يعود السبب في هذه الزيادة الكبيرة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج في أمريكا مقارنةً بالدول الآسيوية، حيث تعتمد “أبل” منذ عقود على شبكة عالمية تمتد من الصين وتايوان إلى كوريا الجنوبية، لتصنيع وتجميع الأجزاء المختلفة من أجهزتها الذكية.
ويتيح هذا النظام المعقد تحقيق هوامش ربح عالية، ركّزت الشركة الأمريكية من خلالها على تطوير البرمجيات والتصميم الداخلي، مما جعلها واحدة من أكبر شركات العالم من حيث القيمة السوقية.
وفي ظل السياسات الاقتصادية الجديدة للرئيس الأمريكي دونالد ترمب، التي بدأ تنفيذها في مطلع أبريل الجاري، فُرضت رسوم جمركية غير مسبوقة على سلاسل التوريد العالمية، في إطار خطط طموحة لإعادة الوظائف والمصانع إلى الأراضي الأمريكية.
وقد تعهّدت الإدارة الأمريكية بأن هذه الخطوة ستُعيد ملايين الوظائف في قطاع التصنيع، إلا أن محللين يرون أن الأعباء المالية الكبيرة الناجمة عن هذه الرسوم ستقع في نهاية المطاف على كاهل المستهلك الأمريكي، خاصة في المنتجات الإلكترونية مثل الهواتف الذكية.
وأشار الخبراء إلى أن تصنيع “آيفون” داخل الولايات المتحدة قد يتسبب في رفع سعر الجهاز من 1000 دولار إلى 3500 دولار، مما يجعله بعيداً عن متناول شريحة واسعة من المستخدمين.
ومنذ تولّي ترامب منصبه في يناير الماضي، انخفضت أسهم شركة “أبل” بنسبة تُقدّر بـ25%، نتيجة المخاوف المتصاعدة بشأن تأثير الرسوم الجمركية على شبكة التوريد الدولية، لا سيما أن نحو 90% من أجهزة “آيفون” يتم تجميعها حالياً في الصين.
وتعتمد “أبل” على مكونات يتم تصنيعها في عدة دول: الرقائق الرئيسية تُنتج في تايوان، شاشات العرض تأتي من كوريا الجنوبية، فيما تُصنّع بعض الأجزاء الأخرى في الصين قبل أن يتم التجميع النهائي في منشآت أمريكية أو آسيوية.
ورغم محاولات “أبل” السابقة لتنويع قواعدها التصنيعية إلى دول مثل الهند والبرازيل، إلا أن الرسوم الجمركية المرتفعة في الهند (26%)، والبرازيل (10%)، تجعل هذه البدائل مكلفة أيضاً، فضلاً عن محدودية قدراتها الإنتاجية مقارنة بالصين.
ويعتقد محللو التكنولوجيا أن أسعار أجهزة “آيفون” قد ترتفع بنسبة 43% حتى في حال الإبقاء على سلاسل التوريد الحالية، وهو ما يضع “أبل” أمام معضلة صعبة بين خفض التكاليف والحفاظ على السيادة التصنيعية داخل الولايات المتحدة.
- الوئام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..