الأمر السامي فتح المجال للتطبيق والتكلفة زهيدة
عيسى الحربي- سبق- الرياض: كشف مختصون أن
قرار إلزام تركيب العزل الحراري في المباني، الذي سيطبق في 24 مدينة
سعودية، يمثل نقلة إيجابية، من شأنها توفير حالة من الاعتدال في الأجواء
داخل المباني، لتقليل الاعتماد على المكيفات؛ وبالتالي التوفير في استهلاك
الكهرباء والفواتير خلال وقت الصيف.
ولأهمية العزل في ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، بما يعود بالنفع على
الاقتصاد المحلي، وكذلك النفع على أصحاب المباني، قام المركز السعودي
لكفاءة الطاقة، بالتنسيق وبالتعاون مع الجهات المعنية كافة، وعلى رأسها
وزارة الشؤون البلدية والقروية والهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس
والشركة السعودية للكهرباء، بإعداد خطط وإجراءات لتنفيذ العزل الحراري في
المباني الجديدة كافة، خاصة السكنية منها.
فوائد العزل الحراري
وللعزل الحراري فوائد كثيرة، منها الحفاظ على درجة حرارة معتدلة لمدة طويلة
داخل المبنى؛ إذ يمنع دخول سخونة الجو في الصيف إلى المنزل، وخروج برودة
التكييف إلى الخارج، والعكس في فصل الشتاء؛ ما يؤدي إلى تقليل تشغيل أجهزة
التكييف لفترات زمنية طويلة، وهذا له تأثير صحي ونفسي على الإنسان؛ بسبب
قلة الضوضاء الناتجة من تشغيل تلك الأجهزة.
كما يسمح العزل باستخدام أجهزة تكييف ذات قدرات صغيرة؛ وبالتالي تقل
تكاليف شراء الأجهزة المستخدمة، وفواتير استهلاك الطاقة، وكذلك توفير أجواء
من الراحة والاعتدال للقاطنين داخل المبنى، ويحافظ على الأثاث من التلف
بسرعة، ويساعد على حماية وسلامة المبنى من تغيرات الطقس والتقلبات الجوية،
ويقلل استهلاك الكهرباء؛ وبالتالي يتم التوفير في فواتير الكهرباء
المدفوعة، وتقليل الأعباء على محطات إنتاج الطاقة وشبكات التوزيع، خاصة وقت
الصيف.
إلزامية التطبيق وجهود الشؤون البلدية
تولي وزارة الشؤون البلدية والقروية موضوع ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية
اهتماماً كبيراً؛ إذ سبق أن قامت الوزارة ضمن سياساتها لترشيد استهلاك
الطاقة الكهربائية، وبما ينسجم مع الاستراتيجية الوطنية لترشيد استهلاك
الكهرباء، وإنفاذاً للأمر السامي الكريم رقم 7/ 905/ م وتاريخ 29/ 4/
1405هـ، بشأن استخدام العزل الحراري في مباني ومرافق الدولة والمباني
الاستثمارية "التجارية السكنية"، بتوجيه جميع الأمانات والبلديات بالالتزام
بالتعليمات الصادرة لها حول ترشيد الطاقة بصفة عامة، ومراعاة ذلك عند
مراجعة المخططات المعمارية للمباني، والعمل على الحد من التصاميم المعمارية
للمباني التي تساهم في استهلاك الطاقة، ولا تتفق مع النمط المعماري لمناخ
السعودية، وعدم قبول المخططات الجديدة للمباني الحكومية والاستثمارية
متعددة الأدوار، وعدم إصدار فسوحات بناء لها، ما لم يحدَّد فيها نوع العزل
الحراري.
كما قامت الوزارة بتوجيه الأمانات والبلديات بتشجيع المواطنين على استخدام
العزل الحراري في مبانيهم الخاصة، وبيان الفوائد التي تعود في مجال راحتهم
وترشيد استهلاك الطاقة.
وإنفاذاً للأمر السامي الكريم رقم 6927/ م ب وتاريخ 22/ 9/ 1431هـ، القاضي
بالموافقة على تطبيق العزل الحراري بشكل إلزامي على جميع المباني الجديدة،
سواء السكنية أو التجارية أو أي منشآت أخرى أسوةً بالمنشآت الحكومية في
المدن الرئيسية بمناطق السعودية، الذي بدوره سيؤدي إلى ترشيد استهلاك
الكهرباء في المباني، قامت الوزارة بتوجيه الأمانات والبلديات بتطبيق العزل
الحراري بشكل إلزامي على جميع المباني الجديدة في المدن الرئيسية بمناطق
السعودية.
آلية تنفيذ الأمر السامي
تعتمد الآلية المتفق عليها أساساً على الحصول على المعلومات المكتملة عن
رخص البناء الصادرة، التي يتم إرسالها الكترونياً من الأمانات والبلديات
للشركة السعودية للكهرباء، ثم تقوم الشركة بإرسال رسالة نصية لهاتف صاحب
الرخصة لطلب الاتصال على الرقم المجاني للشركة (920001100) لحجز الموعد
الذي يرغب به؛ ليقوم فريق العزل الحراري بالشركة بزيارة مبناه للتأكد من
تركيب عزل الجدران، ثم يتكرر حجز الموعد والكشف في مرحلة الأسقف ومرحلة
تركيب زجاج النوافذ.
وبعد اجتياز المبنى مراحل الكشف عن العزل الثلاث بنجاح، تقوم شركة الكهرباء
بإرسال شهادة بذلك للبلدية المعنية، التي تقوم بدورها بإعطاء شهادة إتمام
البناء لصاحب الرخصة.
علماً بأنه في حالة عدم الالتزام بتنفيذ العزل الحراري حسب التعميمات
الصادرة، فإن الشركة السعودية للكهرباء لن تكون مخولة بإيصال الخدمة
الكهربائية له.
مناطق التطبيق
نص الأمر الملكي على تطبيق العزل الحراري في الأبنية السكنية والتجارية
كافة في جميع المدن الرئيسية أسوة بالمباني الحكومية، وعليه أصدرت وزارة
الشؤون البلدية لائحة بالمدن الرئيسية التي سيطبق بها العزل، والتي شملت
على 24 مدينة كما يأتي:
(الرياض، الخرج، مكة، جدة، الطائف، المدينة المنورة، ينبع، الظهران، الخبر،
الدمام، القطيف، الأحساء، حفر الباطن، بريدة، عنيزة، حائل، سكاكا، عرعر،
تبوك، أبها، خميس مشيط، جازان، الباحة ونجران).
وتود الوزارة تشجيع ملاك المباني السكنية في بقية مدن السعودية التي لا
يشملها الأمر السامي على استخدام العزل الحراري في مبانيهم الخاصة؛ وذلك
للفوائد التي تعود في مجال راحتهم وترشيد استهلاك الطاقة، ويمكن لهم
الاسترشاد بالنشرة التوضيحية التي أعدتها الوزارة عن العزل الحراري
والمتوافرة لدى الأمانات والبلديات.
منتجات العزل
أصدرت الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة العديد من المواصفات
القياسية السعودية الخاصة بمنتجات العزل الحراري، وتسعى حالياً لاعتماد 13
مواصفة قياسية سعودية في مجلس إدارة الهيئة القادم كلوائح فنية إلزامية
تطبق على المنتجات المحلية والمستوردة كافة، وتشمل منتجات العزل الحراري
الآتية:
1- منتجات البلاستيك الرغوي (البولي الستايرين المصنع من الكريات القابلة
للتمدد أو المشكل بالبثق والبولي يورثان والبولي الآيزوسيانورات، ورغوة
البولي يورثان المطبقة بالرش).
2- منتجات الألياف المعدنية (الصوف الصخري والصوف المعدني والبيرلايت والفيرموكولايت).
3- منتجات الزجاج الرغوي.
وانطلاقاً من أهمية الشراكة مع القطاع الخاص، والجهات ذات العلاقة بمجال
العزل، قامت الهيئة بالتعاون مع المركز السعودي لكفاءة الطاقة بتشكيل فرق
عمل فنية لدراسة هذه المواصفات، والعمل على تحديثها بما يتوافق مع الوضع
الراهن للمملكة لضمان جودة هذه المنتجات، وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات
الوطنية، وتحقيق الغاية المطلوبة من استخدامها، والتأكد من توافر جميع
متطلبات المواصفات، خاصة البيانات الإيضاحية على بطاقة المنتج، التي تسهل
اختيار المادة المناسبة لأنظمة العزل المختلفة.
وتنفيذاً لتوجهات الدولة –حفظها الله – لترشيد استهلاك الطاقة، ووقف معدلات
الهدر المتزايدة للطاقة في السعودية، التي تأتي نتيجة عدم الالتزام
بالمواصفات القياسية السعودية، تعمل الهيئة على إنشاء مختبر مرجعي لمواد
العزل الحراري وأنظمة البناء المتكاملة كالجدران والنوافذ والأبواب
الخارجية، ويضم أحدث أجهزة الاختبار، وأفضل الكوادر الفنية المتخصصة لحماية
المستهلك والسوق المحلية من منتجات العزل غير المطابقة للمواصفات القياسية
السعودية.
المعايير والمواصفات والمقاييس
اعتمدت الهيئة عند إعدادها لهذه المواصفات على أفضل المعايير الفنية
والمواصفات الدولية لمنتجات العزل الحراري، وذلك بعد الأخذ في الاعتبار
الخصائص الآتية:
1- أن تكون المادة العازلة ذات معامل توصيل حراري منخفض.
2- أن تكون ذات خواص ميكانيكية جيدة كارتفاع معامل مقاومة الانضغاط ومعامل المقاومة للكسر.
3- أن يكون لها خاصية الامتصاص للماء والرطوبة منخفضة؛ ما يزيد من قيمة العزل الحراري للمادة، والعكس صحيح.
4- أن تكون على درجة عالية في مقاومتها للإجهادات الناتجة من الفروقات الكبيرة في درجات الحرارة.
5- أن تكون مقاومة للبكتيريا والعفن والحريق، خاصة في الأماكن المعرضة للحريق بسهولة.
6- أن تكون مقاومة للتفاعلات الكيمائية.
7- ألا ينتج منها أي أضرار صحية.
الإجراءات في حال عدم الالتزام
يجري العمل مع الجهات المعنية بإلزام المالك والمكتب الهندسي بالتوقيع على
إقرار خطي بالالتزام بالعزل الحراري، وفق قيم الموصلية الحرارية الصادرة من
الجهات التنظيمية، ومن يخالف ستُطبق في حقه حزمة من الإجراءات، قد تنتهي
بالمكتب إلى وقف التعامل معه.
أما المالك في حالة مخالفته شروط وقيم العزل فلن تقوم الشركة السعودية
للكهرباء بإيصال التيار الكهربائي له، وهذا سيكلفه الكثير من المال والجهد
إذا رغب في تصحيح وضعه، والقيام بتنفيذ العزل بعد الانتهاء من إتمام البناء
بالكلية.
التكلفة التقريبية للعوازل
وتشير الدراسات إلى أن التكاليف الإضافية لعزل الجدران والأسقف والنوافذ
للمبنى لا تتجاوز 3-5 % من تكلفة المبنى، في حين يتضح الفرق الفعلي لاحقاً
في فاتورة استهلاك الكهرباء الشهرية الصادرة للمبنى.
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..