الخوف
من تلوث المياه يجعل الكثيرين يقبلون علي شراء وحدات معالجة المياه
(الفلاتر). الموجودة في الأسواق وبعضها يباع علي أنه صالح للاستخدام
المنزلي، بينما تبين أنها تزيل الأملاح من المياه مما يسبب علي المدي
البعيد الإصابة بالأمراض المختلفة منها القلب وهشاشة العظام وشيخوخة بشرة
الإنسان. وهذا هو ما كشف عنه الدكتور فتحي محمد ـ رئيس قطاع الجودة.
بشركة مياه الشرب بقنا والذي رصد هذا الأمر موضحا أنه يعبر عن وجهة نظره الشخصية والعلمية، حيث تحدث قائلا: لاحظت انتشار بعض أنواع الفلاتر داخل المنازل والتي تعتمد علي استخدام أغشية التناضح العكسي، حيث تباع للمواطنين علي اعتبار أنها تنقي المياه من الشوائب، بينما تقوم بإزالة 95% من الأملاح الموجودة في مياه الصنبور دون تعويضها بمواد بديلة وهو ما يسبب أضراراً علي المدي البعيد. فاللَّه سبحانه وتعالي قال في كتابه الكريم: "وجعلنا من الماء كل شيء حيّ".
فلقد خلق المياه من مكونات عديدة بينها الأملاح التي تحتوي علي عناصر مهمة يحتاجها جسم الإنسان مثل الماغنسيوم والكالسيوم وغيرهما حيث يؤدي نقص هذه الأملاح إلي الإصابة بأمراض العظام والقلب والتأثير علي العمليات الحيوية بالجسم والتي ترتبط بالمياه. ولأهمية هذه الأملاح طالبت منظمة الصحة العالمية في وقت من الأوقات برفع مستواها في المياه إلي 1500 مليجم في اللتر خصوصا بعدما تبين أن هناك ارتباط بين نقص أملاح الكالسيوم والماغنيسيوم والإصابة بمرض القلب، وإذا ما تأملنا مياه زمزم المباركة نجد أن مستوي الأملاح فيها يصل إلي 2000 ملجم للتر وهو ما تتم دراسته حاليا باعتباره مصدراً للطاقة. فالأطفال والكبار في السن ينصح لهم بتناول مياه بها أملاح زائدة ومنضبطة لاحتياجهم الصحي وكذلك لاعبو كرة القدم.
ويواصل د. فتحي حديثه قائلا: إن هذه النوعية من الفلاتر التي أتحدث عنها يتم استيرادها من الخارج ولها نوعان أنظمة كبيرة تستخدم في تحلية المياه التي تتعدي نسبة الأملاح فيها الحدود المسموحة (مياه البحار) وأنظمة صغيرة والتي يتم ترويجها بين المواطنين واعترض علي استخدامها وإذا تم ذلك يكون في محافظات بها مياه نسبة الأملاح فيها مرتفعة، حيث تمر هذه المياه عبر الفلتر وتتم إزالة 50% من الأملاح ثم خلط الـ50% الأخري في المياه لضبط مستوي الأملاح وليس نزعها تماما، وبالطبع هذا الأمر يحتاج إلي متخصصين ولا يستطيع المواطن العادي أن يقوم به بمفرده، فهذه النوعية من الفلاتر أساس عملها إزالة الأملاح من المياه وليس تنقيتها من الشوائب. فالقائمون علي بيع هذه الفلاتر يقومون بالترويج لهذه النوعية وإيهام المواطنين بأنها تزيل الرواسب.
والحقيقة التي أود أن أوضحها أن هذه النوعية من الفلاتر تحتوي علي قضيب من الحديد وعند اختلاطها بمركبات المياه التي تحتوي علي عنصر الكبريتات يحدث ترسيب الأملاح الكبريتات والكلوريدات بفعل الجهاز، وبالتالي يعطي للمستخدم عند التجربة انطباعا بأن المياه ملوثة من خلال مشاهدته لهذه الترسيبات.
وحول أنواع الفلاتر الجيدة التي يمكن استخدامها لتنقية المياه من الشوائب والملوثات يقول د.فتحي هناك فلاتر كربونية والتي تهدف إلي إزالة اللون والطعم والرائحة للمياه، وهذا أمر جيد، وفلاتر السيراميك والفلاتر التي تستخدم الأشعة فوق البنفسجية، حيث تمرر المياه من خلالها عبر لمبة حيث تزيل المواد العضوية الموجودة بالمياه وهي مكلفة، لكن هذه الأنواع السالفة الذكر تحتاج إلي متابعة دقيقة وتنظيف دوري وصيانة لأنه يمكن أن تترك الملوثات بها وتنطلق في المياه وتتكون بؤرة تلوث كبيرة ويفقد الفلتر جدواه، ولهذا السبب لا أحبذ استخدام الفلتر وأري أن محطات المياه تقوم بتحليلها ومتابعتها ووضع مادة الكلور لمواجهة الملوثات المختلفة، فإذا دعت الحاجة لاستخدام الفلتر لابد من أن يتابعه أحد من المتخصصين الكيميائيين وغيرهم وأن تقدم خدمة ما بعد البيع لهذه المنتجات وذلك من خلال الصيانة وتقديم توعية للمواطنين بكيفية التعامل مع هذه الأجهزة وتنظيفها، فمن المؤسف أنها تباع كسلع تجارية، وليس كسلع صحية وهو ما نحتاج الاهتمام به بضرورة متابعتها وبيان مدي تحقيقها الغرض الذي صممت من أجله، وفي هذا السياق أود أن أنصح المواطنين خصوصا ربات البيوت باتباع الطرق البسيطة التي نعرفها لضمان سلامة المياه للشرب، وذلك بغليها ثم تعبئة ما يقرب من 70% منها في زجاجة وترك بقيتها لأنه يحتمل أن يكون بها ترسيبات، كما أنبّه إلي محاولة الإقلال من تناول المياه الغازية والتي يعتمد عليها المصريون خصوصا في فصل الصيف بصورة ربما تكون أكثر من المياه العادية، فهذه المياه الغازية تمثل الخطورة بعينها.
وأنبه هنا إلي ضرورة محاولة الدولة تعظيم الاستفادة من المياه الجوفية والتي يمكن أن يؤدي تراكمها إلي تدمير البنية التحتية للمنازل، فهذه المياه مثل الينابيع ويمكن الاعتماد عليها في الشرب خصوصا في المناطق النائية التي تكون بها المياه معرضة للتلوث بفعل ظروف كثيرة، وهنا لا يتم الاحتياج إلي الفلاتر أو ترويج فلتر غير ملائم للغرض المطلوب منه، إلا أنه من المؤسف أن انخفاض الوعي الصحي والإهمال جعلا الكثيرين يقومون بتلويث هذه المياه وإلغاء المخلفات بها.
ويقول الدكتور حلمي الزنفلي "متخصص في تلوث المياه": إن وحدات الفلاتر المستخدمة في تنقية المياه لها أنواع كثيرة من ضمنها نوع يحتوي علي جزء خاص بإزالة الأملاح الموجودة في الماء ويطلق عليه مسمي فلتر التناضح العكسي "R.O" والذي يستخدم فقط في حالة احتواء المياه علي نسبة عالية من الأملاح مثل استخدامه في تحلية مياه البحار وجعلها صالحة للاستخدام الآدمي وهو ما يحدث في الخارج وداخل مصر في الساحل الشمالي، حيث يستخدم هذا الجهاز في إزالة الأملاح تماما من المياه ثم بعد ذلك تتم إضافة الأملاح المناسبة التي يحتاجها جسم الإنسان، لذا فإن وحدة فلتر الـ"R.O" لا تصلح للاستخدام داخل المنازل لتنقية مياه الشرب لأنه بذلك سيفقدها الأملاح النافعة التي تحتوي عليها ويحتاجها جسم الإنسان وبذلك من الممكن أن تصيبه بالأمراض.
ويشير د. حلمي: إلي أنه يجب أن يكون لدي المستهلك وعي تجاه اختيار وحدة الفلتر المناسبة لنوعية المياه التي يريد تنقيتها ويحدد ماهية المشكلة الموجودة لديه في الماء، كذلك التاجر أو البائع فقد لا يوجد عندهماا الوعي وفهم بأنواع الفلاتر وتخصص كل منها وهناك آخرون هدفهم الأكبر هو تحقيق أكبر قدر من الربح دون مراعاة ضميرهم في عملية البيع والإخلاص في نقل المعلومة الصحيحة للمستهلك فهي بالنسبة لهم في كل الأحوال عملية تجارية بحتة، هذا مثل الشخص الذي يدخل الصيدلية ويطلب أسبرين لشعوره بالصداع فيقوم العامل بها بإعطائه دواء آخر بسعر عال ويقنعه به، والأمر الأسوأ من هذا أن بعض التجار المتخصصين في هذا المجال يلجأون إلي استيراد نوعيات رديئة من وحدات الفلاتر الخاصة بمعالجة المياه بهدف تحقيق ربح أكبر، فليست هناك رقابة حقيقية علي ما يتم استيراده إلي مصر. فاللاصق الذي يوضع علي جسم المنتج ويكتب عليه مكونات ما يحتويه هذا المنتج لا نعلم إذا ما كانت صحيحة أم لا، كما أن هناك أماكن خاصة يتم فيها عمل هذه اللاصقات التي توضع علي المنتجات، هذا بالإضافة إلي أن صناعة الصين هي أردأ أنواع الصناعات لأن وحدات معالجة المياه لها درجات. فمثلا شمعة الكربون الموجودة في وحدة الفلتر والمختصة بتنقية الماء من المواد التي تسبب وجود لون وطعم ورائحة بها إذا كانت نوعيتها رديئة فلن تقوم بدورها، وهذا الغش يرجع إلي ارتفاع سعر الكربون، لذا لابد أن تكون هناك رقابة حقيقية. فمثلا بأن تكون وزارة الصناعة والتجارة أو وزارة الصحة أو أي جهة رسمية هي المسئولة عن تقديم شهادة للبائع توضح طبيعة عمل كل وحدة فلتر وتخصصها سواء كانت تنزع الأملاح من المياه أو غير ذلك من الاستخدامات المختلفة حسب نوع الفلتر ثم تترك حرية الاختيار للمستهلك، كما يحدث في أمريكا ففي السوق الأمريكية مثلا توجد نوعيات عديدة من المياه المعبأة والتي قد يكون بعضها ضارا وتتم كتابة محتواها أيا كان. فالرقابة علي المنتجات هناك تترك المنتج ينتج ما يريد ثم تجبره علي وضع لاصق علي عبوة المياه يكتب عليه ما تحتويه هذه الزجاجة من مواد ضارة أو نافعة، وعلي المستهلك حرية الاختيار، ولذا نحن نفكر جديا في كيفية توصيل المعلومة للمستهلك بطريقة بسيطة ويسيرة قد تكون في صورة كتيب صغير نوضح من خلاله كيف يختار المستهلك وحدة معالجة المياه التي تلائم احتياجاته؟
يقول الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة: لقد حذرت منظمة الصحة العالمية من خطورة إزالة الأملاح من مياه الشرب خصوصا الكالسيوم والماغنسيوم، ولذا إذا كان هناك خوف من التلوث الموجود في مياه الصنبور فيفضل غليها أو استخدام الفلتر المناسب لتنقية مياه الشرب من الشوائب، ورغم وجود هذه الأملاح والمعادن في الغذاء فإنه لا غني عن وجودها في مياه الشرب.
ويشرح د. بدران أهمية الأملاح الموجودة في مياه الشرب والأضرار التي تترتب علي نقصها. حيث يقول: إن عنصر الكالسيوم هو أكثر المعادن الموجودة في جسم الإنسان، حيث يوجد بنسبة 99% في العظام والأسنان و1% في الدم والعضلات، ويسبب نقصه التشنجات وسقوط الأسنان ولين عظام الأطفال والاكتئاب وهشاشة العظام لدي الكبار.
أما الماغنسيوم وهو ثاني أكبر العناصر وجودا في الجسم 60% منه توجد في العظام و 26% بالعضلات والبقية موزعة علي المخ والقلب والكبد والكلي والبوتاسيوم ثالث المعادن في جسم الإنسان ووجوده مهم للأعصاب والقلب والشرايين وتوازن الأحماض داخل الجسم ويسبب نقصه ضعفا في الذاكرة وارتخاء العضلات والإرهاق والصداع وارتفاع ضغط الدم وانخفاض مستوي السكر في الدم وصعوبة التكيف مع التوتر.
- الكبريت يحمي من الخمول ومهم للشعر والأظافر والغضاريف ويساعد علي إخراج المواد الضارة من الجسم كما يدخل في تركيب مادة الجلوتاثيون وهو مضاد الأكسدة الطبيعي القوي المنشط للمناعة، وينتجه عادة ويوجد أيضا في الرئتين والقناة المعوية ويساعد في المحافظة علي سلامة خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء وهو ضروري في عملية أيض الكربوهيدرات ومضاد للشيخوخة ويساعد علي تفتيت الدهون المؤكسدة التي قد تؤدي إلي تصلب الشرايين بسبب نقص هذه المادة والتأثير علي الجهاز العصبي مسبباً أعراضاً مثل نقص التناسق الحركي والاضطرابات العقلية والارتعاشات وصعوبة المحافظة علي التوازن والأحماض الأمينية والميلامين الملون للجلد والشعر والسائل الزجاجي للعين، ويؤدي نقص الكبريت إلي التهاب المفاصل وإلي حساسية الجلد وجفافه.
والكلور يحتل 3% من العناصر المعدنية الموجودة في جسم الإنسان ويوجد مع عنصري الصوديوم والبوتاسيوم في جميع سوائل الجسم وأنسجته ويشترك معهما في المحافظة علي الضغط الأسموزي داخل خلايا الجسم والتحكم في أداء العضلات، ونقصه يسبب قلة الشهية وبطء النمو وضعف العضلات والشعور بالتعب.
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
بشركة مياه الشرب بقنا والذي رصد هذا الأمر موضحا أنه يعبر عن وجهة نظره الشخصية والعلمية، حيث تحدث قائلا: لاحظت انتشار بعض أنواع الفلاتر داخل المنازل والتي تعتمد علي استخدام أغشية التناضح العكسي، حيث تباع للمواطنين علي اعتبار أنها تنقي المياه من الشوائب، بينما تقوم بإزالة 95% من الأملاح الموجودة في مياه الصنبور دون تعويضها بمواد بديلة وهو ما يسبب أضراراً علي المدي البعيد. فاللَّه سبحانه وتعالي قال في كتابه الكريم: "وجعلنا من الماء كل شيء حيّ".
فلقد خلق المياه من مكونات عديدة بينها الأملاح التي تحتوي علي عناصر مهمة يحتاجها جسم الإنسان مثل الماغنسيوم والكالسيوم وغيرهما حيث يؤدي نقص هذه الأملاح إلي الإصابة بأمراض العظام والقلب والتأثير علي العمليات الحيوية بالجسم والتي ترتبط بالمياه. ولأهمية هذه الأملاح طالبت منظمة الصحة العالمية في وقت من الأوقات برفع مستواها في المياه إلي 1500 مليجم في اللتر خصوصا بعدما تبين أن هناك ارتباط بين نقص أملاح الكالسيوم والماغنيسيوم والإصابة بمرض القلب، وإذا ما تأملنا مياه زمزم المباركة نجد أن مستوي الأملاح فيها يصل إلي 2000 ملجم للتر وهو ما تتم دراسته حاليا باعتباره مصدراً للطاقة. فالأطفال والكبار في السن ينصح لهم بتناول مياه بها أملاح زائدة ومنضبطة لاحتياجهم الصحي وكذلك لاعبو كرة القدم.
ويواصل د. فتحي حديثه قائلا: إن هذه النوعية من الفلاتر التي أتحدث عنها يتم استيرادها من الخارج ولها نوعان أنظمة كبيرة تستخدم في تحلية المياه التي تتعدي نسبة الأملاح فيها الحدود المسموحة (مياه البحار) وأنظمة صغيرة والتي يتم ترويجها بين المواطنين واعترض علي استخدامها وإذا تم ذلك يكون في محافظات بها مياه نسبة الأملاح فيها مرتفعة، حيث تمر هذه المياه عبر الفلتر وتتم إزالة 50% من الأملاح ثم خلط الـ50% الأخري في المياه لضبط مستوي الأملاح وليس نزعها تماما، وبالطبع هذا الأمر يحتاج إلي متخصصين ولا يستطيع المواطن العادي أن يقوم به بمفرده، فهذه النوعية من الفلاتر أساس عملها إزالة الأملاح من المياه وليس تنقيتها من الشوائب. فالقائمون علي بيع هذه الفلاتر يقومون بالترويج لهذه النوعية وإيهام المواطنين بأنها تزيل الرواسب.
والحقيقة التي أود أن أوضحها أن هذه النوعية من الفلاتر تحتوي علي قضيب من الحديد وعند اختلاطها بمركبات المياه التي تحتوي علي عنصر الكبريتات يحدث ترسيب الأملاح الكبريتات والكلوريدات بفعل الجهاز، وبالتالي يعطي للمستخدم عند التجربة انطباعا بأن المياه ملوثة من خلال مشاهدته لهذه الترسيبات.
وحول أنواع الفلاتر الجيدة التي يمكن استخدامها لتنقية المياه من الشوائب والملوثات يقول د.فتحي هناك فلاتر كربونية والتي تهدف إلي إزالة اللون والطعم والرائحة للمياه، وهذا أمر جيد، وفلاتر السيراميك والفلاتر التي تستخدم الأشعة فوق البنفسجية، حيث تمرر المياه من خلالها عبر لمبة حيث تزيل المواد العضوية الموجودة بالمياه وهي مكلفة، لكن هذه الأنواع السالفة الذكر تحتاج إلي متابعة دقيقة وتنظيف دوري وصيانة لأنه يمكن أن تترك الملوثات بها وتنطلق في المياه وتتكون بؤرة تلوث كبيرة ويفقد الفلتر جدواه، ولهذا السبب لا أحبذ استخدام الفلتر وأري أن محطات المياه تقوم بتحليلها ومتابعتها ووضع مادة الكلور لمواجهة الملوثات المختلفة، فإذا دعت الحاجة لاستخدام الفلتر لابد من أن يتابعه أحد من المتخصصين الكيميائيين وغيرهم وأن تقدم خدمة ما بعد البيع لهذه المنتجات وذلك من خلال الصيانة وتقديم توعية للمواطنين بكيفية التعامل مع هذه الأجهزة وتنظيفها، فمن المؤسف أنها تباع كسلع تجارية، وليس كسلع صحية وهو ما نحتاج الاهتمام به بضرورة متابعتها وبيان مدي تحقيقها الغرض الذي صممت من أجله، وفي هذا السياق أود أن أنصح المواطنين خصوصا ربات البيوت باتباع الطرق البسيطة التي نعرفها لضمان سلامة المياه للشرب، وذلك بغليها ثم تعبئة ما يقرب من 70% منها في زجاجة وترك بقيتها لأنه يحتمل أن يكون بها ترسيبات، كما أنبّه إلي محاولة الإقلال من تناول المياه الغازية والتي يعتمد عليها المصريون خصوصا في فصل الصيف بصورة ربما تكون أكثر من المياه العادية، فهذه المياه الغازية تمثل الخطورة بعينها.
وأنبه هنا إلي ضرورة محاولة الدولة تعظيم الاستفادة من المياه الجوفية والتي يمكن أن يؤدي تراكمها إلي تدمير البنية التحتية للمنازل، فهذه المياه مثل الينابيع ويمكن الاعتماد عليها في الشرب خصوصا في المناطق النائية التي تكون بها المياه معرضة للتلوث بفعل ظروف كثيرة، وهنا لا يتم الاحتياج إلي الفلاتر أو ترويج فلتر غير ملائم للغرض المطلوب منه، إلا أنه من المؤسف أن انخفاض الوعي الصحي والإهمال جعلا الكثيرين يقومون بتلويث هذه المياه وإلغاء المخلفات بها.
ويقول الدكتور حلمي الزنفلي "متخصص في تلوث المياه": إن وحدات الفلاتر المستخدمة في تنقية المياه لها أنواع كثيرة من ضمنها نوع يحتوي علي جزء خاص بإزالة الأملاح الموجودة في الماء ويطلق عليه مسمي فلتر التناضح العكسي "R.O" والذي يستخدم فقط في حالة احتواء المياه علي نسبة عالية من الأملاح مثل استخدامه في تحلية مياه البحار وجعلها صالحة للاستخدام الآدمي وهو ما يحدث في الخارج وداخل مصر في الساحل الشمالي، حيث يستخدم هذا الجهاز في إزالة الأملاح تماما من المياه ثم بعد ذلك تتم إضافة الأملاح المناسبة التي يحتاجها جسم الإنسان، لذا فإن وحدة فلتر الـ"R.O" لا تصلح للاستخدام داخل المنازل لتنقية مياه الشرب لأنه بذلك سيفقدها الأملاح النافعة التي تحتوي عليها ويحتاجها جسم الإنسان وبذلك من الممكن أن تصيبه بالأمراض.
ويشير د. حلمي: إلي أنه يجب أن يكون لدي المستهلك وعي تجاه اختيار وحدة الفلتر المناسبة لنوعية المياه التي يريد تنقيتها ويحدد ماهية المشكلة الموجودة لديه في الماء، كذلك التاجر أو البائع فقد لا يوجد عندهماا الوعي وفهم بأنواع الفلاتر وتخصص كل منها وهناك آخرون هدفهم الأكبر هو تحقيق أكبر قدر من الربح دون مراعاة ضميرهم في عملية البيع والإخلاص في نقل المعلومة الصحيحة للمستهلك فهي بالنسبة لهم في كل الأحوال عملية تجارية بحتة، هذا مثل الشخص الذي يدخل الصيدلية ويطلب أسبرين لشعوره بالصداع فيقوم العامل بها بإعطائه دواء آخر بسعر عال ويقنعه به، والأمر الأسوأ من هذا أن بعض التجار المتخصصين في هذا المجال يلجأون إلي استيراد نوعيات رديئة من وحدات الفلاتر الخاصة بمعالجة المياه بهدف تحقيق ربح أكبر، فليست هناك رقابة حقيقية علي ما يتم استيراده إلي مصر. فاللاصق الذي يوضع علي جسم المنتج ويكتب عليه مكونات ما يحتويه هذا المنتج لا نعلم إذا ما كانت صحيحة أم لا، كما أن هناك أماكن خاصة يتم فيها عمل هذه اللاصقات التي توضع علي المنتجات، هذا بالإضافة إلي أن صناعة الصين هي أردأ أنواع الصناعات لأن وحدات معالجة المياه لها درجات. فمثلا شمعة الكربون الموجودة في وحدة الفلتر والمختصة بتنقية الماء من المواد التي تسبب وجود لون وطعم ورائحة بها إذا كانت نوعيتها رديئة فلن تقوم بدورها، وهذا الغش يرجع إلي ارتفاع سعر الكربون، لذا لابد أن تكون هناك رقابة حقيقية. فمثلا بأن تكون وزارة الصناعة والتجارة أو وزارة الصحة أو أي جهة رسمية هي المسئولة عن تقديم شهادة للبائع توضح طبيعة عمل كل وحدة فلتر وتخصصها سواء كانت تنزع الأملاح من المياه أو غير ذلك من الاستخدامات المختلفة حسب نوع الفلتر ثم تترك حرية الاختيار للمستهلك، كما يحدث في أمريكا ففي السوق الأمريكية مثلا توجد نوعيات عديدة من المياه المعبأة والتي قد يكون بعضها ضارا وتتم كتابة محتواها أيا كان. فالرقابة علي المنتجات هناك تترك المنتج ينتج ما يريد ثم تجبره علي وضع لاصق علي عبوة المياه يكتب عليه ما تحتويه هذه الزجاجة من مواد ضارة أو نافعة، وعلي المستهلك حرية الاختيار، ولذا نحن نفكر جديا في كيفية توصيل المعلومة للمستهلك بطريقة بسيطة ويسيرة قد تكون في صورة كتيب صغير نوضح من خلاله كيف يختار المستهلك وحدة معالجة المياه التي تلائم احتياجاته؟
يقول الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة: لقد حذرت منظمة الصحة العالمية من خطورة إزالة الأملاح من مياه الشرب خصوصا الكالسيوم والماغنسيوم، ولذا إذا كان هناك خوف من التلوث الموجود في مياه الصنبور فيفضل غليها أو استخدام الفلتر المناسب لتنقية مياه الشرب من الشوائب، ورغم وجود هذه الأملاح والمعادن في الغذاء فإنه لا غني عن وجودها في مياه الشرب.
ويشرح د. بدران أهمية الأملاح الموجودة في مياه الشرب والأضرار التي تترتب علي نقصها. حيث يقول: إن عنصر الكالسيوم هو أكثر المعادن الموجودة في جسم الإنسان، حيث يوجد بنسبة 99% في العظام والأسنان و1% في الدم والعضلات، ويسبب نقصه التشنجات وسقوط الأسنان ولين عظام الأطفال والاكتئاب وهشاشة العظام لدي الكبار.
أما الماغنسيوم وهو ثاني أكبر العناصر وجودا في الجسم 60% منه توجد في العظام و 26% بالعضلات والبقية موزعة علي المخ والقلب والكبد والكلي والبوتاسيوم ثالث المعادن في جسم الإنسان ووجوده مهم للأعصاب والقلب والشرايين وتوازن الأحماض داخل الجسم ويسبب نقصه ضعفا في الذاكرة وارتخاء العضلات والإرهاق والصداع وارتفاع ضغط الدم وانخفاض مستوي السكر في الدم وصعوبة التكيف مع التوتر.
- الكبريت يحمي من الخمول ومهم للشعر والأظافر والغضاريف ويساعد علي إخراج المواد الضارة من الجسم كما يدخل في تركيب مادة الجلوتاثيون وهو مضاد الأكسدة الطبيعي القوي المنشط للمناعة، وينتجه عادة ويوجد أيضا في الرئتين والقناة المعوية ويساعد في المحافظة علي سلامة خلايا الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء وهو ضروري في عملية أيض الكربوهيدرات ومضاد للشيخوخة ويساعد علي تفتيت الدهون المؤكسدة التي قد تؤدي إلي تصلب الشرايين بسبب نقص هذه المادة والتأثير علي الجهاز العصبي مسبباً أعراضاً مثل نقص التناسق الحركي والاضطرابات العقلية والارتعاشات وصعوبة المحافظة علي التوازن والأحماض الأمينية والميلامين الملون للجلد والشعر والسائل الزجاجي للعين، ويؤدي نقص الكبريت إلي التهاب المفاصل وإلي حساسية الجلد وجفافه.
والكلور يحتل 3% من العناصر المعدنية الموجودة في جسم الإنسان ويوجد مع عنصري الصوديوم والبوتاسيوم في جميع سوائل الجسم وأنسجته ويشترك معهما في المحافظة علي الضغط الأسموزي داخل خلايا الجسم والتحكم في أداء العضلات، ونقصه يسبب قلة الشهية وبطء النمو وضعف العضلات والشعور بالتعب.
المصدر:
مجلة نصف الدنيا
بقلم:
عبير على عياد
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..