الأحد، 12 أغسطس 2018

أي "تيسير" يا شركة الكهرباء؟!

11 أغسطس 2018 - 29 ذو القعدة 1439

قال: كارثة التقسيط في نهاية العام.. والأنظار تتجه إلى القيادة 
    يرى الكاتب الصحفي سعود الشهري أن شركة الكهرباء تجاهلت مشكلة الفواتير، وقررت إطلاق برنامج
"تيسير"، وهو ما يعني حسب الكاتب "الاستمرار في المشكلة دون النظر إلى أي تراجع عن هذا النهج الموجع!"، لافتاً إلى أنه "تتجه أنظار المواطنين إلى قيادتهم الراشدة في النظر إلى هذا الموضوع المؤرق".
المشكلة مستمرة
وفي مقاله "الكهرباء تطلق برنامج تيسير وأي تيسير" بصحيفة "الوطن"، يقول "الشهري": "بدلاً من أن تنظر شركة الكهرباء في أسباب وحلول الارتفاعات الفادحة في فواتير الكهرباء، وإيجاد حلول لهذه الطامة التي حلت بجيوب أرباب الأسر؛ قامت بإطلاق برنامج يقتضي الاستمرار في المشكلة دون النظر إلى أي تراجع عن هذا النهج (الموجع)!".
ليس تيسيراً
ويعلق "الشهري" على إطلاق البرنامج قائلاً: "للتوضيح أكثر فإن هذا البرنامج (تيسير) -الذي ليس له من مدلول اسمه شيء- عبارة عن (تقسيط) فقط للفواتير الباهظة ذاتها، يدفع المستهلك متوسط فاتورته شهرياً، ثم تنصبّ عليه الكارثة نهاية العام بما أسموه (تصفية) حساب المستهلك، وهي في الحقيقة ستكون تصفية فعلاً لما في جعبته من البقية الباقية من المال".
فوائد التقسيط
ويرى "الشهري" أن البرنامج سيزيد المشكلة بسبب فوائد التقسيط، ويقول: "من البديهي جداً أن يقوم المستهلك بدفع المبلغ الذي قد اعتاده سابقاً، فهو لم يبرمج بعد على التعرفة الجديدة -والتي نرجو زوالها- تلك التي قفزت من 800 ريال إلى 3000 ريال؛ فمثلاً سيضع في حسبانه 800 عن كل شهر، فماذا سيفعل نهاية العام عندما تكون فاتورة الشهر الواحد قد حسبت عليه بمبلغ 3000 ريال، سيجد نفسه أمام 26400 ريال يجب سدادها!! وإن قيل إن هناك طرقاً لمعرفة الفاتورة فإن الكثير من أرباب الأسر لا يملك حتى هاتفاً ذكياً، فكيف له أن يصل لرابطها المعلوماتي؛ أما إن قال قائل إنه يجب عليه أن يضع في حسبانه 3000 ريال شهرياً، فهذا ما لن يستطيعه المستهلك، لا سيما وأنه يتحمل على كاهله أقساط بنوك وفواتير هاتف وفواتير ماء ومشرب ومأكل ومسكن وحدث ولا حرج!!".
كلهم في البرنامج
ويرى "الشهري" أن معظم المواطنين سيتم إدخالهم في البرنامج تلقائياً، ويقول: "من ناحية أخرى فقد قال الخبر إنهم جعلوا للمستهلك الحرية في الانضمام لبرنامجهم هذا، لكنهم ذكروا بعد عدد من الكلمات أن من تكون فاتورته من 300-3000 ريال يتم تسجيله تلقائياً وهم 3 ملايين مشترك!! فكم بقي من المشتركين له الحرية إذن؟! ولو فرضنا أن كل مشترك من الـ3 ملايين فقط -بعيداً عن المستهلك التجارب- أودع 1500 ريال شهرياً، فإنه في نهاية العام سيكون أودع 18000 ريال، فسيكون مجموع ما يودعه 3 ملايين مشترك 54.000.000.000 ريال!!".
لا تحسّن في الخدمة
ويتساءل الكاتب: "من جانب آخر لو افترضنا أن هذا تحقق فهل ستتحسن خدمات الشركة للمشتركين؟! الجواب يأتي من السنوات الماضية عندما حققت الكهرباء سبعة أضعاف دخلها ولم نر تحسناً يذكر؛ ما زالت التمديدات الكهربائية فوق سطح الأرض متقعرة من على الأعمدة في شكل بدائي مشوه لا يسر الناظرين، وما زالت طريقة قراءة العدادات تقليدية، أعني... موظف يجول على العدادات ويحتمل خطأه في "صفر" كارثة مادية على صاحب المنزل؛ لأن -700 و7000 بينهما فرق شنيع قد لا يكترث له خطأ قلم هذا الموظف الجوال- كما لا تزال الكهرباء "تتقطع" بشكل شبه يومي خصوصاً على المدن الصغيرة ناهيك عن النائية، وأيضاً ما زالت الكهرباء على موعد انقطاع حتمي مع نزول الأمطار وقصف رعود السماء، وختام ذلك صعقت الفواتير قلوب وعقول الكثير من الناس وجعلت الكثير منهم في وضع مادي مزرٍ".
النظر في الفاتورة
وينهي "الشهري" قائلاً: "من هذا كله تتجه أنظار المواطنين إلى قيادتهم الراشدة في النظر إلى هذا الموضوع المؤرق، وهي أهل لذلك، فهي رسمت رؤية واعدة ومستقبلاً حضارياً ينعم بالخير ويضمن حق مرتاديه، ولا يراود واحدهم أدنى شك في أن قيادتهم قادرة على تخطي أكبر العقبات مهما عظم أمرها".


أيمن حسن - الرياض

المصدر

مواضيع مشابهة -أو-ذات صلة :

ياصاحب القرار...تيسير ام تعسير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..