تؤيد فرض مزيد من الرقابة على محال العطارة، لكنَّها في الوقت نفسه ضد إغلاق هذه المحال بشكلٍ نهائي، مؤكِّدةً على أنَّ مهنة العطارة هي مهنة الأجداد ولا يمكن التخلي عنها.
وأضافت أنَّ مهنة العطارة ابتليت بمن يدعون المعرفة في هذا المجال، وبالتالي فإنَّ هؤلاء يقومون بعمل بعض الخلطات في المنزل معتمدين على وصفات حصلوا عليها من خلال شبكة "الإنترنت" ووسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أساء إلى سمعة هذه المهنة بشكلٍ كبير.
وصفة مجربة
وأوضحت سارة العتيبي أنَّها تعاني من آلام جسدية مُصاحبة لارتفاع ضغط الدم الذي أُصيبت به منذ فترة طويلة، مُشيرةً إلى أنَّ ذلك جعلها تستخدم دواء خاصا بهذا المرض، إذ يعمل على خفض ضغط الدم وإعادته إلى معدلاته الطبيعية إلى حدٍ كبير، مُبيّنةً أنَّها حصلت عليه من خلال استشارة الطبيب المختص، لافتةً إلى أنَّ إحدى قريباتها نصحتها بترك هذا الدواء والذهاب إلى العطار، مُضيفةً: "عندما ذهبت إلى هذا العطار طلب مني التوقف عن تناول الدواء واستخدام وصفة عشبية، حيث أشار إلى أنَّها وصفة مجربة وأكيدة للقضاء على مرض ارتفاع الضغط بشكلٍ نهائي".
وأضافت أنَّها توقفت بالفعل عن تناول علاج الضغط واستخدمت تلك الخلطة، إلاَّ أنَّها تأثرت بشكلٍ سلبي نتيجة لذلك، ممَّا جعلها تلجأ إلى الأطباء المختصين لعلاج هذه المشكلة، مُحذّرةً في الوقت نفسه من استخدام مثل هذه الخلطات.
حملة وطنية
وأكَّد عبدالرحمن السلطان -مدير تنفيذي للتوعية والإعلام بالهيئة العامة للغذاء والدواء- على أنَّ تناول الخلطات العشبية مجهولة المصدر والتركيب يؤدي إلى التأثير السلبي على الصحة العامة أو إلى الوفاة في بعض الحالات، لأنَّ هذه الخلطات قد تكون مغشوشة بكميات غير محسوبة من الأدوية، وبعضها بمواد سامة، أو ممزوجة بفضلات الحيوانات والحشرات وبراز القوارض وغيرها، إلى جانب تأثّر هذا النوع من المواد بسوء التخزين، كالرطوبة والحرارة وضوء الشمس، ممَّا يجعلها بيئة خصبة لنمو البكتريا والفطريات، وغيرها من الكائنات الدقيقة التي لا ترى بالعين المجردة.
وأشار إلى أنَّ تلك الخلطات قد تحتوي على معادن ثقيلة، مثل: الألومنيوم والزرنيخ والرصاص والزئبق، موضحاً أنَّ تراكمها داخل الجسم ينتج عنه تأثير سلبي على الوظائف الحيوية، كالسمع والبصر، فضلاً عن تعارض استخدامها مع الأدوية التي يستخدمها المريض، مُضيفاً أنَّ الهيئة العامة للغذاء والدواء تقوم بجولات رقابية على محال العطارة، من خلال عضوية لجنة مكونة من وزارة الداخلية ووزارة الشؤون البلدية والقروية، للتأكّد من خلوها من الخلطات العشبية غير المصرح بها.
وأوضح أنَّ الهيئة أطلقت مؤخراً حملة وطنية للتوعية بأضرار استخدام الخلطات العشبية، وذلك من خلال وسائل الإعلام التقليدية وقنوات الإعلام الجديد، مثل: "تويتر" و"إنستغرام" و"يوتيوب"، إلى جانب تخصيص أجنحة توعوية تفاعلية في كل من الرياض وجدة والمدينة المنورة والدمام، وكذلك مركز اتصال موحد للهاتف المجاني (19999) للإجابة عن جميع الأسئلة والاستفسارات، لافتاً إلى أنَّه يمكن الاطلاع على كافة مواد ومعلومات ومقاطع الفيديو للحملة في وسم "هاشتاق" الخلطات العشبية.
الخلطات المجهولة تتأثّر بسوء التخزين ممَّا يجعلها بيئة خصبة لنمو البكتريا والفطريات
كثير من السيدات يبحثن عن كريمات وخلطات للشعر والبشرة لدى العطارين
الخميس 13 ربيع الأول 1437 هـ - 24 ديسمبر 2015م - العدد 17349,
صفحة رقم
( 25 )
التعليق :
لو اهتمت النساء بالغذاء الجيد ونظافة الرأس كما ينبغي وابتعدن عن اأنواع المجهولة من الشامبو
لما احتجن الى الخلطات والكلام الفارغ الذي ثبت ضرره من اناس يتاجرون بصحة الخلق !
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..