🪙📉 في زمن تتلاطم فيه أمواج الأزمات
الاقتصادية، وتشتد العواصف المالية على دول العالم كافة، لم يكن اقتصادنا
السعودي في منأى عن تلك التحديات، بحكم انفتاحه وارتباطه الوثيق بحركة التجارة العالمية .
🪙
ورغم قسوة الرياح، إلا أن رعاية الدولة لأبنائها، وصدق ولاء المواطن
لوطنه، وإدارة حكيمة للاقتصاد المحلي، شكلت درعاً صلباً خفف من وطأة تلك
الأزمات.
🪙 لكننا إن
اقتربنا من المواطن العادي، وجدنا أنه كثيرًا ما يواجه ضغوطه المالية بسلاح
القروض الشخصية والديون الاستهلاكية. لا لترف أو رفاهية حقيقية، بل لسد
حاجاته، أو ربما لمجاراة مظهر اجتماعي زائف، يخشى فيه نظرات العيب وتبدل
الحال أمام الآخرين .
🪙 هذا الغنى المصطنع، الذي يتوشح به البعض، يخفي وراءه جبالاً من الديون، وتحت عباءته سماسرة التقسيط ينتظرون من كل حدب وصوب.
🪙
ارتفاع الأسعار في كل شيء، من الأساسيات إلى الكماليات، وهيمنة الوكلاء
والعلامات التجارية، دفعت بالكثيرين إلى الاقتراض بلا تريث.
🪙
فهل تصدق أن حجم القروض الشخصية في المملكة وصل بنهاية عام 2024 إلى أكثر
من 502 مليار ريال؟! بينما كانت لا تتجاوز 10 مليارات فقط في مطلع
الألفية!
أرقام فلكية يفرح بها المقرضون، لكنها كوابيس تؤرق المقترضين...
🪙🏡 أما القروض العقارية، فقد قفزت من 84.4 مليار ريال في عام 2014، إلى تريليون ريال في عام 2025!!
🪙💳 وفي بطاقات الائتمان، القصة أكثر إيلامًا...
فقد سجلت البنوك 9.44 مليار ريال عام 2014، لتصل إلى 27 مليار ريال في 2023، وفقًا لإحصائيات البنك المركزي.
🪙 حتى القروض الاستهلاكية، فقد بلغت 470.9 مليار ريال في نهاية 2024، وتشمل:
ترميم العقارات.
السيارات والنقل .
الأثاث والتعليم والصحة والسفر وحتى "أنشطة أخرى"!
🪙💳
وما بين كل هذه الأرقام، تظهر القصص المفزعة... كقصة مواطن اشتكى أمام أحد
القضاة من دين بطاقة ائتمانية بلغ 450 ألف ريال، بينما أصل الدين لم
يتجاوز 75 ألف ريال!! وتخيل… كل ذلك فقط خلال 6 سنوات!
🪙📉
السبب؟ نظام الفائدة المركبة القاسية التي تطبقها البنوك على المتأخرين في
السداد، والتي قد تصل إلى ٢٤٪ سنويًا، لكنهم يخدعون الناس بعرض ٢٪ فقط…
دون أن يقولوا لك إنها شهرية!
🪙 نظام تراكمي شيطاني يجعل دينًا بسيطًا يتضاعف أضعافًا مضاعفة… كما يلي:
64 → 128 → 256 → 512 → 1024 → 2048 → 4096
فتخيل مبلغًا بسيطًا مثل: 16000 ريال يتحول إلى 32000 ريال فقط لعدم السداد في الوقت المناسب!! فالفائدة 24% سنوياً !!
🪙 ناهيك عن مخالفات كثيرة مثل: حجز البنوك لكامل الراتب، وهو أمر غير قانوني ولا يتوافق مع أنظمة البنك المركزي .
🪙🔁 ومن الحيل المحاسبية أيضًا، الرقم "السحري" 1.8، الذي تضرب به أي فائدة لتعرف قيمتها الحقيقية عند التراكم. فمثلًا:
٤٪ × ١.٨ = ٧.٢٪ سنويًا!
🪙
💳 لذا كن واعيًا! لا توقّع على عقود القروض وبطاقات الائتمان إلا وأنت
فاهم كل بند فيها. فتوقيعك يعني قبولك بالربا، كما حذر الشيخ ابن عثيمين –
رحمه الله – بوضوح تام.
🪙
في الختام، كل هذه الأرقام ليست مجرد بيانات، بل رسائل تنذر بواقع خطير
يجب الوقوف عنده. لنجعل من هذه المعرفة وقاية، ولنكافح ثقافة الاقتراض من
أجل المظاهر، ولنعِ حجم المسؤولية تجاه أنفسنا وأسرنا ومجتمعنا.
والله ولي التوفيق ..
💸 * 💸
د. عبدالعزيز بن حمود المشيقح – بريدة
٢١ - ١٠ - ١٤٤٦هـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..