السبت، 12 يوليو 2014

وزارة الشؤون البلدية تعلن مصادر ومخاطر تلوث الأغذية

دعت إلى الابتعاد عن الأطعمة والمشروبات المعلبة قدر الإمكان وحذرت من سموم الفطريات
    نوهت وزارة الشؤون البلدية والقروية بالمخاطر المتعددة التي يتعرض لها الغذاء خلال مراحل إنتاجه
وتداوله المختلفة، سواء مخاطر التلوث البيولوجية أو الكيميائية التي تجعل منها وسيلة سريعة لنشر الأمراض أو التأثير على جودة المادة الغذائية وسرعة فسادها.
وأوضحت الوزارة العديد من العوامل التي تلعب دوراً بارزاً في إحداث التلوث الغذائي سواء في المنشآت الغذائية أو أماكن الإنتاج أو حتى في المنازل، وذلك في نشرة إرشادية أعدتها الوزارة مؤخراً تحت اسم «تلوث الغذاء مشكلة تبحث عن حل» بهدف رفع كفاءة القائمين بأعمال الرقابة الصحية وتثقيف العاملين في التصنيع الغذائي وكذلك توعية المستهلكين، حيث قسمت النشرة تلوث الغذاء إلى تلوث بيولوجي «الميكروبي»، وتلوث كيميائي، وتلوث إشعاعي، كما تناولت النشرة سبل حماية الغذاء من التلوث، والعوامل المساعدة للمحافظة والحد من التلوث الغذائي.
نقل الاغذية بطريقة غير صحية يعرضها للتلوث


الحد من استخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية واستبدالها بالأسمدة العضوية
توفير مياه شرب من مصدر مأمون.. وتنظيف وتعقيم خزانات المياه بشكل دوري وشددت الوزارة على ضرورة إتباع الخطوات السليمة للحد من تلوث الغذاء عن طريق اختيار الأطعمة والمشروبات الطازجة والابتعاد عن المعلبة قدر الإمكان، وغسل الأيدي جيداً قبل تناول أي طعام، وتنظيف أواني المطبخ قبل استعمالها تنظيفاً جيداً، وإبعاد الحيوانات الأليفة عن أماكن إعداد وتقديم الطعام، ومنع الأشخاص المصابين بالأمراض المعدية من إعداد الطعام أو الاقتراب منه، وحفظ الخضار والفاكهة وبقايا الطعام بشكل جيد وغير مكشوف في درجات حرارة ملائمة، وتعقيم الخضار والفواكه قبل الاستعمال، وكذلك استخدام فيلتر لمياه الشرب لضمان نظافتها أو غليها وتصفيتها عند الشك في عدم نظافتها ثم استخدامها، إضافة إلى التخلص من النفايات وفضلات الطعام المتبقية يومياً بعد وضعها في أكياس محكمة الغلق.
وأشارت الوزارة إلى أن العاملين في مجال تحضير وتداول الأغذية يعتبرون من أكثر العوامل فاعلية في إحداث التلوث الغذائي، هذا إلى جانب أمور أخرى لا تقل أهمية عنها مثل جودة ونوعية المواد الخام المستخدمة في عملية الإنتاج، وكذلك الأدوات المستعملة في عملية التحضير وأماكن التجهيز والإعداد ومدى استيفائها للوائح الاشتراطات المنظمة لأنشطتها المختلفة.
وفيما يتعلق بالتلوث الغذائي البيولوجي «الميكروبي» أكدت النشرة أنه يحدث عن طريق الأحياء الدقيقة والتي عادة ما توجد في البيئة المحيطة بالمادة الغذائية كالتربة والماء والهواء، إضافة إلى الإنسان والحيوان، حيث تحدث الإصابة بالمرض عن طريق تناول غذاء يحتوي على أعداد كبيرة من الميكروبات وعندما تصل هذه الميكروبات إلى الامعاء الدقيقة للإنسان فإنها تتكاثر وتنتج سموماً وبالتالي تظهر أعراض المرض وتسمى في هذه الحالة عدوى غذائية.
وعددت النشرة مصادر تلوث المواد الغذائية بالكائنات الحية، فالتربة على سبيل المثال تعتبر مصدراً طبيعياً للعديد من الأحياء الدقيقة مما يجعلها مصدراً هاماً لتلوث بعض النباتات خاصة تلك التي تلامس التربة كالنباتات الدرنية والجذرية، وتزداد أهمية التربة كمأوى للكائنات الحية الدقيقة كلما زادت خصوبتها مع توافر الرطوبة والحرارة الملائمة هذا بالإضافة إلى ما تحتويه التربة من مواد عضوية ومعدنية يجعلها مناسبة لنمو وتكاثر تلك الكائنات الحية الدقيقة، وقد يلعب الإنسان دوراً كبيراً في إيصال هذه الكائنات إلى المواد الغذائية نظراً لما قد يحمله وبأعداد كبيرة منها في جهازيه الهضمي والتنفسي أو على السطح الخارجي للجسم، وتزداد احتمالات تلوث الأغذية عن طريق الإنسان إذا ما انخفض مستوى الوعي الصحي والنظافة الشخصية لديه، كما أن الحشرات والقوارض تعتبر احدى أهم الوسائل في نقل الملوثات الميكروبية من البيئات ذات المحتوي العالي من هذه الكائنات كأماكن تجميع النفايات والصرف الصحي إلى المواد الغذائية مما يؤدي للإصابة بالعدوى أو التسمم الغذائي، كذلك فإن الأدوات المستخدمة في إعداد وتحضير الأغذية كالسكاكين وألواح التقطيع والأسطح الملامسة للأغذية مباشرة قد تكون مصدراً رئيسياً بتلوث الأغذية إذا لم تراع فيها الاشتراطات الصحية المطلوبة من حيث نظافتها وتنظيم عملية استخدامها، وأخيراً فإن المواد الغذائية نفسها قد تكون أحد المصادر الهامة للتلوث بالكائنات الحية، فتخزين أو ملامسة الأغذية الطازجة من أصل حيواني كاللحوم والدواجن والأسماك التي عادة ما تحمل على سطحها الخارجي أعداد كبيرة من الكائنات الحية مع الأغذية الأخرى لا سيما تلك التي تستهلك طازجة دون طهي كالخضراوات المستخدمة في تحضير السلطات مما يؤدي لحدوث ما يعرف بالتلوث الخلطي أو التبادلي فيما بينها وبالتالي قد يشكل هذا مخاطر صحية عند استهلاكها.
وفيما يخص تلوث الأغذية بسموم الفطريات التي تنمو بعض أنواعها على الأغذية وتفرز سموماً شديدة الخطورة على صحة الإنسان حيث تسبب سرطان الكبد وخللاً بوظائف القلب والأنسجة المختلفة وكذلك حدوث تغيرات وراثية وتشوه الأجنة، وتتمثل الأغذية الأكثر عرضة للتلوث بالفطريات في الحبوب مثل القمح والذرة والبقوليات مثل الفول السوداني والعدس والفاصوليا واللوبيا والبسلة الجافة، وهكذا الخبز والدقيق، إلى جانب الأنواع المختلفة من المكسرات مثل البندق واللوز والفواكه المجففة مثل التين والمشمش والزبيب والقراصيا والتمر، ومن أهم مسببات التلوث بالفطريات تخزين المواد الغذائية في درجات حرارة غير مناسبة، وطول مدة التخزين، بالإضافة إلى عدم استخدام العبوات المناسبة.
وبالنسبة للتلوث الغذائي الكيميائي فقد يحدث هذا النوع من التلوث عند وصول أي مادة كيميائية خطرة أو سامة إلى المادة الغذائية، مما يجعلها ضارة وغير صالحة للاستهلاك البشري، حيث أن تلوث الغذاء بالكيماويات يؤدي إلى ما يعرف بالتسمم الغذائي الكيماوي ويظهر كنتيجة لتعرض الغذاء للمواد الكيميائية مثل المبيدات الحشرية التي تستخدم لمكافحة الآفات الزراعية وعند رشها بكمية كبيرة مما يؤدي إلى تعرض المنتجات الزراعية إلى التلوث إضافة إلى إمكانية تعرض «الخضار والفواكه» إلى التلوث الكيميائي عن طريق الأسمدة الكيميائية المستخدمة في الزراعة، وأوضحت النشرة أن التلوث الكيميائي للأغذية يحدث بطرق ووسائل متعددة إما عن طريق الخطأ والاهمال أو عن طريق الاستخدام الخاطئ وغير السليم للمواد الكيميائية المختلفة، مشددة على أن الأطفال هم أكثر أفراد الأسرة تأثيراً بأخطار المبيدات وهذا يستوجب بذل المزيد من الجهد لحمايتهم.
وأضافت النشرة أن ظاهر التلوث الكيميائي للغذاء قد تحدث بسبب تعرض الأغذية المحفوظة للتلوث الكيميائي بواسطة المواد الحافظة التي تضاف إليها مثل مركبات النيترات، إضافة إلى بعض المعادن الثقيلة التي قد تحدث بفعل المواد الحافظة، أو تحلل الأوعية الحافظة أو نتيجة لانتقال مثل هذه المعادن في الهواء إلى الغذاء المكشوف، وكذلك تخزين المواد الغذائية بالقرب من المواد الكيميائية قد يكون أحد الأسباب في تلوث المادة الغذائية كيميائياً مما قد يتسبب في حدوث أخطار صحية جسيمة على صحة وحياة المستهلك وهنا أشارت النشرة إلى أنه قد يحدث هذا النوع من التلوث في المنازل نتيجة الإهمال أو الخطأ وذلك عند تخزين المنظفات والمبيدات الحشرية المنزلية خاصة التي توجد في صورة مساحيق مع المواد المستخدمة في إعداد الوجبات الغذائية كالتوابل والملح في خزانة واحدة حيث أنه قد تضاف هذه المساحيق إلى المادة الغذائية عن طريق الخطأ أو السهو مما سيترتب عليه أمور بالغة الخطورة على أفراد العائلة.
وأبانت النشرة أن استخدام أواني طهي مصنعة من مواد تحتوي على مركبات أو معادن ضارة كالرصاص قد يكون لها دور في تلوث الأغذية بهذه المركبات الكيميائية أثناء الطهي، كما أن الأحياء البحرية كالأسماك والقشريات كثيرا ما يتم تلوثها بالمواد الكيميائية بسبب تصريف مخلفات المصانع المختلفة والتي عادة ما تحتوي على مواد ومركبات كيميائية خطرة في المسطحات المائية كالبحار والأنهار إضافة إلى مخلفات السفن العابرة وناقلات البترول في البيئة المائية وبالتالي تصبح هذه الأحياء البحرية مواد غذائية ملوثة كيمائياً، وأخيراً هناك ملوثات كيميائية أخرى قد تصل للمادة الغذائية بطرق مختلفة كبقايا العقاقير البيطرية في منتجات اللحوم والألبان عند استخدامها في علاج الحيوانات والمعادن الثقيلة والمضافات الغذائية غير المصرح باستخدامها دولياً وغيرهاً.
وبشأن التلوث بالمعادن الثقيلة مثل الرصاص والزئبق والكادميوم والزنك والنحاس أصبح من أكبر المشكلات التي تواجه الإنسان في الوقت الحاضر، حيث يؤدي تعرضه وتناوله لهذه المعادن إلى حدوث بعض الأمراض مثل الفشل الكلوي والذي أصبح في زيادة مخيفة في الآونة الأخيرة، كما يؤدي هذا النوع من التسمم إلى خلل في وظائف الكبد وزيادة خالات الإجهاض والأنيميا وقد يؤدي كذلك إلى حالات من التخلف العقلي ترجع إلى التأثير الضار لهذه المعادن على الجهاز الهضمي، ومن الأغذية الأكثر عرضة للتلوث بالمعادن الثقيلة هي المياه الملوثة بمياه الصرف الصحي ومخلفات المصانع، بالإضافة إلى الخضر والفاكهة المزروعة على جوانب الطرق والتي تكون عرضة للتلوث بعادم السيارات، فضلاً عن الأغذية غير المغلفة والمعروضة للبيع على جوانب الطرق، كذلك الأغذية المعلبة – خاصة الحمضية منها – والتي يستخدم الرصاص في لحام عبواتها.
وفيما يتعلق بالتلوث الغذائي بالإشعاع أوضحت النشرة أنه قد يحدث نتيجة لتعرض الغذاء أو المنتجات الغذائية الزراعية للمواد المشعة في حالات تساقط الغبار الذري على النباتات والتربة الزراعية أو نتيجة لتلوث الهواء والماء بمخلفات التجارب أو النشاطات النووية أو الذرية، وأكدت أنه لا يقتصر على الإنسان نفسه بل إن الغبار الذري والأشعة النووية المنتشرة تسبب تغيرات وطفرات جينية في كل ما هو حي في طريقها وتؤدي بالتالي إلى أن أمراض غير مألوفة وإلى تغيرات جذرية في الأنظمة الأساسية للتوازن البيئي وإلحاق أضرار بسلسلة الغذاء التي تشكل أحد أهم مقومات الحياة البشرية.وشددت الوزارة في النشرة الإرشادية على أهمية حماية الغذاء من التلوث، عن طريق منع استخدام المبيدات الخطرة على الصحة والبيئة بجانب الحد من استخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات الحشرية واستبدالها بالأسمدة العضوية، إضافة إلى استخدام مياه ري نظيفة لري المنتجات الزراعية وخاصة التي تؤكل نيئة، فضلاً عن توفير مياه شرب من مصدر مأمون وتنظيف وتعقيم خزانات المياه بشكل دوري، وكذلك منع بيع الأغذية المكشوفة بأي شكل من الأشكال، إجراء فحص طبي ومخبري دوري للعاملين في مجالات تجهيز وتداول وتصنيع الغذاء، وعدم استخدام العلب البلاستيكية واكياس النايلون غير المطابقة للمواصفات القياسية المقررة لحفظ الطعام، وأخيراً ذبح الحيوانات في الأماكن المتخصصة لها وتحت إشراف صحي بيطري.

انتشار الاغذية على حافة الارصفة والشوارع يعرضها للجراثيم


السبت 14 رمضان 1435 هـ - 12 يوليو 2014م - العدد 16819, صفحة رقم ( 7 )


_______

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..