الثلاثاء، 19 مايو 2015

د. الرقيعي: عصائر الأشربة.. تحمل في طياتها "غش وخداع" ومصدر خطر على صحة المستهلك

 تحقيق - سليمان الفرحان
تسابقت شركات ومصانع الألبان ومشتقاتها إلى تصنيع "الأشربة" وتسوق على أنها "عصائر طبيعية" ويكتب على بطاقات بعضها "خالي من المواد المضافة" ولأهمية الرأي العلمي "الفيصل" فقد توجهنا بهذا السؤال وغيره من الأسئلة الهامة التي عادة ما يطرحها "المستهلك" حول سلامة هذه "الأشربة" توجهنا إلى الدكتور إبراهيم بن محمد الرقيعي أستاذ بحث الغذاء والتغذية المساعد بمعهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئة بمدينة الملك عبدالعزيز وكان هذا الحوار:
"الرياض": تسابقت شركات ومصانع الألبان ومشتقاتها إلى تصنيع "الأشربة" التي يذكرون في بطاقاتها إنها عصائر وهي في حقيقة الأمر عبارة عن خليط من المضافات والمنكهات والألوان، ما رأيكم بهذا التنافس، وهل يصب في خدمة المستهلك؟
- د. الرقيعي: أولاً لابد من تعريف المستهلك بالفرق ما بين الأشربة الطبيعية والأشربة الصناعية والعصائر الطبيعية. فشراب الفاكهة الطبيعي هو عصير فاكهة مضاف إليه أحد مواد التحلية المسموح بها وأحد الأحماض العضوية المرخص لها والمعامل بإحدى طرق الحفظ على ان لا تقل نسبة المواد الصلبة الكلية الذائبة عن 55%. أما الشراب الصناعي، وهو الأكثر انتشاراً بالأسواق المحلية وأقلها ثمناً، فهو عبارة عن محلول سكري رائق مضاف إليه مواد مُكسبة للطعم والرائحة واللون بشرط ان تكون هذه المواد من المركبات المسموح بها. وهناك عصائر الفاكهة الطبيعية وتمتاز بارتفاع أثمانها مقارنة بما سبق من الأصناف، وهي عبارة عن عصير الفاكهة الناضجة دون ان يضاف إليه أية إضافات أخرى. أو ناتج من تعديل قوام العصير الطبيعي بإضافة محلول سكري بحيث لا تقل نسبة العصير الطبيعي في المنتج النهائي عن 50%. ويعتبر هذا النوع من العصائر الأفضل بفضل احتوائه على المواد الطبيعية من البروتينات والفيتامينات والمعادن والألياف الضرورية والمفيدة لجسم الإنسان. ورداً على السؤال الذي تفضلتم به حول التسابق من قبل مصنعي الأغذية في تنويع منتجاتهم، فإنه بقناعتي سوف يصب في النهاية في مصلحة المستهلك لأن البقاء والرواج سيكونان للمنتج الأفضل أو بمعنى آخر سيكون البقاء للأفضل من حيث الجودة والسعر، مما سيؤدي إلى إقصاء الكثير من المنتجات من السوق لتدني جودتها النسبية.
"الرياض": صحياً ألاّ ترون ان هذه الأشربة قد تكون ضارة بالمستهلك؟
- د. الرقيعي: لا ريب ان كثيراً من المنتجات الغذائية المتوفرة في أسواقنا المحلية تحتوي على مواد ضارة بصحة المستهلك على المدى القريب كالميكروبات أو المدى المتوسط والبعيد كالمضافات الكيميائية مثل المواد الملونة أو المنكهة أو الحافظة سواء كان مرخصاً باستعمالها أو غير مسموح بتداولها. فبعض هذه الأشربة تعتبر احتمالياً مضرة بمرضى السكري ومتبعي الحمية الغذائية بقصد تخفيف الوزن، لأن المحتوى الرئيسي فيها بعد الماء هو السكر إضافة إلى الألوان والمواد المنكهة أو حتى الحافظة التي يمكن ان تكون مضرة بصحة المستهلك خاصة لدى الأطفال على المدى البعيد.
"الرياض": ما رأيكم ببطاقات تلك "الأشربة" التي يكتب عليها مضافات مسموح بها بدون توضيح النسب؟
- د. الرقيعي: كلمة "مضافات مسموح بها" لا تكفي لابد من ذكر الاسم العلمي أو الرمز العلمي للمادة المضافة، حيث ان هناك فئة من المستهلكين لديهم حساسية من بعض المواد المضافة، أما من ناحية ذكر نسبة هذه المواد المضافة فهي عادة ما تكون ضئيلة جداً وليس بالضرورة ذكر نسبتها بقدر ما هو مهم ذكر اسم المادة المضافة.
"الرياض": هناك أشربة يُقال إنها عصائر بدون مضافات أو مواد حافظة وتكتب هذه العبارة بالبنط العريض على العلبة، فهل من المعقول حسب معرفتكم خلوها من المواد المضافة؟
- د. الرقيعي: بادئ ذي بدء، أحب ان أشير إلى ان المضافات الغذائية هي أهم المواد المثيرة للجدل من خلال التخوف من تأثيرها على صحة المستهلك. وفي حقيقة الأمر فإن بعض المضافات قد تكون ضرورية، لكن في المقابل فإن هناك مضافات تلحق بصحة المستهلك أضراراً متفاوتة. وفي الحقيقة تعتبر هذه العبارة آنفة الذكر التي وردت في سؤالكم مجانية للحقيقة لا بل يمكن النظر إليها بشكل من الأشكال على أنها نوع من الغش والتدليس في حق المستهلك. ففي الحقيقة هناك مواد مضافة لا محال والدليل على ذلك ذكر أسماء مضافات على نفس العبوة في الزاوية المخصصة لذكر المكونات، على سبيل المثال الماء والسكر يعتبران مواد مضافة وحمض الستريك وفيتامين "ج" يعتبران مواد حافظة. فالسؤال الذي يطرح وهو لماذا يذكر على العبوة "خالي من المواد الحافظة" وهي في الأساس مذكورة في المكونات (ingredients) الا يقصد بذلك غش وخداع المستهلك؟؟ ألاّ يجب ان يحاسب القانون على هذا التحايل الذي يستغل جهل المستهلك بفحوى العبارة.
"الرياض": يقال ان هذه الأشربة تستورد في الأساس على أنها مواد أولية، وهي لا تعدو كونها عبارة عن "لب" الفواكه مضاف إليه مواد حافظة ثم تفرغ في المصانع وتعصر ويضاف إليها ألوان ونكهات وماء وسكر. وتدون في النهاية على عبوتها عبارة "عصائر طبيعية" على الرغم من ان النسبة العظمى منها هي عبارة عن مساحيق صناعية؟ ما رأيكم وكيف يمكن توعية المستهلك بأخطار وأضرار مثل هذه الأشربة؟
- د. الرقيعي: المملكة العربية السعودية بلد غير منتج للفواكه، والفواكه المنتجة محلياً تباع طازجة ومن غير المجدي اقتصادياً في تداولها كعصائر. لذا فإن كل العصائر والأشربة هي في الأصل عصائر مركزة أو مساحيق يعاد تكوينها في المصانع المحلية إلى ما يشبه طبيعتها الأصلية من خلال إضافة الماء بنسب محددة حتى تكون مطابقة للعصير الأصلي. ولكن بقصد الربح والمنافسة تقوم المصانع المحلية بإضافة كمية أكبر من الماء وبالتالي كمية أكبر من السكر وإضافة الملونات الصناعية وفي حالات نادرة بعض الملونات الطبيعية. إن المشكلة حيال منتج من هذا القبيل ليس فقط في ان المستهلك سيدفع أثماناً مرتفعة مقابل مكونات رخيصة الثمن كالماء والسكر، بل هي أيضاً في دفع مبالغ شراء منتج دفع مبالغ في منتج يمكن ان يكون مصدر خطر على صحة المستهلك على المدى البعيد خاصة عند الأطفال من جراء استخدام المواد الملونة الصناعية والتي يرمز لها برموز لا يفهم مغزاها إلاّ القليل من المستهلكين.
الاثنين 15 رمضان 1424العدد 12925 السنة 39

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..