مصدر إزعاج لمحال بيع الأصلية
لم تسلم الروائح العطرة من الغش التجاري رغم القوانين المفروضة والعقوبات المغلظة والحملات
التفتيشية التي تشنها دائرة التنمية الاقتصادية التي لم تتوان عن تثقيف المستهلك بطرق الكشف عن البضائع المقلدة والمغشوشة من خلال الحملات التوعوية التي تنظمها في المراكز التجارية وأيضاً فتح أبواب الشكاوى للإبلاغ عن المواقع التي تبيع بضائع مقلدة وتدعي أنها أصلية سعياً لتحقيق أرباح مرتفعة .
في مدينة العين التي يقبل الأهالي فيها على شراء العطور بمختلف أنواعها العربية والفرنسية، راجت في الآونة الأخيرة ظاهرة التجارة الخفية بالعطور من قبل أفراد يقومون بجلبها وبيعها للمنشآت المتخصصة بممارسة هذا النشاط وأيضاً عرضها على الجمهور بدعوى أنها أصلية إلا أن المستهلك سرعان ما يكتشف الغش التجاري بعد ساعات من استخدامها .
ورغم المطالب المتكررة التي تطلقها الجهات المعنية بمكافحة الغش التجاري، من خلال التواصل معها للحد من نمو هذه الظاهرة إلا أن البعض يتهاون في تقديم الشكاوى للحد من الممارسات التي تضر بحقوقه كمستهلك .
خلال جولة الخليج في أسواق مدينة العين التقت عدداً من أصحاب المنشآت التجارية المتخصصة في بيع العطور الذين أكدوا أن أيادي الغشاشين طالت الروائح العطرة ليصبح هناك خليط يصعب اكتشافه من قبل التجار أنفسهم خاصة أن البعض يستخدم تقنيات عالية جداً في التقليد يصعب معها اكتشاف العبوة المقلدة من الأصلية .
وأكدت نور الخوري، تعمل في مجال تجارة العطور، أن الغش في العطور من الظواهر التي نلاحظ وجودها في الأسواق وبدرجة تقليد تصل أحياناً إلى 95% إلا أن التاجر الملم بكل جوانب تصنيع وتعبئة العطور يمكن أن يلاحظ الفروق البسيطة جداً سواء في شكل العلبة أو الرائحة .
وقالت إن البعض يقوم بشراء سلع مقلدة وبيعها على أنها أصلية بأسعار منخفضة وهو ما يجعل الزبون غير الواعي يقبل على شرائها لمجرد انخفاض ثمنها بغض النظر عن الأضرار الصحية التي قد نتنج عن استخدامها خاصة أن البعض يسمح لأطفاله باستخدام هذه النوعية من العطور المغشوشة . وليس ذلك فقط بل إن هؤلاء يشكلون مصدر إزعاج للمحال التي تبيع العطور الأصلية حيث إن الزبون الذي لم يدرك أنه وقع ضحية غش تجاري يطالبنا ببيع عبوات العطور الأصلية بالثمن نفسه الذي اشترى به السلعة المقلدة .
وعن الطرق التي يمكن من خلالها أن يكتشف الزبون العطور الأصلية من المقلدة قالت إنه في عالم العطور أصبح الأمر صعباً جداً إلا من قبل الزبون الذي يستطيع أن يميز رائحة العطر الذي يستخدمه وأيضاً هناك بعض الأنواع المقلدة التي يمكن اكتشاف أخطاء بسيطة في علبتها الخارجية بعد التدقيق والتمحيص .
غش لتحقيق الربح
وذكر هاشم عبد الرحمن - صاحب محل لبيع العطور - أن البعض يسعى إلى تحقيق الربح السهل والسريع من خلال عرض بضائع مقلدة من دون أن يعلم المستهلك بذلك وبيعها على أنها أصلية بأسعار منخفضة .
وعن الطرق التي يتبعها للكشف عن مدى جودة العطور المعروضة قال إنه يتعامل مع الشركات المعروفة والوكلاء ويتجنب التعامل مع أي مصادر مجهولة أو بائعين متجولين تجنباً للوقوع في فخ الغش التجاري .
وأشار عبد الله محمد - تاجر عطور - إلى الطرق التي يتبعها في شراء كميات العطور لمتجره قائلاً إنه يحتفظ بعبوات أصلية من الوكلاء ويقوم بمقارنة أشكالها الخارجية وأيضاً الرائحة وهو ما يأخذ وقتاً وجهداً كبيرين خاصة أن نوعيات العطور متعددة .
وللزبائن الذين التقتهم الخليج خلال جولتها في تلك المحال آراء مختلفة حيث إن البعض أشار إلى أنه يعتمد على الحظ أولاً وأمانة وصدق البائع ثانياً في شراء العطور أما البعض الآخر فيلجأ إلى المحال المعروفة وذات السمعة الطيبة في شراء العطور تجنباً لتعرضه للغش .
قال خلف المعمري - أستاذ جامعي: أتعامل مع محال محدودة أثق بها حتى لا أتعرض للخداع من قبل التجار خاصة أن البعض يقوم ببيع سلع غير أصلية كما أعتمد على معرفتي البسيطة بنوعيات العطور في اكتشاف المزيف منها .
وروت فاطمة البادي - موظفة - تفاصيل موقف تعرضت له بعد شرائها عطراً اكتشفت أنه مقلد بعد يوم من شرائها قائلة: بعد أن اشتريت عطراً ينتمي إلى إحدى الشركات الكبرى المصنعة للعطور والتي اعتدت شراءها فوجئت بأن الرائحة بعد ساعات قليلة بدأت تتغير ومن ثم تختفي تدريجياً فقمت على الفور بالتوجه إلى المتجر الذي اشتريت منه وطالبته باستعادة النقود وحاول التاجر أن يبرر وجود هذه النوعية من السلع على أرفف المحل بأنه هو أيضاً وقع ضحية تقليد العطور .
وذكرت موزة علي - ربة منزل - أن تقليد السلع الأصلية لم يقتصر على العطور فقط بل طال كل شيء حتى أصبحنا لا نميز الأصلي من غيره، مضيفة أن بعض السلع المقلدة يمكن التغاضي عنها إلا أن الأمر لا يمكن تجاهله في البضائع التي قد ينتج عن تقليدها أو غشها إلحاق الضرر بالمستهلك . ولفتت إلى أن بعض المحال ترفض أن تفتح عبواتها ليشم المستهلك الرائحة بدعوى أنها مغلفة ومن الصعب بيعها بعد إزالة الغلاف البلاستيكي الشفاف وهو ما يجعلني عند مصادفة هذه النوعية من المواقف، أتراجع عن الشراء .
وحذر الدكتور عادل أبو الشباب أخصائي أمراض جلدية بمستشفى الإمارات الدولي من استخدام العطورات المقلدة خاصة أن مكوناتها مجهولة وأيضاً غير محددة نسب تركيزها ما قد يؤثر في صحة وسلامة الشخص الذي يستخدمها . وأوضح أن الأضرار التي قد تنجم عن استخدامها هي تهيج الجلد واحمراره وفي بعض الحالات تظهر فقاعات وحكة وغيرها من الأعراض التي تختلف من شخص إلى آخر حسب طبيعة الجلد . كما أن البعض الآخر قد يستخدمها من دون ظهور أي أعراض على الجلد .
حقوق وواجبات
تسعى دائرة التنمية الاقتصادية من خلال الحملات والكتيبات الصادرة عنها، إلى توعية المستهلكين وتثقيفهم بواجباتهم وحقوقهم التي تدفع المستهلك إلى قيامه بدور فعال في مكافحة الممارسات التجارية المرفوضة وزيادة نسبة الوعي بحقوق المستهلك ومسؤولياته والتي أهمها حق الأمان للمستهلك والحماية من المنتجات وعمليات الإنتاج والخدمات التي تشكل ضرراً على صحته وسلامته وحق معرفته بالحقائق التي تساعده على الشراء والاستهلاك السليم وأيضاً التعويض عن التضليل أو السلع الرديئة أو الخدمات غير المرضية أو أية ممارسات تضر بالمستهلك، إضافة إلى الاختيار بين البدائل والاستماع إلى آرائه وإشباع احتياجاته الأساسية والتثقيف والحياة في بيئة سليمة خالية من المخاطر .
أما الواجبات والتي أيضا تصب في مصلحة المستهلك فأهمها وعيه في حقوقه بجميع مناحي الاستهلاك وألا يتوانى عن تقديم الشكوى للجهات المعنية وأن يكون شديد الملاحظة والمراقبة ومناقشة بائع السلعة بكل ما يكون مشكوكاً فيه من حيث السعر ومدة الصلاحية وجودة المنتج وتنفيذ الشروط الصحيحة للخدمات المقدمة، وأن يمتنع عن شراء المواد والمنتجات المعروضة على قارعة الطريق والتي قد تكون مهربة أو منتهية الصلاحية أو فاسدة .
المصدر : (تحقيق: منى البدوي)
تاريخ النشر: 18/05/2011
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
لم تسلم الروائح العطرة من الغش التجاري رغم القوانين المفروضة والعقوبات المغلظة والحملات
التفتيشية التي تشنها دائرة التنمية الاقتصادية التي لم تتوان عن تثقيف المستهلك بطرق الكشف عن البضائع المقلدة والمغشوشة من خلال الحملات التوعوية التي تنظمها في المراكز التجارية وأيضاً فتح أبواب الشكاوى للإبلاغ عن المواقع التي تبيع بضائع مقلدة وتدعي أنها أصلية سعياً لتحقيق أرباح مرتفعة .
في مدينة العين التي يقبل الأهالي فيها على شراء العطور بمختلف أنواعها العربية والفرنسية، راجت في الآونة الأخيرة ظاهرة التجارة الخفية بالعطور من قبل أفراد يقومون بجلبها وبيعها للمنشآت المتخصصة بممارسة هذا النشاط وأيضاً عرضها على الجمهور بدعوى أنها أصلية إلا أن المستهلك سرعان ما يكتشف الغش التجاري بعد ساعات من استخدامها .
ورغم المطالب المتكررة التي تطلقها الجهات المعنية بمكافحة الغش التجاري، من خلال التواصل معها للحد من نمو هذه الظاهرة إلا أن البعض يتهاون في تقديم الشكاوى للحد من الممارسات التي تضر بحقوقه كمستهلك .
خلال جولة الخليج في أسواق مدينة العين التقت عدداً من أصحاب المنشآت التجارية المتخصصة في بيع العطور الذين أكدوا أن أيادي الغشاشين طالت الروائح العطرة ليصبح هناك خليط يصعب اكتشافه من قبل التجار أنفسهم خاصة أن البعض يستخدم تقنيات عالية جداً في التقليد يصعب معها اكتشاف العبوة المقلدة من الأصلية .
وأكدت نور الخوري، تعمل في مجال تجارة العطور، أن الغش في العطور من الظواهر التي نلاحظ وجودها في الأسواق وبدرجة تقليد تصل أحياناً إلى 95% إلا أن التاجر الملم بكل جوانب تصنيع وتعبئة العطور يمكن أن يلاحظ الفروق البسيطة جداً سواء في شكل العلبة أو الرائحة .
وقالت إن البعض يقوم بشراء سلع مقلدة وبيعها على أنها أصلية بأسعار منخفضة وهو ما يجعل الزبون غير الواعي يقبل على شرائها لمجرد انخفاض ثمنها بغض النظر عن الأضرار الصحية التي قد نتنج عن استخدامها خاصة أن البعض يسمح لأطفاله باستخدام هذه النوعية من العطور المغشوشة . وليس ذلك فقط بل إن هؤلاء يشكلون مصدر إزعاج للمحال التي تبيع العطور الأصلية حيث إن الزبون الذي لم يدرك أنه وقع ضحية غش تجاري يطالبنا ببيع عبوات العطور الأصلية بالثمن نفسه الذي اشترى به السلعة المقلدة .
وعن الطرق التي يمكن من خلالها أن يكتشف الزبون العطور الأصلية من المقلدة قالت إنه في عالم العطور أصبح الأمر صعباً جداً إلا من قبل الزبون الذي يستطيع أن يميز رائحة العطر الذي يستخدمه وأيضاً هناك بعض الأنواع المقلدة التي يمكن اكتشاف أخطاء بسيطة في علبتها الخارجية بعد التدقيق والتمحيص .
غش لتحقيق الربح
وذكر هاشم عبد الرحمن - صاحب محل لبيع العطور - أن البعض يسعى إلى تحقيق الربح السهل والسريع من خلال عرض بضائع مقلدة من دون أن يعلم المستهلك بذلك وبيعها على أنها أصلية بأسعار منخفضة .
وعن الطرق التي يتبعها للكشف عن مدى جودة العطور المعروضة قال إنه يتعامل مع الشركات المعروفة والوكلاء ويتجنب التعامل مع أي مصادر مجهولة أو بائعين متجولين تجنباً للوقوع في فخ الغش التجاري .
وأشار عبد الله محمد - تاجر عطور - إلى الطرق التي يتبعها في شراء كميات العطور لمتجره قائلاً إنه يحتفظ بعبوات أصلية من الوكلاء ويقوم بمقارنة أشكالها الخارجية وأيضاً الرائحة وهو ما يأخذ وقتاً وجهداً كبيرين خاصة أن نوعيات العطور متعددة .
وللزبائن الذين التقتهم الخليج خلال جولتها في تلك المحال آراء مختلفة حيث إن البعض أشار إلى أنه يعتمد على الحظ أولاً وأمانة وصدق البائع ثانياً في شراء العطور أما البعض الآخر فيلجأ إلى المحال المعروفة وذات السمعة الطيبة في شراء العطور تجنباً لتعرضه للغش .
قال خلف المعمري - أستاذ جامعي: أتعامل مع محال محدودة أثق بها حتى لا أتعرض للخداع من قبل التجار خاصة أن البعض يقوم ببيع سلع غير أصلية كما أعتمد على معرفتي البسيطة بنوعيات العطور في اكتشاف المزيف منها .
وروت فاطمة البادي - موظفة - تفاصيل موقف تعرضت له بعد شرائها عطراً اكتشفت أنه مقلد بعد يوم من شرائها قائلة: بعد أن اشتريت عطراً ينتمي إلى إحدى الشركات الكبرى المصنعة للعطور والتي اعتدت شراءها فوجئت بأن الرائحة بعد ساعات قليلة بدأت تتغير ومن ثم تختفي تدريجياً فقمت على الفور بالتوجه إلى المتجر الذي اشتريت منه وطالبته باستعادة النقود وحاول التاجر أن يبرر وجود هذه النوعية من السلع على أرفف المحل بأنه هو أيضاً وقع ضحية تقليد العطور .
وذكرت موزة علي - ربة منزل - أن تقليد السلع الأصلية لم يقتصر على العطور فقط بل طال كل شيء حتى أصبحنا لا نميز الأصلي من غيره، مضيفة أن بعض السلع المقلدة يمكن التغاضي عنها إلا أن الأمر لا يمكن تجاهله في البضائع التي قد ينتج عن تقليدها أو غشها إلحاق الضرر بالمستهلك . ولفتت إلى أن بعض المحال ترفض أن تفتح عبواتها ليشم المستهلك الرائحة بدعوى أنها مغلفة ومن الصعب بيعها بعد إزالة الغلاف البلاستيكي الشفاف وهو ما يجعلني عند مصادفة هذه النوعية من المواقف، أتراجع عن الشراء .
وحذر الدكتور عادل أبو الشباب أخصائي أمراض جلدية بمستشفى الإمارات الدولي من استخدام العطورات المقلدة خاصة أن مكوناتها مجهولة وأيضاً غير محددة نسب تركيزها ما قد يؤثر في صحة وسلامة الشخص الذي يستخدمها . وأوضح أن الأضرار التي قد تنجم عن استخدامها هي تهيج الجلد واحمراره وفي بعض الحالات تظهر فقاعات وحكة وغيرها من الأعراض التي تختلف من شخص إلى آخر حسب طبيعة الجلد . كما أن البعض الآخر قد يستخدمها من دون ظهور أي أعراض على الجلد .
حقوق وواجبات
تسعى دائرة التنمية الاقتصادية من خلال الحملات والكتيبات الصادرة عنها، إلى توعية المستهلكين وتثقيفهم بواجباتهم وحقوقهم التي تدفع المستهلك إلى قيامه بدور فعال في مكافحة الممارسات التجارية المرفوضة وزيادة نسبة الوعي بحقوق المستهلك ومسؤولياته والتي أهمها حق الأمان للمستهلك والحماية من المنتجات وعمليات الإنتاج والخدمات التي تشكل ضرراً على صحته وسلامته وحق معرفته بالحقائق التي تساعده على الشراء والاستهلاك السليم وأيضاً التعويض عن التضليل أو السلع الرديئة أو الخدمات غير المرضية أو أية ممارسات تضر بالمستهلك، إضافة إلى الاختيار بين البدائل والاستماع إلى آرائه وإشباع احتياجاته الأساسية والتثقيف والحياة في بيئة سليمة خالية من المخاطر .
أما الواجبات والتي أيضا تصب في مصلحة المستهلك فأهمها وعيه في حقوقه بجميع مناحي الاستهلاك وألا يتوانى عن تقديم الشكوى للجهات المعنية وأن يكون شديد الملاحظة والمراقبة ومناقشة بائع السلعة بكل ما يكون مشكوكاً فيه من حيث السعر ومدة الصلاحية وجودة المنتج وتنفيذ الشروط الصحيحة للخدمات المقدمة، وأن يمتنع عن شراء المواد والمنتجات المعروضة على قارعة الطريق والتي قد تكون مهربة أو منتهية الصلاحية أو فاسدة .
المصدر : (تحقيق: منى البدوي)
تاريخ النشر: 18/05/2011
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..