حوار: حبيب الشمري وعبد الله الفهيد
04/07/2005
الحقيقة أننا كنا في حيرة في تقديم ضيف هذا الحوار الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، فالمعروف لن يكون الناس في
حاجة إلى تعريفهم به، لكننا وجدنا أنفسنا أمام رجل تجتمع فيه خصال وكل خصلة تطغى على الأخرى وتنافسها فلم نعرف كيف نقرأ ونعرض مناقبه، شهامته، مواقفه، شمائله، وأعماله الإنسانية قبل التجارية وموقعه الاقتصادي، فكل واحدة من هذه الصفات تحتاج إلى تقديم مستقل عن الآخر.
في الطريق إلى مقر شركة المراعي، كان يداخلنا شعور غريب وأسئلة كثيرة، وقبل تفكيرنا في نوع الأسئلة التي سنطرحها على الضيف الكبير وهي عديدة وعميقة ومختلفة بمختلف وتنوع أنشطته واهتماماته، كان سؤالنا الأهم هو: لماذا اختار ''الاقتصادية'' ووافق على إجراء الحوار معها دون غيرها، وبين الإجابة عن هذا السؤال وترتيب محاور أسئلتنا الأخرى، كنا أمام ابتسامة ارتسمت على وجهه بتلقائية عند دخولنا معه إلى قاعة الاجتماعات في الشركة، هذه الابتسامة العفوية خلقت جوا حميما للغاية استمر نحو ساعتين هما مدة الحوار الذي لم نكن في حاجة إلى الدخول في تفاصيله سوى التذكير بكرم فياض غمرنا به الأمير الذي كان أوله قبوله بهذا اللقاء، كسبق يتمناه أي صحافي.
ما يميز هذا الحوار أيضا ويجعله يتسم بالصراحة والوضوح والشفافية أن الأمير لم يستخدم الأوراق والقلم وهو يتحدث معنا.
من الحديث عن «المراعي» الشركة الرائدة في صناعة الألبان والمواد الغذائية التي استهللنا به الحوار ـ لأنها كانت ولا تزال حديث الناس - إلى الحديث عن سوق الأسمنت وأزمته، مرورا بأنشطته الأخرى، كان الحوار سلسا وواضحا، لم يقطعه سوى طلب الأمير كل مرة من المساعدين بتواضع جم تقديم فناجيل القهوة وأكواب الشاي لنا.
وكأي اقتصادي فإن حديث الأمير عن ''المراعي'' أو الأسمنت بشكل عام أو الاستثمار كان يتسم طوال الحوار بالدقة والأرقام والمنطق الاستثماري المتخصص والعميق، بيد أن حديثه عن والده ووالدته ـ يرحمهما الله ـ كان مؤثرا للغاية، ووضح مدى تأثره البالغ بصفات ومناقب والده، الذي قال إنه يتخيله في حركاته وسكناته، ولم ينس أن يذكر شخصين كانا مؤثرين في حياته العلمية والعملية هما الشيخ محمد الجميح ـ رحمه الله، والشيخ المربي عثمان الصالح. وفي كل مرة نحاول سؤال الأمير عن أعماله الخيرية سواء من خلال مراكز علاج الفشل الكلوي التي يتبناها في كثير من المناطق أو الطرق التي يتبرع بها، تبدو عليه علامات الانزعاج في إشارة إلى أنه لا يرغب في ذلك.
ومهما يكن من أمر، فإن المقدمة مهما طالت لن تستطيع أن تقدم لكم هذا الرجل المختلف بصفاته، بكرمه، بصراحته ونبله، وبإسهاماته الخيرية الكثيرة التي يخفيها ولا يريد أن يكشفها أو يتحدث عنها. رجل تقدمه إنسانيته قبل نجاحه في كل شيء، لكنه مع ذلك لا يخرج عن دائرة تواضعه وعلاقته البسيطة بعامة الناس. هنا مجمل ما دار في الحوار:
في البداية نود أن نعرف سبب طرح 30 في المائة من المراعي'' للاكتتاب؟
تعرفون الآن أن الاقتصاد السعودي بدأ يتحول من اقتصاد المؤسسات الفردية والعائلية إلى اقتصاد شركات وخاصة المساهمة . ولا شك أن الاقتصاد السعودي يتوسع بشكل كبير ويتجه سريعاً نحو العولمة . ونحن المتعاملين والمتابعين للحركة الاقتصادية في المملكة نلمس ونعايش التحول الكبير في ديناميكية الاقتصاد وتسارع تطور أساليبه الإدارية والمهنية .. وقد لا يلمس هذا التحول الكبير إلا مع من عايش الوضع لعدة سنوات. و''المراعي'' مثل عدد كبير من الشركات الخاصة منها ما طرح للاكتتاب ومنها ما هو مخطط لطرحه.
ولتحويل ''المراعي'' لشركة مساهمة فوائد كثيرة منها الاستجابة لرغبة ولاة الأمر بتوسعة قاعدة المساهمة في النشاط الاقتصادي والمساعدة على توظيف السيولة الكبيرة لدى الأفراد .. ومنها أيضاً زيادة انتشار منتجاتها .. فعملية الاكتتاب نفسها جعلت عشرات الآلاف من المواطنين يتعرفون على ''المراعي'' وكلما عرفوها عن قرب فلدينا قناعة تامة بأن ذلك سيزيد من انتشار منتجاتها
ولقد طرحنا 30 في المائة من ''المراعي'' للاكتتاب عن قناعة تامة أن ذلك لصالح المساهم إن شاء الله فهي شركة مربحة جداً .. ولم يكن نجاحها وليد المصادفة أو حديث عهد. فهي ومنذ سنوات طويلة مربحة جداً ومولنا توسعاتها من عمليات بسيطة إلى مؤسسة عملاقه بتحويل ذاتي ولله الحمد .. وإن كانت نسبة المطروح من الملكية لا ترضي طموح بعض المواطنين إلا أننا نرى أنها مناسبة كخطوة أولي . ونحن يهمنا أن يستفيد المساهم على المستوى البعيد والقصير.
فعلى المدي القصير .. سيجني الذي يبيع أسهمه بعد تداولها أرباحاً جيدة .. كما هو واضح من أسعار الأسهم الآن . وأما على المدي البعيد فهي استثمار ممتاز .. ف''المراعي'' ليست شركة تحت الإنشاء بل هي شركة رائدة في مجالها منذ سنوات طويلة .. وأرباحها ممتازة عاما بعد عام .. وهي في صناعة سريعة النمو وليست ذات حساسية كبيرة لتقلبات الاقتصاد أو زيادة أو تداول أسعار النفط مثلاً .. ومن سيتفحص مسيرة الشركة سيجد أن نموها استثنائي وريادتها للصناعات الغذائية منذ سنوات .. ومنتجاتها ذات جودة مميزه وتنوع منتجاتها وتعددها يجعلها أقل تعرضاً لتقلبات السوق.
والشركة ناجحة إدارياً في جميع المقاييس ولله الحمد .. فعلى الرغم من زيادة مدخلات الإنتاج عاماً بعد عام .. وهذه ظاهرة عالمية ويكفي فقط ارتفاع أسعار اليورو كمثال على زيادة التكاليف .. إلا أن الشركة ولله الحمد حافظت على هامش ربحي جيد .. واستطاعت السيطرة على تكاليف مستوى مهني ممتاز .
أنتم تعرفون أن نفي الفكرة كان ظاهرياً .. فليس من الحكمة التحدث عن شيء مثل هذا في الإعلام قبل إعطائه ما يستحق من دراسة .. ولكن النية كانت موجودة منذ عدة سنوات في الواقع.
وأما بالنسبة التي تقرر طرحها فهي الخيارالأمثل الذي توصلت إليه الدراسات.
استراتيجياً .. ما أثر تحويل ''المراعي'' إلى شركة مساهمة على خطط الشركة وخاصة الخطط الخمسية التي تحدثت عنها منذ نحو عام ؟
هذا سؤال جيد يطرحه كثير من الناس وسألني عن ذلك عدد من الأصدقاء والمعارف . وفي الواقع وبكل صراحة لو أن تحويل ''المراعي'' إلى شركة مساهمة سيؤثر على أستراتيجية الشركة ورؤيتها لما وافقنا على ذلك. فالإدارة الحالية باقية وخططنا كما هي ومن ميزة بقاء القرار بأيدي المالكين الحاليين هو ما سيجعلنا نستفيد من أفضل ما تتميز به الشركة المساهمة وهو الانتشار والنمو الأسرع .. وما تتمتع به الشركات الخاصة من الديناميكية والسرعة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية والمرحلية.
سمو الأمير.. في سوق الأسهم .. هل ستدرج ''المراعي'' في قطاع الصناعة أوالزراعة ؟
النشاط الرئيسي للمراعي هو '' التصنيع الغذائي '' وهذا يشكل 70 في المائة من نشاطها .
هل يعني هذا أن ''المراعي'' قد تتجه لتصنيع البطاطس وعصير الطماطم والكاتشب وما إلى ذلك ؟
هذا ممكن .. وأغراض الشركة تشمل مثل ذلك .
بحكم إدراجها في القطاع الصناعي .. هل هذا يعني أنها لا تستطيع الدخول في نشاط زراعة القمح لأن هذا محصور على الشركات الزراعية ؟
أنا أعتقد أن ''المراعي'' ستدرج ضمن الشركات الصناعية الآن وفي حالة وجود قطاع خاص بالصناعات الغذائية ف''المراعي'' ستصنف ضمن هذه الشركات لأن هذا هو نشاطها الرئيسي وأما زراعة القمح ف''المراعي'' لم تمارس هذا النشاط على الإطلاق على الرغم من أنها أدارت مزارع قمح خاصة في بداية هذا النشاط وحققت مكاسب جيدة .. وهى الآن لا تفكر على الإطلاق في دخول هذا النشاط في المستقبل المنظور.
كمنتجين للألبان تحتاجون لكميات كبيرة من الأعلاف بأنواعها وهذا مهم جداً لنشاطكم فما هي استراتيجية الشركة بهذا الخصوص .. وهل تفكرون بالاستثمار في زراعة الأعلاف خارجياً ومثلاً بالسودان ؟
تورد المراعى الأعلاف من مصادر مختلفه سواء من مزارع أفراد أو مزارع شركات زراعية .. وفي كل الحوال فأن حقول الإنتاج تحت الإشراف المباشر لخبراء ومختصي ''المراعي'' ولا يمكن التساهل في هذا .. لأن من أسباب نجاح المراعى هو الإصرار على نوعية الأعلاف التي ترقى لأعلى المواصفات العالمية .. وشراء مثل هذه المواد فهو يبدو للشخص العادي بأنه أمر بسيط ولكنه في الواقع في غاية الأهمية وله أختصاصيون على أعلى المستويات .. ويتعرض للفحص في مختبرات متقدمة جداً .. ولدينا دراسات كثيرة لإمكانية إنتاج الأعلاف خارجياً .. ولكن حتى الآن لم ينفذ شيء من ذلك خارجياً .
يوجد تنافس كبير في مجال الألبان خاصة بين الشركات العادية والكبيرة ولكن أحياناً يكون هناك حرب أسعار وضحيتها صغار المنتجين فكيف تنظرون إلى ذلك ؟
أنا لا أعتقد أن هناك حرب أسعار بمعناها الصحيح هناك ثلاث أو أربع شركات كبيرة وهناك مجموعة من الشركات الصغيرة .. وهذه الشركات الصغيرة والكبيرة تتنافس فيما بينها على سوق الألبان في المملكة وفي صناعة الألبان يلعب المبدأ الاقتصادي المتعلق بميزة '' اقتصادية الحجم '' أي أنه كلما كبر حجم إنتاجك قلت تكاليفك) وهذا يلعب دوراً مهماً في حيوية المنتج وربحيته .. والحل الأفضل هو أما أن يندمج صغار المنتجين في شركة واحده .. أو أن يكونوا منتجين للحليب الخام فقط ويبيعون إنتاجهم إلى الشركات الكبيرة .. ولقد سبق أن ناديت بذلك وكتبت للجهات المعنية وخاصة وزارة الزراعة .. بل وعرضت ''المراعي'' المساعدة المالية في سبيل تحقيق هذا الهدف .. وأنا مقتنع تماماً بأن هذا هو الحل .. وهذا ما آلت إليه مئات الوحدات الصغيرة في الدول التي سبقتنا إلى هذه الصناعة فهناك عدد من الشركات المنتجة للألبان ومشتقاتها وهناك مئات المنتجين للألبان الخام بعضهم صغير جداً وبعضهم كبير نسبياً.
لكن الشركات الصغيرة ستكون بذلك تحت رحمة الشركات الكبيرة عندما تكون منتجه للحليب الخام فقط .. خاصة أن المشترين اثنان أو ثلاثة فقط؟
لا بد من إيجاد آلية تحفظ حقوق جميع الأطراف .. وهم ليسوا ملزمين بذلك فخيار الاندماج متاح أيضاً .. ولكن أعتقد أنه يمكن الاتفاق على آليات تحفظ حقوق الشركة الكبيرة وحقوق المنتج الصغير .
تقصدون أن يتخلوا عن قضايا التسويق ؟
ليس فقط التسويق .. بل وأهم من ذلك التصنيع بكل خطواته الدقيقة والحساسة جداً . وعادة هناك تكاليف مختبرات وفحوصات وتحاليل وما إلى ذلك وهذه ستتم سواء كان المنتج كمية قليله أو كمية كثيرة .. وتكاليف التوزيع تلعب دوراً مهماً بالتكلفة أيضاً .. وكما قلت إن التكاليف تنخفض كلما زاد حجم الإنتاج . وفي الواقع نشتري الآن كميات من الحليب الخام من بعض المنتجين وذلك منذ مدة .. وحرب الأسعار أو التنافس بالأسعار يسبب خسائر للجميع ولكن أثره على الصغار يكون أكبر بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج كما قلت .. وأنا أعتقد أن مصير صناعة الألبان هو التكتل كما صار في الدول التي سبقتنا كثيراً في هذا المجال.
ماذا عن شراء ''المراعي'' لألبان الرياض قبل فترة ؟
هذا الذي قامت به ''المراعي'' خطوة جيدة تحسب لإدارة الشركة .. لأنها أشترت أو ربما الأصح أنقذت مشروعاً غير مجدي نسبياً وحولته إلى مشروع مجد .. فاستفادت ''المراعى'' واستفاد المستثمر الذى لم يكن ناجحاً كما يجب في مشروعه .. ولقد حولت ''المراعي'' المشروع إلى عملية تجاريه مربحة ولله الحمد بحكم خبرتها وتوافر الإمكانيات الفنية والمالية بالمستوى المطلوب .. ونحن فخورون بما قمنا به .. فهذا فيه مصلحة للمراعي ولصاحب المشروع وللاقتصاد السعودي أيضاً .. ولم ينتج عن هذا الاستحواذ أي ميزة احتكارية للمراعي تضر بالمنافسة في هذه الصناعة.
جاءت صفقة شراء ألبان الرياض قبل طرح ''المراعي'' للاكتتاب بفترة وجيزة .. هل سيضيف هذا شيئاً للشركة؟ وهل سيستمر الاسم القديم؟
بالطبع سيضيف هذا للمراعي فشركة ألبان الرياض من المنتجين ..وشراء المشروع إضافة للمراعي ولا شك ونحن بعد استكمال تحسينه سيدرس وضعه بتأن .. فأما أن يبقى في الرياض فقط أو ربما يسوق في المملكة كما هو الحال بالنسبة للمراعي .
هل لديكم خطة لشراء المشاريع المماثلة لألبان الرياض ؟
ليس لدينا مانع .. متى ما توفرت الشروط التي توفر مصلحة البائع والمشتري ومصلحة الصناعة والاقتصاد الوطني .. فالمبدأ موجود .. ويجب أن يكون كذلك .
هناك مقولات تتهم صناعة الألبان السعودية وخاصة ''المراعي'' بالإغراق في الإمارات.. فما حقيقة ذلك ؟
سياسة الأغراق متعارف عليها دولياً .. ولكل دولة معايير للإغراق ولم نتسبب في الإغراق في أسواق الخليج .. ولكن منتجات ''المراعي'' فرضت نفسها ولله الحمد .. فالمستهلك هو الحكم في ذلك ثم إن جميع دول الخليج طبقت كل معايير الجودة وأجرت جميع الفحوصات والتحليلات ولم يكن هناك أي تدخل على منتجات ''المراعي'' .. ونحن فخورون بما حققناه خليجياً ، وعلى كل حال فأنا متأكد أن دول الخليج وخاصة الإمارات حريصة على أسواقها .. ولكن ومع بعض الإجراءات العادية استطاعت ''المراعي'' أن تثبت أنها لا تغرق الأسواق بل تكسبها بالجودة والمنافسة من مبدأ حجم الإنتاج الكبير .
ما مدي انتشار منتجات ''المراعي'' خارجياً .. وما هي الخطط بعد التحول لشركة مساهمة؟
''المراعي'' ولله الحمد أصبحت من رموز المنتج السعودى المتميز محلياً وخارجياً .. ونحن نطمح للخروج إلى أسواق عربية وإقليمية أخرى .. ولكن ولله الحمد كنا نؤجل الاستثمار الخارجي لصالح الاستثمار الداخلي .. فسوق المملكة في مجال الصناعات الغذائية والألبان ينمو بشكل كبير .. والطلب على منتجات المراعى يزداد بشكل كبير أيضاً ولهذا فقد كان التركيز على السوق المحلية .. وكلما أنجزنا وحدة إنتاج كنا نظن أنها ستكفي لعشر سنوات وجدنا أن إنتاجها يكاد يغطي الطلب الحالي .. وهذا هو من فضل الله ثم من المبادئ التي نطبقها في جميع أعمالنا .. الشفافيه والوضوح .. والحرص على أفضل المستويات . فالجودة ثم الجودة هي مقياسنا لكل شيء .. والجودة بمعناها الكبير هي التي جعلت المراعي كما هي الآن مفخرة للمنتج السعودي وللقائمين عليه . وفي الواقع لدينا دراسات كثيرة عن فرص خارجيه .. ولكن كما أشرت لم نتمكن من إنجازها بسبب السوق المحلية .. ولكن في القريب سيكون للمراعي حضور عربي بإذن الله فالتجهيز لمثل هذه المشاريع مكتمل .. والشركاء العرب موجودون .. بل ومتحمسون للدخول مع المراعى للاستفادة من خبراتها وسمعتها .. وسيتم ذلك إن شاء الله .
ما هي حصة ''المراعي'' في السوق المحلية والخارجو وما هي المشاريع الخارجية التي تحدثت عنها ؟
تستحوذ ''المراعي'' على نحو 40 في المائة من السوق السعودية وأيضاً نحو 40 في المائة من السوق الخليجية .. وهى الرائدة في هذا المجال .. وأنا لم أقل إن هناك مشاريع .. أنا قلت دراسات جاهزة وفيما لو رغبنا إلى تحويلها لمشاريع فلن يستغرق ذلك وقتاً طويلاً .. إنما مجرد تحديث ثم الانطلاق .. وهذا سيحدث إن شاء الله .
أثير قبل فترة بأن على ''المراعي'' ديون تبلغ 500 مليون ريال .. فما نوع هذه الديون فهل هي على الطريقة الشرعية .
نسبة المديونية في ''المراعي'' متدنية مقارنه بموجوداتها .. فالنسبة الأكبر من المشاريع تمول ذاتياً وهذا من فضل الله .. وقد حولت ''المراعي'' جميع قروضها لتكون متمشية مع المتطلبات الشرعية بموجب إشراف مباشر من جهات شرعية معتمدة وذات مصداقية كبيرة وتم ذلك بالتنسيق مع البنوك المقرضة .. وأود أن أشير إلى أن جميع البنوك في المملكة بل وفي الخارج تتنافس على تقديم الخدمات المالية للمراعي .. وهذا تأكيد على قوة مركزها المالي دون شك.
البلد فيها نقص في الأسمنت خلق ما يسمي أزمة أسمنت .. قبل فترة كان لسموكم تصريح .. نستطيع أن نقول إنه مثير .. إذ أشرت إلى أن بعض الشركات افتعلت الأزمة لرفع الأسعار .. وأنكم ستكونون مضطرين لرفع أسعاركم .. ماهي وجهة نظركم بهذا الخصوص .
أنا أعتقد أن الأزمة الموجودة الآن طبيعية ولكن ليس لها ما يبرر بالنسبة لارتفاع الأسعار الكبير، فالشيء الطبيعي أنه عندما يكون الطلب أعلى من العرض يكـون هناك أزمة على أي سلعة ، سـواء أسمنت أو غيره فهذه نظرية اقتصادية، فالأزمة موجودة، والأزمة نعترف بها كلنا لأن الطلب يفوق العرض، يعني حتى لو في الألبان أو مواد البناء أو أي سلعة يكون الطلب عليها كبيرا دائما تخلق أزمة، وشيء طبيعي عندما يكون هناك زيادة طلب على المعروض أن يكون فيه استفادة، ولكن أنا اعتراضي على القول إنه لا توجد أزمة وأن الأزمة مختلقة، الأزمة موجودة وليست مختلقة، ولا أقول الأزمة هذه يجب أن لا يستفاد منها، ولكن ما هو حجم الاستفادة، وما هو أسلوب الاستفادة، وهو أن لا تصل الاستفادة إلى درجة الاستغلال ، فأنا أعتقد أن هناك أزمة أسمنت وهذا نتيجة زيادة الطلب على العرض، فالنمو الاقتصادي والنمو العمراني الموجود في البلد، والمشاريع في البلد جعلت فيه زيادة في الطلب، السوق العالمية أيضا عليها طلب فأصبح المستورد أعلى تكلفة من المنتج المحلي، لذلك أصبح هناك إقبال على المنتج المحلى، لكن شركات الأسمنت الآن تنفذ توسعات كبيرة جداً ومن حسن الحظ أنها عملت على ذلك منذ سنتين ولم تنتظر الأزمة، وهذا أعتقد يسجل لشركات الأسمنت.
إذن نصل لحقيقة أن الأزمة موجودة لكن الذي حصل أن الموزعين رفعوا أسعارهم بشكل كبير، وبعض شركات الأسمنت لما رأت أن الأزمة حصلت وأن الأسعار ارتفعت بالنسبة للموزعين، قالوا لماذا لا نرفع أسعارنا، ولماذا الموزعون والمسوقون هم المستفيدون، فالأولى أن تستفيد الشركات المساهمة، وهذا فيه شيء من المنطق وفيه أيضاً شيء من غير المنطق.
وأنا كان في اعتقادي أنه كان من الأفضل لعلاج ارتفاع الأسعار بشكل عام ألا تكون ردة الفعل الموجودة عند شركات الأسمنت أن ترفع أسعارها، فأرباح شركات الأسمنت كافية في الوضع الحالي. وفي ضوء المتغيرات لو نظرت إلى ميزانية شركات الأسمنت لوجدتها جيدة ومبيعاتها وأرباحها جيدة. في اعتقادي أنه كان من المفترض أن يحصل اتفاق وتنسيق بين شركات الأسمنت وبين الموزعين وبين الجهات المعنية في الدولة على أساس تخفيض حدة الارتفاع الكبير. لا أقول الأسعار تبقى مثلما هي لكن الارتفاع الكبير الذي حدث غير مبرر. إذا كنا نعترض على الموزعين، فكيف نأتي نحن كشركات أسمنت ونقلدهم. كنت أود أنه لما رفعت شركات الأسمنت الأسعار أن يكون هنالك تنسيق ـ طبعا من وجهة نظر عقلانية يجب ألا تعالج هذه الأزمة بالشكل الذي حدث بل يجب أن نجتمع ونبحث عن حلول. لكن شركات الأسمنت جارت الموزعين ورفعت أسعارها. في شركة أسمنت اليمامة أصدرنا تصريحا واضحا وفيه شفافية وفيه وضوح إلى أبعد الحدود، إننا لا نجد مبررا لارتفاع الأسعار من شركات الأسمنت، ونحن نعتقد أن الأسعار يجب أن تبقى على ما كانت عليه، وأنه ليس من العدل والإنصاف أن نجد شركة أسمنت اليمامة تبقى على أسعارها والشركات الأخرى تأخذ الامتيازات لأننا واجهنا ضغوط من مساهمي الشركة واعترضوا على ذلك، هذا شيء طبيعي، ومن حقهم أن يعترضوا عليها، فلماذا مساهمو اليمامة وأسهم اليمامة هما اللذان يتضرران من هذا الشيء نتيجة لاستغلال الآخرين؟ وأعطينا فرصة لمدة أسبوعين قلنا إنه إذا ما تراجعت شركات الأسمنت عن أسعارها سواء بقرارات منها أو بقرارات من جهات معنية، فإن شركة أسمنت اليمامة ستجد نفسها مضطرة حفاظا على مصلحة مساهميها ـ وهذا حق من حقوقها ـ أن ترفع أسعارها، والذي حصل أنه خلال هذه الفترة ما حصل شيء ولا تغير شيء، بالعكس ربما بعض الشركات زادت من نسبة زيادة الأسعار، فهذا هو السبب الذي جعلنا نصدر ذلك التصريح.
ألا يوجد لديكم كشركات أسمنت مظلة لتوحيد المواقف والنظر في أوضاع السوق؟
لا، لا يوجد. فقط تظهر مظلة لسوق الأسمنت عندما تكون السوق رديئة، وعندما تحدث حرب أسعار يحتاجون إلى بعضهم، تصبح هناك مظلة، أما عندما تحدث الارتفاعات في السوق مثل الآ، فلا يوجد من يصغي.
نحن نتحدث معك كونك رئيس الاتحاد العربي للأسمنت، في ظل الأزمة هل لديكم توجه معين أن تتحركوا بصفة رسمية أو بصفة شخصية؟
هم يقولون إنه اقتصاد حر وسوق مفتوحة واستغلال فرص، أنا صحيح أؤمن بالاقتصاد المفتوح ولكن أعتقد أن لكل شيء حدود.
وزارة التجارة أصدرت قبل فترة تراخيص بمصانع أسمنت جديدة، هل علاج الأزمة في إصدار تراخيص؟
أنا أعتقد أن هذا موضوع مهم جدا، وهو حديث الساعة الآن، وهذا السؤال سئلت عنه من عدد كثير من رجال الأعمال والمواطنين ووردت أسئلة واستفسارات، وهذا موضوع أعتقد أننا بحاجة إلى التعمق فيه إلى أبعد الحدود، فأعتقد أن وضع الأسمنت المستقبلي في حاجة إلى إعادة نظر بالنسبة للقائمين على المصانع الحالية، وللجهات المعنية في الدولة، ولصناديق التمويل، وللمستثمرين الجدد، أنا أعتقد أن المسألة ليست سهلة، المسألة خطيرة جدا إلى أبعد الحدود ويجب التعامل معها بمنطق اقتصادي بعيد عن العاطفة.. وقد يعلق أحد على رأيي ويقول إن كلامي مجروح بحكم أني صاحب مصلحة ، لكن أنا أخشى أن يكتشفوا وربما قريباً أن كلامي ليس مجروحا ويكون الوقت قد فات على كثير من الناس، وينطبق على ذلك قول الشاعر:
بذلت لهم نصحي بمنعرج اللوى
ولم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد
تقصد أن هذا يهدد شركات الأسمنت القائمة والمستقبلية؟
نعم أنا أعتقد ذلك ـ وهذا اعتقادي الشخصي ـ فأنا أعتقد لو نفذت هذه المشاريع أو حتى لو نفذ جزء منها، سيكون هناك فائض كبير جدا في السوق السعودية في الأسمنت وخاصة بعد الانتهاء من توسعات شركات الأسمنت الحالية، لأن المصانع الحالية الجديدة لو نفذ منها شيء أعتقد أنه سيكون هناك كارثة بالنسبة لقطاع الأسمنت . وأود أن أشير إلى موضوع مهم جداً وهو أن جميع الدول المجاورة مثل الإمارات، عمان، اليمن، وإيران وأيضاً الهند والصين تنفذ مشاريع كبيرة ستضاعف من حجم إنتاجها ومعنى هذا أن خيار التصدير سيكون محدودا جداً وربما أيضاً أغرقت السوق السعودية من أسمنت الإمارات وقد يكون من إيران والهند.
ما رؤيتكم لمعالجة الأزمة؟
معالجة الوضع هي لا مانع أن أعطي تراخيص، لكن لا ينفذ أي ترخيص إلا بعد ثبت جدواه الاقتصادية من جهات مختصة ومعروفة ومتجردة، فلا تعطي 27 ترخيصا بل حتي أعطي حتي 40 ترخيصا على سبيل المثال، فالمسألة ليست هي مسألة التراخيص وعددها، المسألة هل التراخيص هذه لصالح الاقتصاد، هل هي لصالح المستثمرين؟ أنا أخشى في يوم من الأيام أن بعض المستثمرين في القطاعات الجديدة يواجهون المصير نفسه الذي تواجهه بعض الشركات المفلسة حاليا. فأنا كان وجهة نظري أن أي مشروع يُقدم ويثبت جدواه الاقتصادية، وبهذا يرخص له ويسمح له بالاكتتاب، وإلا لا يسمح له بتوريط نفسه وتوريط الآخرين.
أنت طلبت إعادة النظر في موضوع.. قروض الصناديق، فما هي الرؤية؟
أنا أعتقد أن أي ترخيص إذا ثبتت جدواه الاقتصادية يُدعم ويعطى السماح له بالتنفيذ، ويجب أن يفهم أنني لا أعترض على أي تراخيص، ولكن أطلب وأتمنى أن تكون التراخيص مقرونة بجدوى اقتصادية حقيقية، وذلك لحماية الاقتصاد ولحماية صناعة الأسمنت الحالية القائمة الآن من ضررها ولحماية مصانع الأسمنت التي تقوم من فشلها. فلو قامت هذه المصانع وهي غير قائمة على جدوى اقتصادية، ماذا سينتج؟ ستصبح صناعة الأسمنت الحالية الآن والتي هي قائمة وقوية متضررة، لأن المنتج الجديد سيخفض أسعاره، فالقديم الموجود يستطيع أن يقاوم كل الضرر لأن أرباحه ستقل وقتياً، لكن الجديد سيفشل، ومن الذي سيفشل؟ ومن الذي سيدفع الثمن؟ الاقتصاد السعودي أولا، والمستثمر الذي يجهل خلفية هذه الصناعة.
الذي أراه الآن أن يركز على الجدوى الاقتصادية قبل أن تنشأ أو تطرح في اكتتتاب عام، بمعنى إذا طلبت ترخيصا أُعطى ترخيصي، ويجب أن أتحمل فشلي وحدي، وألا يتحمل هذه الخطوة المكتتب البسيط الذي يرى شركات الأسمنت تربح أرباحا جيدة ويعتقد أن هذه الشركة رابحة بعد سنتين أو ثلاث، في حين أن الوضع سيكون كارثيا على الجميع.
أنت من ضمن المستثمرين الذين سينشئون مصنعاً في اليمن وبالتحديد عدن .. هل هذا توسع خارجي؟
طبعا أنا أعتقد أن سوق اليمن سوق كبيرة وسوق واعدة والاستثمار فيها من الجانب السعودي استثمار في محله. والإخوة في اليمن عندما قرروا إنشاء المصنع طلبونا مني بحكم وضعي في الأسمنت وخبرتي للمساعدة في إتمام المشروع، قيمّت الموضوع وعملت دراسته وعملت جدوى واقتنعت أن الطلب في محله.
ماذا عن المشاريع المقبلة لسموكم .. هل هناك استثمارات خارجية طلب منك المشاركة فيها؟
نعم، نحن الآن ندرس مشروع مصنع أسمنت في السودان، ومشروع الآن في العراق مع شركاء سعوديين. ولكن فيما يخص العراق الأمور شبه مغلقة بسبب الوضع السائد هناك .. ولكن الدراسات وتحديد المواقع مستمرة.
تردد الأسبوع الماضي أن ''أسمنت اليمامة'' دخلت شريكا في بتروكيماويات، ماذا عن الفكرة؟
نعم هذا استثمار فقط ، وليست ''اليمامة'' صاحبة الفكرة وليس لها دور قيادي في المشروع .. إنما هي مساهم من بين عشرات المساهمي .
كم نسبتكم في المشروع؟
استثمارنا بنحو 50 مليون ريال. وقد لا يخصص لنا كامل المبلغ
فيما يخص موضوع الانضمام إلى التجارة العالمية، كيف ترون المنافسة، خاصة في شركات الأسمنت والألبان؟
أعتقد أنه بالنسبة لقطاع الأسمنت وبالنسبة لقطاع الألبان، التأثير سيكون إيجابيا، لأني أعتقد أن قطاع الأسمنت وقطاع الألبان أثبتا قوة ومتانة في الصمود أمام أي منافسة خارجية. ولذلك لا يخشى عليهما عندما تنضم المملكة إلى منظمة التجارة العالمية، وهذا شيء مؤكد، خصوصا فيما يخص الأسمنت بالذات والشركات الواقعة في قلب السعودية، لأن النقل البري مكلف كثير، فموقع الشركات التي تقع في وسط السعودية هذا يعطيها حماية تسويقية.
المشاريع التي تديرونها تحقق نجاحاً كبيرا، هل لكون سلطان بن محمد هو من يدير هذه المشاريع؟
هذه المشاريع ولله الحمد تحقق النجاح أولاً لأن مجالها من المفترض أن يكون فيه النجاح ، ثانياً هنالك مشاريع مماثلة ناجحة أيضاً، صحيح أن نسب النجاح تتفاوت بين شركة وأخرى طالما أنك تطرقت إلى إدارتي لتلك المشاريع ، وأ نا أقول لك بكل وضوح وكل صراحة أنا ـ والحمد لله ـ إنسان أقوم بعملي وفي تعاملي في مشاريعي وأشيائي بكل وضوح وشفافية فأنا أعتقد لا ''المراعي'' ولا أي نشاط آخر ولا أي شيء يمكن أن ينجح إذا لم يتسم بالوضوح والشفافية والمصداقية والجد. أعتقد أن الذي لا يعمل على هذه المبادئ ربما ينجح وقتيا لكنه يخسر في الآخر.
وأرى أن من أسباب النجاح في أي عمل بعد توفيق الله سبحانه وتعالى ـ أن تكون صادقا مع نفسك ومع الآخرين، واضحا ليس لديك ما تخفيه، وليس لديك ما تخشاه، إذا نجحت تحمد الله على النجاح وتعرف أن النجاح لأسباب كثيرة، وهذه الأسباب يجب أن تحافظ عليها وتحفظها. وإذا لم تحقق نجاحات، فيجب أن تكون واضحا أيضا وتكون واضحا في أسبابها ومبرارتها. وعندما تكون النية سليمة، والهدف واضح، والأسلوب شريف - إلا ما شاء الله - يتحقق النجاح، فنحن في ''المراعي'' أو في غير ''المراعي'' لا نتعامل إلا بكل وضوح، لدينا مبادئ في أي عمل. فإذا لم نكن واضحين مع الناس ومع الآخرين كيف نكون مرتاحين نفسيا. فالحمد لله ثقة الناس في ''''المراعي'' '' أو مثلما قلت ثقتهم بي شخصيا أعتبرها نعمة كبيرة، وأشكر أيضا كل من أعطاني ثقته، وأرجو أيضا أن أكون عند حسن الظن ، وأعرف أن هذه مسؤولية كبيرة. ويحز في نفسي في أي يوم من الأيام أن أجد أي إنسان بسيط أعطاني ثقته في أي أمر من الأمور ويجد أن ثقته هذه كانت في غير محلها، أو أنه وجد عكسها، أو وجد أن الشفافية غير موجودة، هذه أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يجنبني إياها، وطالما أن الأسلوب الذي اتبعناه والأسلوب الذي نسير عليه ثبت نجاحه، وثبت رضا الناس عنه، فهذا يقودنا إلى التمسك به أكثر، فالشيء الذي أؤكده سواء في ''المراعي'' أو أي قطاع يكون لي فيه مجال أو كلمة فلن يكون فيه إلا الوضوح والصراحة والنية السليمة. نحن صحيح رجال أعمال وصحيح أننا نحرص على تحقيق الأرباح والمكاسب هذا شيء طبيعي، وهو هدف كل إنسان وحق قبل كل شيء، لكن لا يمكن أن نقول إن الغاية تبرر الوسيلة.
عندما أريد لشركتي وعملي النجاح فعلي أن أتأكد أن هذا لا يمكن أن يكون على حساب المبادئ أو على حساب الوضوح أو على حساب الأمانة أو على حساب الوطنية أو على حساب أي أمر من هذه الأمور.
ما فلسفتك في العمل؟
نحن الآن في أعمالنا في ''المراعي'' أو في الشركات الأخرى أيضا ـ الحمد لله ـ وفقت برجال يعملون معي، تعاملت معهم بصدق وتعاملوا معي بصدق ووضوح فكنت صريحا معهم وهم أيضا، أعطيتهم ما يريدون وما يستحقون وأعطوني ما أستحق. ليّن معهم وقت اللين وقوي معهم وقت القوة، متسامح معهم وقت التسامح وحازم معهم وقت الحزم، أعطيهم حقوقهم ويعطونني حقي، كل هذه الأمور أوجدت جيلا وخلقت مجموعة متجانسة في القطاعات، وجعلت الأمور تكون واضحة وناجحة. في ''''المراعي'' '' ليس لدينا ما نخشاه إطلاقا والحمد لله، وليس لدينا ما نخفيه وليس لأحد فضل إلا الله سبحانه وتعالى.
أنت كرياضي والآن كرجل اقتصادي ناجح، كيف ترى الاستثمار في الأندية، وكيف رؤيتك في الموضوع؟
يا ليت تعفيني من السؤال هذا، لأن هذا فيه حساسية، فأنا لكي أبدي رأيي فيه من ناحية اقتصادية بحتة يجب أن أكون فيه واضحا وصريحا ومتجردا، ولو أعرف أيضا أن رأيي يؤخذ به أو يكون له أثر أو دور في تفعيل الشيء هذا لقلته ـ حتى ولو كان فيه حساسية ـ كما أن خبرتي محدودة في هذا المجال لذلك لا أستطيع أن أتعمق فيه.
المصدر
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
04/07/2005
الحقيقة أننا كنا في حيرة في تقديم ضيف هذا الحوار الأمير سلطان بن محمد بن سعود الكبير، فالمعروف لن يكون الناس في
حاجة إلى تعريفهم به، لكننا وجدنا أنفسنا أمام رجل تجتمع فيه خصال وكل خصلة تطغى على الأخرى وتنافسها فلم نعرف كيف نقرأ ونعرض مناقبه، شهامته، مواقفه، شمائله، وأعماله الإنسانية قبل التجارية وموقعه الاقتصادي، فكل واحدة من هذه الصفات تحتاج إلى تقديم مستقل عن الآخر.
في الطريق إلى مقر شركة المراعي، كان يداخلنا شعور غريب وأسئلة كثيرة، وقبل تفكيرنا في نوع الأسئلة التي سنطرحها على الضيف الكبير وهي عديدة وعميقة ومختلفة بمختلف وتنوع أنشطته واهتماماته، كان سؤالنا الأهم هو: لماذا اختار ''الاقتصادية'' ووافق على إجراء الحوار معها دون غيرها، وبين الإجابة عن هذا السؤال وترتيب محاور أسئلتنا الأخرى، كنا أمام ابتسامة ارتسمت على وجهه بتلقائية عند دخولنا معه إلى قاعة الاجتماعات في الشركة، هذه الابتسامة العفوية خلقت جوا حميما للغاية استمر نحو ساعتين هما مدة الحوار الذي لم نكن في حاجة إلى الدخول في تفاصيله سوى التذكير بكرم فياض غمرنا به الأمير الذي كان أوله قبوله بهذا اللقاء، كسبق يتمناه أي صحافي.
ما يميز هذا الحوار أيضا ويجعله يتسم بالصراحة والوضوح والشفافية أن الأمير لم يستخدم الأوراق والقلم وهو يتحدث معنا.
من الحديث عن «المراعي» الشركة الرائدة في صناعة الألبان والمواد الغذائية التي استهللنا به الحوار ـ لأنها كانت ولا تزال حديث الناس - إلى الحديث عن سوق الأسمنت وأزمته، مرورا بأنشطته الأخرى، كان الحوار سلسا وواضحا، لم يقطعه سوى طلب الأمير كل مرة من المساعدين بتواضع جم تقديم فناجيل القهوة وأكواب الشاي لنا.
وكأي اقتصادي فإن حديث الأمير عن ''المراعي'' أو الأسمنت بشكل عام أو الاستثمار كان يتسم طوال الحوار بالدقة والأرقام والمنطق الاستثماري المتخصص والعميق، بيد أن حديثه عن والده ووالدته ـ يرحمهما الله ـ كان مؤثرا للغاية، ووضح مدى تأثره البالغ بصفات ومناقب والده، الذي قال إنه يتخيله في حركاته وسكناته، ولم ينس أن يذكر شخصين كانا مؤثرين في حياته العلمية والعملية هما الشيخ محمد الجميح ـ رحمه الله، والشيخ المربي عثمان الصالح. وفي كل مرة نحاول سؤال الأمير عن أعماله الخيرية سواء من خلال مراكز علاج الفشل الكلوي التي يتبناها في كثير من المناطق أو الطرق التي يتبرع بها، تبدو عليه علامات الانزعاج في إشارة إلى أنه لا يرغب في ذلك.
ومهما يكن من أمر، فإن المقدمة مهما طالت لن تستطيع أن تقدم لكم هذا الرجل المختلف بصفاته، بكرمه، بصراحته ونبله، وبإسهاماته الخيرية الكثيرة التي يخفيها ولا يريد أن يكشفها أو يتحدث عنها. رجل تقدمه إنسانيته قبل نجاحه في كل شيء، لكنه مع ذلك لا يخرج عن دائرة تواضعه وعلاقته البسيطة بعامة الناس. هنا مجمل ما دار في الحوار:
في البداية نود أن نعرف سبب طرح 30 في المائة من المراعي'' للاكتتاب؟
تعرفون الآن أن الاقتصاد السعودي بدأ يتحول من اقتصاد المؤسسات الفردية والعائلية إلى اقتصاد شركات وخاصة المساهمة . ولا شك أن الاقتصاد السعودي يتوسع بشكل كبير ويتجه سريعاً نحو العولمة . ونحن المتعاملين والمتابعين للحركة الاقتصادية في المملكة نلمس ونعايش التحول الكبير في ديناميكية الاقتصاد وتسارع تطور أساليبه الإدارية والمهنية .. وقد لا يلمس هذا التحول الكبير إلا مع من عايش الوضع لعدة سنوات. و''المراعي'' مثل عدد كبير من الشركات الخاصة منها ما طرح للاكتتاب ومنها ما هو مخطط لطرحه.
ولتحويل ''المراعي'' لشركة مساهمة فوائد كثيرة منها الاستجابة لرغبة ولاة الأمر بتوسعة قاعدة المساهمة في النشاط الاقتصادي والمساعدة على توظيف السيولة الكبيرة لدى الأفراد .. ومنها أيضاً زيادة انتشار منتجاتها .. فعملية الاكتتاب نفسها جعلت عشرات الآلاف من المواطنين يتعرفون على ''المراعي'' وكلما عرفوها عن قرب فلدينا قناعة تامة بأن ذلك سيزيد من انتشار منتجاتها
ولقد طرحنا 30 في المائة من ''المراعي'' للاكتتاب عن قناعة تامة أن ذلك لصالح المساهم إن شاء الله فهي شركة مربحة جداً .. ولم يكن نجاحها وليد المصادفة أو حديث عهد. فهي ومنذ سنوات طويلة مربحة جداً ومولنا توسعاتها من عمليات بسيطة إلى مؤسسة عملاقه بتحويل ذاتي ولله الحمد .. وإن كانت نسبة المطروح من الملكية لا ترضي طموح بعض المواطنين إلا أننا نرى أنها مناسبة كخطوة أولي . ونحن يهمنا أن يستفيد المساهم على المستوى البعيد والقصير.
فعلى المدي القصير .. سيجني الذي يبيع أسهمه بعد تداولها أرباحاً جيدة .. كما هو واضح من أسعار الأسهم الآن . وأما على المدي البعيد فهي استثمار ممتاز .. ف''المراعي'' ليست شركة تحت الإنشاء بل هي شركة رائدة في مجالها منذ سنوات طويلة .. وأرباحها ممتازة عاما بعد عام .. وهي في صناعة سريعة النمو وليست ذات حساسية كبيرة لتقلبات الاقتصاد أو زيادة أو تداول أسعار النفط مثلاً .. ومن سيتفحص مسيرة الشركة سيجد أن نموها استثنائي وريادتها للصناعات الغذائية منذ سنوات .. ومنتجاتها ذات جودة مميزه وتنوع منتجاتها وتعددها يجعلها أقل تعرضاً لتقلبات السوق.
والشركة ناجحة إدارياً في جميع المقاييس ولله الحمد .. فعلى الرغم من زيادة مدخلات الإنتاج عاماً بعد عام .. وهذه ظاهرة عالمية ويكفي فقط ارتفاع أسعار اليورو كمثال على زيادة التكاليف .. إلا أن الشركة ولله الحمد حافظت على هامش ربحي جيد .. واستطاعت السيطرة على تكاليف مستوى مهني ممتاز .
أنتم تعرفون أن نفي الفكرة كان ظاهرياً .. فليس من الحكمة التحدث عن شيء مثل هذا في الإعلام قبل إعطائه ما يستحق من دراسة .. ولكن النية كانت موجودة منذ عدة سنوات في الواقع.
وأما بالنسبة التي تقرر طرحها فهي الخيارالأمثل الذي توصلت إليه الدراسات.
استراتيجياً .. ما أثر تحويل ''المراعي'' إلى شركة مساهمة على خطط الشركة وخاصة الخطط الخمسية التي تحدثت عنها منذ نحو عام ؟
هذا سؤال جيد يطرحه كثير من الناس وسألني عن ذلك عدد من الأصدقاء والمعارف . وفي الواقع وبكل صراحة لو أن تحويل ''المراعي'' إلى شركة مساهمة سيؤثر على أستراتيجية الشركة ورؤيتها لما وافقنا على ذلك. فالإدارة الحالية باقية وخططنا كما هي ومن ميزة بقاء القرار بأيدي المالكين الحاليين هو ما سيجعلنا نستفيد من أفضل ما تتميز به الشركة المساهمة وهو الانتشار والنمو الأسرع .. وما تتمتع به الشركات الخاصة من الديناميكية والسرعة في اتخاذ القرارات الاستراتيجية والمرحلية.
سمو الأمير.. في سوق الأسهم .. هل ستدرج ''المراعي'' في قطاع الصناعة أوالزراعة ؟
النشاط الرئيسي للمراعي هو '' التصنيع الغذائي '' وهذا يشكل 70 في المائة من نشاطها .
هل يعني هذا أن ''المراعي'' قد تتجه لتصنيع البطاطس وعصير الطماطم والكاتشب وما إلى ذلك ؟
هذا ممكن .. وأغراض الشركة تشمل مثل ذلك .
بحكم إدراجها في القطاع الصناعي .. هل هذا يعني أنها لا تستطيع الدخول في نشاط زراعة القمح لأن هذا محصور على الشركات الزراعية ؟
أنا أعتقد أن ''المراعي'' ستدرج ضمن الشركات الصناعية الآن وفي حالة وجود قطاع خاص بالصناعات الغذائية ف''المراعي'' ستصنف ضمن هذه الشركات لأن هذا هو نشاطها الرئيسي وأما زراعة القمح ف''المراعي'' لم تمارس هذا النشاط على الإطلاق على الرغم من أنها أدارت مزارع قمح خاصة في بداية هذا النشاط وحققت مكاسب جيدة .. وهى الآن لا تفكر على الإطلاق في دخول هذا النشاط في المستقبل المنظور.
كمنتجين للألبان تحتاجون لكميات كبيرة من الأعلاف بأنواعها وهذا مهم جداً لنشاطكم فما هي استراتيجية الشركة بهذا الخصوص .. وهل تفكرون بالاستثمار في زراعة الأعلاف خارجياً ومثلاً بالسودان ؟
تورد المراعى الأعلاف من مصادر مختلفه سواء من مزارع أفراد أو مزارع شركات زراعية .. وفي كل الحوال فأن حقول الإنتاج تحت الإشراف المباشر لخبراء ومختصي ''المراعي'' ولا يمكن التساهل في هذا .. لأن من أسباب نجاح المراعى هو الإصرار على نوعية الأعلاف التي ترقى لأعلى المواصفات العالمية .. وشراء مثل هذه المواد فهو يبدو للشخص العادي بأنه أمر بسيط ولكنه في الواقع في غاية الأهمية وله أختصاصيون على أعلى المستويات .. ويتعرض للفحص في مختبرات متقدمة جداً .. ولدينا دراسات كثيرة لإمكانية إنتاج الأعلاف خارجياً .. ولكن حتى الآن لم ينفذ شيء من ذلك خارجياً .
يوجد تنافس كبير في مجال الألبان خاصة بين الشركات العادية والكبيرة ولكن أحياناً يكون هناك حرب أسعار وضحيتها صغار المنتجين فكيف تنظرون إلى ذلك ؟
أنا لا أعتقد أن هناك حرب أسعار بمعناها الصحيح هناك ثلاث أو أربع شركات كبيرة وهناك مجموعة من الشركات الصغيرة .. وهذه الشركات الصغيرة والكبيرة تتنافس فيما بينها على سوق الألبان في المملكة وفي صناعة الألبان يلعب المبدأ الاقتصادي المتعلق بميزة '' اقتصادية الحجم '' أي أنه كلما كبر حجم إنتاجك قلت تكاليفك) وهذا يلعب دوراً مهماً في حيوية المنتج وربحيته .. والحل الأفضل هو أما أن يندمج صغار المنتجين في شركة واحده .. أو أن يكونوا منتجين للحليب الخام فقط ويبيعون إنتاجهم إلى الشركات الكبيرة .. ولقد سبق أن ناديت بذلك وكتبت للجهات المعنية وخاصة وزارة الزراعة .. بل وعرضت ''المراعي'' المساعدة المالية في سبيل تحقيق هذا الهدف .. وأنا مقتنع تماماً بأن هذا هو الحل .. وهذا ما آلت إليه مئات الوحدات الصغيرة في الدول التي سبقتنا إلى هذه الصناعة فهناك عدد من الشركات المنتجة للألبان ومشتقاتها وهناك مئات المنتجين للألبان الخام بعضهم صغير جداً وبعضهم كبير نسبياً.
لكن الشركات الصغيرة ستكون بذلك تحت رحمة الشركات الكبيرة عندما تكون منتجه للحليب الخام فقط .. خاصة أن المشترين اثنان أو ثلاثة فقط؟
لا بد من إيجاد آلية تحفظ حقوق جميع الأطراف .. وهم ليسوا ملزمين بذلك فخيار الاندماج متاح أيضاً .. ولكن أعتقد أنه يمكن الاتفاق على آليات تحفظ حقوق الشركة الكبيرة وحقوق المنتج الصغير .
تقصدون أن يتخلوا عن قضايا التسويق ؟
ليس فقط التسويق .. بل وأهم من ذلك التصنيع بكل خطواته الدقيقة والحساسة جداً . وعادة هناك تكاليف مختبرات وفحوصات وتحاليل وما إلى ذلك وهذه ستتم سواء كان المنتج كمية قليله أو كمية كثيرة .. وتكاليف التوزيع تلعب دوراً مهماً بالتكلفة أيضاً .. وكما قلت إن التكاليف تنخفض كلما زاد حجم الإنتاج . وفي الواقع نشتري الآن كميات من الحليب الخام من بعض المنتجين وذلك منذ مدة .. وحرب الأسعار أو التنافس بالأسعار يسبب خسائر للجميع ولكن أثره على الصغار يكون أكبر بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج كما قلت .. وأنا أعتقد أن مصير صناعة الألبان هو التكتل كما صار في الدول التي سبقتنا كثيراً في هذا المجال.
ماذا عن شراء ''المراعي'' لألبان الرياض قبل فترة ؟
هذا الذي قامت به ''المراعي'' خطوة جيدة تحسب لإدارة الشركة .. لأنها أشترت أو ربما الأصح أنقذت مشروعاً غير مجدي نسبياً وحولته إلى مشروع مجد .. فاستفادت ''المراعى'' واستفاد المستثمر الذى لم يكن ناجحاً كما يجب في مشروعه .. ولقد حولت ''المراعي'' المشروع إلى عملية تجاريه مربحة ولله الحمد بحكم خبرتها وتوافر الإمكانيات الفنية والمالية بالمستوى المطلوب .. ونحن فخورون بما قمنا به .. فهذا فيه مصلحة للمراعي ولصاحب المشروع وللاقتصاد السعودي أيضاً .. ولم ينتج عن هذا الاستحواذ أي ميزة احتكارية للمراعي تضر بالمنافسة في هذه الصناعة.
جاءت صفقة شراء ألبان الرياض قبل طرح ''المراعي'' للاكتتاب بفترة وجيزة .. هل سيضيف هذا شيئاً للشركة؟ وهل سيستمر الاسم القديم؟
بالطبع سيضيف هذا للمراعي فشركة ألبان الرياض من المنتجين ..وشراء المشروع إضافة للمراعي ولا شك ونحن بعد استكمال تحسينه سيدرس وضعه بتأن .. فأما أن يبقى في الرياض فقط أو ربما يسوق في المملكة كما هو الحال بالنسبة للمراعي .
هل لديكم خطة لشراء المشاريع المماثلة لألبان الرياض ؟
ليس لدينا مانع .. متى ما توفرت الشروط التي توفر مصلحة البائع والمشتري ومصلحة الصناعة والاقتصاد الوطني .. فالمبدأ موجود .. ويجب أن يكون كذلك .
هناك مقولات تتهم صناعة الألبان السعودية وخاصة ''المراعي'' بالإغراق في الإمارات.. فما حقيقة ذلك ؟
سياسة الأغراق متعارف عليها دولياً .. ولكل دولة معايير للإغراق ولم نتسبب في الإغراق في أسواق الخليج .. ولكن منتجات ''المراعي'' فرضت نفسها ولله الحمد .. فالمستهلك هو الحكم في ذلك ثم إن جميع دول الخليج طبقت كل معايير الجودة وأجرت جميع الفحوصات والتحليلات ولم يكن هناك أي تدخل على منتجات ''المراعي'' .. ونحن فخورون بما حققناه خليجياً ، وعلى كل حال فأنا متأكد أن دول الخليج وخاصة الإمارات حريصة على أسواقها .. ولكن ومع بعض الإجراءات العادية استطاعت ''المراعي'' أن تثبت أنها لا تغرق الأسواق بل تكسبها بالجودة والمنافسة من مبدأ حجم الإنتاج الكبير .
ما مدي انتشار منتجات ''المراعي'' خارجياً .. وما هي الخطط بعد التحول لشركة مساهمة؟
''المراعي'' ولله الحمد أصبحت من رموز المنتج السعودى المتميز محلياً وخارجياً .. ونحن نطمح للخروج إلى أسواق عربية وإقليمية أخرى .. ولكن ولله الحمد كنا نؤجل الاستثمار الخارجي لصالح الاستثمار الداخلي .. فسوق المملكة في مجال الصناعات الغذائية والألبان ينمو بشكل كبير .. والطلب على منتجات المراعى يزداد بشكل كبير أيضاً ولهذا فقد كان التركيز على السوق المحلية .. وكلما أنجزنا وحدة إنتاج كنا نظن أنها ستكفي لعشر سنوات وجدنا أن إنتاجها يكاد يغطي الطلب الحالي .. وهذا هو من فضل الله ثم من المبادئ التي نطبقها في جميع أعمالنا .. الشفافيه والوضوح .. والحرص على أفضل المستويات . فالجودة ثم الجودة هي مقياسنا لكل شيء .. والجودة بمعناها الكبير هي التي جعلت المراعي كما هي الآن مفخرة للمنتج السعودي وللقائمين عليه . وفي الواقع لدينا دراسات كثيرة عن فرص خارجيه .. ولكن كما أشرت لم نتمكن من إنجازها بسبب السوق المحلية .. ولكن في القريب سيكون للمراعي حضور عربي بإذن الله فالتجهيز لمثل هذه المشاريع مكتمل .. والشركاء العرب موجودون .. بل ومتحمسون للدخول مع المراعى للاستفادة من خبراتها وسمعتها .. وسيتم ذلك إن شاء الله .
ما هي حصة ''المراعي'' في السوق المحلية والخارجو وما هي المشاريع الخارجية التي تحدثت عنها ؟
تستحوذ ''المراعي'' على نحو 40 في المائة من السوق السعودية وأيضاً نحو 40 في المائة من السوق الخليجية .. وهى الرائدة في هذا المجال .. وأنا لم أقل إن هناك مشاريع .. أنا قلت دراسات جاهزة وفيما لو رغبنا إلى تحويلها لمشاريع فلن يستغرق ذلك وقتاً طويلاً .. إنما مجرد تحديث ثم الانطلاق .. وهذا سيحدث إن شاء الله .
أثير قبل فترة بأن على ''المراعي'' ديون تبلغ 500 مليون ريال .. فما نوع هذه الديون فهل هي على الطريقة الشرعية .
نسبة المديونية في ''المراعي'' متدنية مقارنه بموجوداتها .. فالنسبة الأكبر من المشاريع تمول ذاتياً وهذا من فضل الله .. وقد حولت ''المراعي'' جميع قروضها لتكون متمشية مع المتطلبات الشرعية بموجب إشراف مباشر من جهات شرعية معتمدة وذات مصداقية كبيرة وتم ذلك بالتنسيق مع البنوك المقرضة .. وأود أن أشير إلى أن جميع البنوك في المملكة بل وفي الخارج تتنافس على تقديم الخدمات المالية للمراعي .. وهذا تأكيد على قوة مركزها المالي دون شك.
البلد فيها نقص في الأسمنت خلق ما يسمي أزمة أسمنت .. قبل فترة كان لسموكم تصريح .. نستطيع أن نقول إنه مثير .. إذ أشرت إلى أن بعض الشركات افتعلت الأزمة لرفع الأسعار .. وأنكم ستكونون مضطرين لرفع أسعاركم .. ماهي وجهة نظركم بهذا الخصوص .
أنا أعتقد أن الأزمة الموجودة الآن طبيعية ولكن ليس لها ما يبرر بالنسبة لارتفاع الأسعار الكبير، فالشيء الطبيعي أنه عندما يكون الطلب أعلى من العرض يكـون هناك أزمة على أي سلعة ، سـواء أسمنت أو غيره فهذه نظرية اقتصادية، فالأزمة موجودة، والأزمة نعترف بها كلنا لأن الطلب يفوق العرض، يعني حتى لو في الألبان أو مواد البناء أو أي سلعة يكون الطلب عليها كبيرا دائما تخلق أزمة، وشيء طبيعي عندما يكون هناك زيادة طلب على المعروض أن يكون فيه استفادة، ولكن أنا اعتراضي على القول إنه لا توجد أزمة وأن الأزمة مختلقة، الأزمة موجودة وليست مختلقة، ولا أقول الأزمة هذه يجب أن لا يستفاد منها، ولكن ما هو حجم الاستفادة، وما هو أسلوب الاستفادة، وهو أن لا تصل الاستفادة إلى درجة الاستغلال ، فأنا أعتقد أن هناك أزمة أسمنت وهذا نتيجة زيادة الطلب على العرض، فالنمو الاقتصادي والنمو العمراني الموجود في البلد، والمشاريع في البلد جعلت فيه زيادة في الطلب، السوق العالمية أيضا عليها طلب فأصبح المستورد أعلى تكلفة من المنتج المحلي، لذلك أصبح هناك إقبال على المنتج المحلى، لكن شركات الأسمنت الآن تنفذ توسعات كبيرة جداً ومن حسن الحظ أنها عملت على ذلك منذ سنتين ولم تنتظر الأزمة، وهذا أعتقد يسجل لشركات الأسمنت.
إذن نصل لحقيقة أن الأزمة موجودة لكن الذي حصل أن الموزعين رفعوا أسعارهم بشكل كبير، وبعض شركات الأسمنت لما رأت أن الأزمة حصلت وأن الأسعار ارتفعت بالنسبة للموزعين، قالوا لماذا لا نرفع أسعارنا، ولماذا الموزعون والمسوقون هم المستفيدون، فالأولى أن تستفيد الشركات المساهمة، وهذا فيه شيء من المنطق وفيه أيضاً شيء من غير المنطق.
وأنا كان في اعتقادي أنه كان من الأفضل لعلاج ارتفاع الأسعار بشكل عام ألا تكون ردة الفعل الموجودة عند شركات الأسمنت أن ترفع أسعارها، فأرباح شركات الأسمنت كافية في الوضع الحالي. وفي ضوء المتغيرات لو نظرت إلى ميزانية شركات الأسمنت لوجدتها جيدة ومبيعاتها وأرباحها جيدة. في اعتقادي أنه كان من المفترض أن يحصل اتفاق وتنسيق بين شركات الأسمنت وبين الموزعين وبين الجهات المعنية في الدولة على أساس تخفيض حدة الارتفاع الكبير. لا أقول الأسعار تبقى مثلما هي لكن الارتفاع الكبير الذي حدث غير مبرر. إذا كنا نعترض على الموزعين، فكيف نأتي نحن كشركات أسمنت ونقلدهم. كنت أود أنه لما رفعت شركات الأسمنت الأسعار أن يكون هنالك تنسيق ـ طبعا من وجهة نظر عقلانية يجب ألا تعالج هذه الأزمة بالشكل الذي حدث بل يجب أن نجتمع ونبحث عن حلول. لكن شركات الأسمنت جارت الموزعين ورفعت أسعارها. في شركة أسمنت اليمامة أصدرنا تصريحا واضحا وفيه شفافية وفيه وضوح إلى أبعد الحدود، إننا لا نجد مبررا لارتفاع الأسعار من شركات الأسمنت، ونحن نعتقد أن الأسعار يجب أن تبقى على ما كانت عليه، وأنه ليس من العدل والإنصاف أن نجد شركة أسمنت اليمامة تبقى على أسعارها والشركات الأخرى تأخذ الامتيازات لأننا واجهنا ضغوط من مساهمي الشركة واعترضوا على ذلك، هذا شيء طبيعي، ومن حقهم أن يعترضوا عليها، فلماذا مساهمو اليمامة وأسهم اليمامة هما اللذان يتضرران من هذا الشيء نتيجة لاستغلال الآخرين؟ وأعطينا فرصة لمدة أسبوعين قلنا إنه إذا ما تراجعت شركات الأسمنت عن أسعارها سواء بقرارات منها أو بقرارات من جهات معنية، فإن شركة أسمنت اليمامة ستجد نفسها مضطرة حفاظا على مصلحة مساهميها ـ وهذا حق من حقوقها ـ أن ترفع أسعارها، والذي حصل أنه خلال هذه الفترة ما حصل شيء ولا تغير شيء، بالعكس ربما بعض الشركات زادت من نسبة زيادة الأسعار، فهذا هو السبب الذي جعلنا نصدر ذلك التصريح.
ألا يوجد لديكم كشركات أسمنت مظلة لتوحيد المواقف والنظر في أوضاع السوق؟
لا، لا يوجد. فقط تظهر مظلة لسوق الأسمنت عندما تكون السوق رديئة، وعندما تحدث حرب أسعار يحتاجون إلى بعضهم، تصبح هناك مظلة، أما عندما تحدث الارتفاعات في السوق مثل الآ، فلا يوجد من يصغي.
نحن نتحدث معك كونك رئيس الاتحاد العربي للأسمنت، في ظل الأزمة هل لديكم توجه معين أن تتحركوا بصفة رسمية أو بصفة شخصية؟
هم يقولون إنه اقتصاد حر وسوق مفتوحة واستغلال فرص، أنا صحيح أؤمن بالاقتصاد المفتوح ولكن أعتقد أن لكل شيء حدود.
وزارة التجارة أصدرت قبل فترة تراخيص بمصانع أسمنت جديدة، هل علاج الأزمة في إصدار تراخيص؟
أنا أعتقد أن هذا موضوع مهم جدا، وهو حديث الساعة الآن، وهذا السؤال سئلت عنه من عدد كثير من رجال الأعمال والمواطنين ووردت أسئلة واستفسارات، وهذا موضوع أعتقد أننا بحاجة إلى التعمق فيه إلى أبعد الحدود، فأعتقد أن وضع الأسمنت المستقبلي في حاجة إلى إعادة نظر بالنسبة للقائمين على المصانع الحالية، وللجهات المعنية في الدولة، ولصناديق التمويل، وللمستثمرين الجدد، أنا أعتقد أن المسألة ليست سهلة، المسألة خطيرة جدا إلى أبعد الحدود ويجب التعامل معها بمنطق اقتصادي بعيد عن العاطفة.. وقد يعلق أحد على رأيي ويقول إن كلامي مجروح بحكم أني صاحب مصلحة ، لكن أنا أخشى أن يكتشفوا وربما قريباً أن كلامي ليس مجروحا ويكون الوقت قد فات على كثير من الناس، وينطبق على ذلك قول الشاعر:
بذلت لهم نصحي بمنعرج اللوى
ولم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد
تقصد أن هذا يهدد شركات الأسمنت القائمة والمستقبلية؟
نعم أنا أعتقد ذلك ـ وهذا اعتقادي الشخصي ـ فأنا أعتقد لو نفذت هذه المشاريع أو حتى لو نفذ جزء منها، سيكون هناك فائض كبير جدا في السوق السعودية في الأسمنت وخاصة بعد الانتهاء من توسعات شركات الأسمنت الحالية، لأن المصانع الحالية الجديدة لو نفذ منها شيء أعتقد أنه سيكون هناك كارثة بالنسبة لقطاع الأسمنت . وأود أن أشير إلى موضوع مهم جداً وهو أن جميع الدول المجاورة مثل الإمارات، عمان، اليمن، وإيران وأيضاً الهند والصين تنفذ مشاريع كبيرة ستضاعف من حجم إنتاجها ومعنى هذا أن خيار التصدير سيكون محدودا جداً وربما أيضاً أغرقت السوق السعودية من أسمنت الإمارات وقد يكون من إيران والهند.
ما رؤيتكم لمعالجة الأزمة؟
معالجة الوضع هي لا مانع أن أعطي تراخيص، لكن لا ينفذ أي ترخيص إلا بعد ثبت جدواه الاقتصادية من جهات مختصة ومعروفة ومتجردة، فلا تعطي 27 ترخيصا بل حتي أعطي حتي 40 ترخيصا على سبيل المثال، فالمسألة ليست هي مسألة التراخيص وعددها، المسألة هل التراخيص هذه لصالح الاقتصاد، هل هي لصالح المستثمرين؟ أنا أخشى في يوم من الأيام أن بعض المستثمرين في القطاعات الجديدة يواجهون المصير نفسه الذي تواجهه بعض الشركات المفلسة حاليا. فأنا كان وجهة نظري أن أي مشروع يُقدم ويثبت جدواه الاقتصادية، وبهذا يرخص له ويسمح له بالاكتتاب، وإلا لا يسمح له بتوريط نفسه وتوريط الآخرين.
أنت طلبت إعادة النظر في موضوع.. قروض الصناديق، فما هي الرؤية؟
أنا أعتقد أن أي ترخيص إذا ثبتت جدواه الاقتصادية يُدعم ويعطى السماح له بالتنفيذ، ويجب أن يفهم أنني لا أعترض على أي تراخيص، ولكن أطلب وأتمنى أن تكون التراخيص مقرونة بجدوى اقتصادية حقيقية، وذلك لحماية الاقتصاد ولحماية صناعة الأسمنت الحالية القائمة الآن من ضررها ولحماية مصانع الأسمنت التي تقوم من فشلها. فلو قامت هذه المصانع وهي غير قائمة على جدوى اقتصادية، ماذا سينتج؟ ستصبح صناعة الأسمنت الحالية الآن والتي هي قائمة وقوية متضررة، لأن المنتج الجديد سيخفض أسعاره، فالقديم الموجود يستطيع أن يقاوم كل الضرر لأن أرباحه ستقل وقتياً، لكن الجديد سيفشل، ومن الذي سيفشل؟ ومن الذي سيدفع الثمن؟ الاقتصاد السعودي أولا، والمستثمر الذي يجهل خلفية هذه الصناعة.
الذي أراه الآن أن يركز على الجدوى الاقتصادية قبل أن تنشأ أو تطرح في اكتتتاب عام، بمعنى إذا طلبت ترخيصا أُعطى ترخيصي، ويجب أن أتحمل فشلي وحدي، وألا يتحمل هذه الخطوة المكتتب البسيط الذي يرى شركات الأسمنت تربح أرباحا جيدة ويعتقد أن هذه الشركة رابحة بعد سنتين أو ثلاث، في حين أن الوضع سيكون كارثيا على الجميع.
أنت من ضمن المستثمرين الذين سينشئون مصنعاً في اليمن وبالتحديد عدن .. هل هذا توسع خارجي؟
طبعا أنا أعتقد أن سوق اليمن سوق كبيرة وسوق واعدة والاستثمار فيها من الجانب السعودي استثمار في محله. والإخوة في اليمن عندما قرروا إنشاء المصنع طلبونا مني بحكم وضعي في الأسمنت وخبرتي للمساعدة في إتمام المشروع، قيمّت الموضوع وعملت دراسته وعملت جدوى واقتنعت أن الطلب في محله.
ماذا عن المشاريع المقبلة لسموكم .. هل هناك استثمارات خارجية طلب منك المشاركة فيها؟
نعم، نحن الآن ندرس مشروع مصنع أسمنت في السودان، ومشروع الآن في العراق مع شركاء سعوديين. ولكن فيما يخص العراق الأمور شبه مغلقة بسبب الوضع السائد هناك .. ولكن الدراسات وتحديد المواقع مستمرة.
تردد الأسبوع الماضي أن ''أسمنت اليمامة'' دخلت شريكا في بتروكيماويات، ماذا عن الفكرة؟
نعم هذا استثمار فقط ، وليست ''اليمامة'' صاحبة الفكرة وليس لها دور قيادي في المشروع .. إنما هي مساهم من بين عشرات المساهمي .
كم نسبتكم في المشروع؟
استثمارنا بنحو 50 مليون ريال. وقد لا يخصص لنا كامل المبلغ
فيما يخص موضوع الانضمام إلى التجارة العالمية، كيف ترون المنافسة، خاصة في شركات الأسمنت والألبان؟
أعتقد أنه بالنسبة لقطاع الأسمنت وبالنسبة لقطاع الألبان، التأثير سيكون إيجابيا، لأني أعتقد أن قطاع الأسمنت وقطاع الألبان أثبتا قوة ومتانة في الصمود أمام أي منافسة خارجية. ولذلك لا يخشى عليهما عندما تنضم المملكة إلى منظمة التجارة العالمية، وهذا شيء مؤكد، خصوصا فيما يخص الأسمنت بالذات والشركات الواقعة في قلب السعودية، لأن النقل البري مكلف كثير، فموقع الشركات التي تقع في وسط السعودية هذا يعطيها حماية تسويقية.
المشاريع التي تديرونها تحقق نجاحاً كبيرا، هل لكون سلطان بن محمد هو من يدير هذه المشاريع؟
هذه المشاريع ولله الحمد تحقق النجاح أولاً لأن مجالها من المفترض أن يكون فيه النجاح ، ثانياً هنالك مشاريع مماثلة ناجحة أيضاً، صحيح أن نسب النجاح تتفاوت بين شركة وأخرى طالما أنك تطرقت إلى إدارتي لتلك المشاريع ، وأ نا أقول لك بكل وضوح وكل صراحة أنا ـ والحمد لله ـ إنسان أقوم بعملي وفي تعاملي في مشاريعي وأشيائي بكل وضوح وشفافية فأنا أعتقد لا ''المراعي'' ولا أي نشاط آخر ولا أي شيء يمكن أن ينجح إذا لم يتسم بالوضوح والشفافية والمصداقية والجد. أعتقد أن الذي لا يعمل على هذه المبادئ ربما ينجح وقتيا لكنه يخسر في الآخر.
وأرى أن من أسباب النجاح في أي عمل بعد توفيق الله سبحانه وتعالى ـ أن تكون صادقا مع نفسك ومع الآخرين، واضحا ليس لديك ما تخفيه، وليس لديك ما تخشاه، إذا نجحت تحمد الله على النجاح وتعرف أن النجاح لأسباب كثيرة، وهذه الأسباب يجب أن تحافظ عليها وتحفظها. وإذا لم تحقق نجاحات، فيجب أن تكون واضحا أيضا وتكون واضحا في أسبابها ومبرارتها. وعندما تكون النية سليمة، والهدف واضح، والأسلوب شريف - إلا ما شاء الله - يتحقق النجاح، فنحن في ''المراعي'' أو في غير ''المراعي'' لا نتعامل إلا بكل وضوح، لدينا مبادئ في أي عمل. فإذا لم نكن واضحين مع الناس ومع الآخرين كيف نكون مرتاحين نفسيا. فالحمد لله ثقة الناس في ''''المراعي'' '' أو مثلما قلت ثقتهم بي شخصيا أعتبرها نعمة كبيرة، وأشكر أيضا كل من أعطاني ثقته، وأرجو أيضا أن أكون عند حسن الظن ، وأعرف أن هذه مسؤولية كبيرة. ويحز في نفسي في أي يوم من الأيام أن أجد أي إنسان بسيط أعطاني ثقته في أي أمر من الأمور ويجد أن ثقته هذه كانت في غير محلها، أو أنه وجد عكسها، أو وجد أن الشفافية غير موجودة، هذه أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يجنبني إياها، وطالما أن الأسلوب الذي اتبعناه والأسلوب الذي نسير عليه ثبت نجاحه، وثبت رضا الناس عنه، فهذا يقودنا إلى التمسك به أكثر، فالشيء الذي أؤكده سواء في ''المراعي'' أو أي قطاع يكون لي فيه مجال أو كلمة فلن يكون فيه إلا الوضوح والصراحة والنية السليمة. نحن صحيح رجال أعمال وصحيح أننا نحرص على تحقيق الأرباح والمكاسب هذا شيء طبيعي، وهو هدف كل إنسان وحق قبل كل شيء، لكن لا يمكن أن نقول إن الغاية تبرر الوسيلة.
عندما أريد لشركتي وعملي النجاح فعلي أن أتأكد أن هذا لا يمكن أن يكون على حساب المبادئ أو على حساب الوضوح أو على حساب الأمانة أو على حساب الوطنية أو على حساب أي أمر من هذه الأمور.
ما فلسفتك في العمل؟
نحن الآن في أعمالنا في ''المراعي'' أو في الشركات الأخرى أيضا ـ الحمد لله ـ وفقت برجال يعملون معي، تعاملت معهم بصدق وتعاملوا معي بصدق ووضوح فكنت صريحا معهم وهم أيضا، أعطيتهم ما يريدون وما يستحقون وأعطوني ما أستحق. ليّن معهم وقت اللين وقوي معهم وقت القوة، متسامح معهم وقت التسامح وحازم معهم وقت الحزم، أعطيهم حقوقهم ويعطونني حقي، كل هذه الأمور أوجدت جيلا وخلقت مجموعة متجانسة في القطاعات، وجعلت الأمور تكون واضحة وناجحة. في ''''المراعي'' '' ليس لدينا ما نخشاه إطلاقا والحمد لله، وليس لدينا ما نخفيه وليس لأحد فضل إلا الله سبحانه وتعالى.
أنت كرياضي والآن كرجل اقتصادي ناجح، كيف ترى الاستثمار في الأندية، وكيف رؤيتك في الموضوع؟
يا ليت تعفيني من السؤال هذا، لأن هذا فيه حساسية، فأنا لكي أبدي رأيي فيه من ناحية اقتصادية بحتة يجب أن أكون فيه واضحا وصريحا ومتجردا، ولو أعرف أيضا أن رأيي يؤخذ به أو يكون له أثر أو دور في تفعيل الشيء هذا لقلته ـ حتى ولو كان فيه حساسية ـ كما أن خبرتي محدودة في هذا المجال لذلك لا أستطيع أن أتعمق فيه.
المصدر
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..