يفضل قطاع كبير من المستهلكين في الشرق الأوسط المنتجات الأصلية في مجال مواد الطباعة الاستهلاكية، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى المخاوف المستمرة بشأن جودة منتجات ما بعد البيع. وبفضل الحملات الفاعلة التي أطلقها كبار مصنعي المعدات الأصلية، حققت منتجات الطباعة الاستهلاكية الأصلية تفوقاً على المنتجات غير الأصلية (والتي تشمل إعادة تعبئة أحبار الطباعة، والمنتجات المتوافقة وخراطيش الطباعة المقلدة والمزيفة)، إلا أن هذه المعركة ما تزال في بداياتها، وسنتناول في هذا المقال أحدث التطورات في سوق المنتجات المتوافقة، وسنقوم بدراسة تأثيراتها على المستخدمين النهائيين في المنطقة.
وإذا
ألقينا نظرة تاريخية، سنجد أن كل من خراطيش أحبار الليزر والعادية الأصلية
قد تأثرت نتيجة لتوفر المنتجات الاستهلاكية غير الأصلية. وتؤدي الرغبة في
خفض الأسعار إلى تصنيع المنتجات الاستهلاكية غير الأصلية باستخدام مواد
أرخص وقد لا تعمل جيداً وتؤدي في نهاية الأمر إلى أعطال في الطابعة. وينطبق
ذلك بشكل خاص على خراطيش الأحبار المقلدة، حيث يقوم الموردين عديمي الضمير
بخداع المستخدمين بأنهم يشترون منتجات استهلاكية أصلية مستخدمين عبوات
تبدو مماثلة للمنتج الأصلي.
ويسعى مصنعو المعدات الأصلية
إلى الحفاظ على سمعة معداتهم وتأمين قنوات عائداتهم التي تحققها لهم مبيعات
المنتجات الاستهلاكية، ويستمرون في إطلاق حملات جديدة لمكافحة التهديدات
التي تشكلها لهم المنتجات غير الأصلية. وقام البائعون – مثل بروزر، HP،
زيروكس – خلال العامين السابقين بتنفيذ حملات لمحاربة المنتجات المقلدة
بالتعاون مع الجهات المعنية في الإمارات العربية المتحدة، وأثمر ذلك عن
تقليل عدد المنتجات المقلدة المتوفرة في السوق المحلي. وتم تنفيذ حملات
مماثلة في كافة دول مجلس التعاون الخليجي.
وتشكل المنتجات
الاستهلاكية المستوردة بشكل غير رسمي (يشار إليها كذلك باسم الواردات
الرمادية أو المنتجات الموازية) أكبر تهديد للمنتجات الأصلية في معظم بلدان
منطقة الشرق الأوسط. والواردات الموازية هي منتجات أصلية يتم استيرادها
عبر قنوات غير مرخصة وليست موجهة لسوق معينة. وكثيراً ما يستفيد تجار
منتجات الطباعة الاستهلاكية من تغيرات أسعار صرف العملات لاستيراد كميات
ضخمة من خراطيش الطباعة، والتي يتم بعد ذلك وضع أسعار مخفضة لها مقارنة
بالأسعار السائدة. وكثيراً ما يقوم المستخدمون بشراء هذه الخراطيش دون علم،
ومن ثم يواجهون مشاكل متعلقة بالتوافق، وذلك لأن خراطيش الطباعة تكون
مصممة لتعمل مع أجهزة محددة في مناطق بعينها. ولا بد من الإشارة إلى أن
منتجو مواد الطباعة الأصلية يطبقون عمليات أفضل للتحكم بالجودة ويضمنون أن
خراطيش الأحبار المنسابة عبر القنوات الرسمية ليست منتهية الصلاحية أو
جافة، وهذا يشكل حماية إضافية لا تتوفر في المنتجات الأصلية الموازية.
وكانت
هناك جهود منسقة بين بائعي المنتجات الأصلية لوقف ازدهار هذه المنتجات
الأصلية الموازية في أكبر الأسواق بالشرق الأوسط. وفي بداية العام الحالي
على سبيل المثال، قامت زيروكس الإمارات ودائرة دبي الاقتصادية بإطلاق
برنامج على نطاق الإمارات العربية المتحدة لمحاربة الاستيراد غير المصرح
به للمنتجات الأصلية الموازية. وتم إلقاء القبض على عدد من التجار في كل
دبي وأبوظبي ممن تورطوا في ممارسة هذه الأنشطة غير القانونية، وحوكموا
بغرامات ومصادرة مخزوناتهم من المنتجات.
وبدأ بائعو
الطابعات في التركيز على تطوير عروضهم نتيجة للضغوط التي تعرضوا لها من
منتجات الطباعة الاستهلاكية وخدمات إعادة تعبئة الخراطيش التي توفرها جهات
أخرى، وهي خدمات قانونية بالكامل. وأطلق عدد من بائعي الطابعات العادية
استراتيجيات تهدف إلى زيادة سعة خراطيش الطباعة، مما يؤدي إلى خفض تكلفة
طباعة الورقة الواحدة للمستخدم النهائي. ونظراً للتوفير في التكلفة الذي
تقدمه سلسلة طابعات HP “أدفناتيج” العادية ونظام خزان الحبر المستمر من
إبسون وخاصية InkBenefit من بروزر ومجموعة أحبار XL من كانون، يجد صانعو
منتجات الطباعة الاستهلاكية الآخرين صعوبة كبيرة في اجتذاب المستخدمين
بعيداً عن شراء المنتجات الاصلية. وأدى إطلاق خراطيش الطباعة ذات السعة
الكبيرة إلى خفض توفر المنتجات المتوافقة، وذلك لأن تلك الخراطيش تكون
مكلفة عند تقليدها، مما يجعلها أقل ربحاً للبائعين الآخرين.
وفي
مجال طابعات الليزر، تحافظ الأحبار الأصلية على حصة مستقرة نسبياً في
مواجهة البدائل الموازية، وهذا صحيح بشكل خاص في فئة الطابعات المتميزة
التي تكون صيانتها مكلفة إلى درجة تجعل المستخدمين لا يخاطرون بتعرضها
للأعطال مقابل توفير ضئيل في الإمدادات. وعلى أي حال فإن هناك بعض
الاستثناءات لهذه القاعدة، حيث يقدم بعض كبار بائعي المنتجات المتوافقة،
مثل الشركة الألمانية إميجنج تكنولوجيز، ضمانات لمنتجات الطباعة
الاستهلاكية التي يبيعونها وللأجهزة الموجودة لدى المستخدم النهائي. وتخضع
خراطيش الطباعة التي يقدمها بائعو المنتجات المتوافقة لأعلى معايير ضبط
الجودة بما يضمن توافقها مع المنتجات الاصلية، وتقدم في الوقت نفسه توفيراً
كبيراً في الأسعار.
أكبر تهديد في مجال طابقات الليزر
يواجهه مصنعو المعدات الأصلية يتوجهون إلى فئة المستخدمين النهائيين الجدد،
والذين يتميزون بحساسيتهم تجاه الأسعار، وبخاصة حينما يتعلق الأمر بمنتجات
الطباعة الاستهلاكية. وهناك خيار مفضل وهو الاستفادة من خدمات إعادة تعبئة
خراطيش الأحبار، حيث تسهم هذه الخدمات في تقديم توفير كبير مقارنة بتكلفة
خراطيش الأحبار التي يوفرها مصنعو المعدات الأصلية.
وفي
نهاية الأمر، يجب على بائعي منتجات الطباعة الاستهلاكية أن يطبقوا مزيجاً
من الاستراتيجيات بما يمكنهم محاربة التهديد الذي تشكله البدائل الموازية.
وسيستمر المستخدمون النهائيون في التوجه نحو خدمات إعادة التعبئة وخراطيش
الأحبار المتوافقة والمستنسخة والمقلدة، وبخاصة حينما يكون هناك اختلاف
كبير في الأسعار بين تلك المنتجات وتلك التي توفرها قنوات التوزيع
الرسمية. وهناك ضرورة قصوى للتعليم في هذا الجانب، حيث يجب على منتجو
المنتجات الاصلية التحلي بالحكمة وتطبيق استراتيجيات تعمل على حماية
المستخدمين النهائيين من التكاليف الإضافية غير المنظورة وتأمين أرباحهم
على المدى الطويل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..