الخميس، 14 ديسمبر 2017

حساب المواطن أتركوا الهياط !

         بعد رفع الدعم الحكومي عن الخدمات والسلع سترتفع أسعارها بشكل واضح..وبعد فرض ضريبة القيمة المضافة سترتفع أكثر..
   وسيتم تعويض المواطن من ذوي الدخل المحدود والمتوسط بمبالغ مالية..
أما
المقيمون والأغنياء والمنشآت التجارية والصناعية وغيرها فسيتحملون الزيادة دون دعم.
هل فكرنا بمراجعة عاداتنا الاستهلاكية وتقليص إنفاقنا؟!
حساب المواطن سيغطي الفارق بقدر مدروس لن يراعي(هياطنا)ولن يراعي إسرافنا ولن يراعي عاداتنا الاستهلاكية السيئة..هو فقط سيعيننا قليلاً على تغطية الفوارق في الأسعار بعد رفع الدعم وإقرار الضرائب..ومن المتوقع أن تزيد معاناة البعض..خاصة الذين لا يريدون التخلي عن عاداتهم..ولذا يجب على الجميع إعادة التفكير وترتيب الأولويات وتقديم الضروريات على الأمور الثانوية التي يمكن الاستغناء عنها أو تقليص وترشيد استخدامها.
 ‏‎
    ولهذا..
ابتداء من اليوم..راجعوا عاداتكم الاستهلاكية..تخلصوا من الإسراف وهدر موارد الماء والطاقة والوقود..اقتصدوا في الإنفاق..وركزوا على المفيد والنافع من احتياجاتكم..وحافظوا على ما في أيديكم..وراقبوا الجشع ورفع الأسعار والاحتكار وأبلغوا عنه.
وكذلك..فإنني أطالب الإعلاميين بالذات بترك الهياط الإعلامي والخطاب التقليدي الذي ينقل الأخبار فقط..وأن يغوصوا في أعماقها ويبينوا آثارها وما يجب على الناس فعله لتخفيف هذه الآثار والتعامل معها بكفاءة..وأن يتركوا المبالغات وعدم المصداقية..حيث إن عادات الناس المكتسبة خلال سنوات طويلة ليس من السهولة التخلي عنها هكذا فجأة..كما أنه ليس بمقدور الجميع إدراك الفوائد بعيدة المدى لهذه الإجراءات ولكنهم بالتأكيد سيتلمسون آثارها السلبية المباشرة وسيعتبرونها المحصلة النهائية.
نعم سترتفع الأسعار عليك أنت كفرد وكأسرة..ويزيد التضخم غير الطبيعي..ولا تتوقع أن يغطي حساب المواطن كل تلك الفوارق..بل ترشيد إنفاقك أنت وتوجيهه بالشكل الصحيح هو من سيشكل الفارق بين رفاهك ومعاناتك..وبالمقابل فإن الأموال التي ستوفرها الدولة من خلال رفع الدعم عن السلع والخدمات ستصب في الصالح العام وستنفق على المشاريع وتغطية العجز وتجويد الخدمات.
 نرمي 75 % من الأكل في كل وجبة وبشكل يومي
نعتمد على المطاعم في أغلب وجباتنا وهي تكلف زيادة 70 %  عن طبخ المنزل
نعزم ضيفاً واحداً على ذبيحة كاملة تكلفنا 1500 ريال فيأكل منها 300  جرام..هذا إن كان من عشاق اللحم بينما كان بإمكاننا عزيمته في مطعم ب 150 ريال
نلف الشوارع بسياراتنا على غير هدى ونعطيها أبناءنا ليكملوا اللف والدوران بداعي التمشية ونستهلك ثلاثة أضعاف الكمية المفترضة من الوقود وضعفي عمر السيارة
كل زاوية في منازلنا تعمل فيها مصابيح ومكيفات وتلفزيونات ونحن مجتمعون في الصالة
نهدر الماء في دورة المياه وفي المطبخ بلا حساب ولا ترشيد 
نخترع ونبتكر تكريمات وعزائم ومناسبات وقطات وفزعات ودروع وهدايا لها أول ما لها آخر
نغير كل عام أجهزة تلفوناتنا وأصغر أطفالنا يمتلك آيفون وهو لم يدخل الروضة بعد
تغير فستانها في كل عرس بخمسة وعشرة آلاف
تشتري ماركات مقلدة بعشرة أضعاف سعرها
تمتلئ خزائنها بالهدوم وتضطر للتخلص من معظمها كل شهر
لديها عشرين زوج من الأخذية
لديها محل قزاز في غرفتها من العطورات ومستحضرات التجميل التي لا تستخدمها  
يصرف على الحلاق وعامل المغسلة وصاحب البوفية وحارس العمارة مقابل خدمات يستطيع أن يقوم بها بنفسه.
يشتري كوب النيسكافيه من ستاربوكس بعشرين ريالاً ونفس الكوب في الكافيتريا بريالين .
يتكاسل عن صيانة الكهرباء والماء والنجارة في منزله وهو يستطيع  ، ويقوم بإحضار عامل يغير له اللمبة التي قيمتها ريالين مقابل 100 ريال .!
يغير أثاث منزله وأدوات مطبخه كل عام أو عامين حسب مزاج المدام ورغبتها في متابعة الموضة والديزاين
يعيش هو وزوجته وطفله في فيلا أو دور أو شقة مخصصة لعشرة أنفار
يقيم حفلة ملكة وحفلة زواج ويعزم آلاف البشر في قاعة بعشرات الألوف ويذبح ما يكفي حجاج عرفة ثم يلقي بها في حاويات القمامة
يسافر كل عام ويصطحب معه العائلة الموقرة ويصرف عشرات الألوف من أجل أن يذهب لينام طول النهار كعادته ولكن في بلد آخر
يأخذ قرضاً من البنك وبطاقات فيزا وسيارات من أجل أن يبني منزلا للغربان في ديرته ولكي يقال له ونعم ويبقى مديونا طول حياته
يشتري سيارة جديدة وسيارته التي معه تكفيه وتكفي عائلته عشر سنوات قادمة
يتابع الجديد في البلايستيشن ويشتري لأطفاله حتة سي دي بثلاثمائة ريال كل يومين بحجة عدم تعقيد أطفاله ومساواتهم بأقرانهم
يخابط بين المقاهي والاستراحات ويحلف ويطلق حاتم الطائي ما يحاسب إلا هو وهو مديون لراعي البقالة
يدخن في اليوم بكتين بخمسين ريال ورأس شيشة ومعسل وشاي وزنجبيل وحلبة وكل بلاوي الدنيا
لديه اشتراك نت في جواله وفي منزله وفي جوال (كهلته) وبزرانه
لديه سائق يجعله يتفرغ للنوم  ، و لديها خادمة تجعلها تتفرغ للواتس اب وسناب شات وأنستغرام
كل يومين وهو في السوق مع العائلة وأطفاله في الملاهي
يصرف ويصرف ويصرف وهو لا يعرف ولا يدرك ولا يحاسب ثم يأتي ويتذمر من إجراءات الدولة للحد من هذا الهدر وهذا الجنون!!!🍂📿
كتبها..
صالح جريبيع الزهراني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..