ما علاقة الصوم بهرمون النمو؟
الصوم كتلة من النشاط والحيوية لأعضاء الجسم؛ فالدراسات تخبرنا بأن الصوم
المنتظم المتقطع يحفز إفراز هرمون النمو، الذي يعمل على توازن العمليات
الحيوية في الخلية، ويكافح الشيخوخة، ويساعد في نمو العضلات، كما أن زيادة
مستواه في الجسم يساعد على حرق الدهون.
كما يحلو لهرمون الإنسولين في هذا الشهر أن يضبط إيقاعه في الجسم؛ إذ يجد
فسحة من الراحة نتيجة لعملية الإقلال من كمية الطعام والسعرات الحرارية؛
وبالتالي يساعد في التحكم بمرض السكري.
ويتغلغل دور الصيام الإيجابي في الجسم إلى مادة الكولسترول، وهي المادة
التي ترتبط بتصلب الشرايين وإتلافها؛ إذ يساعد الصيام في التحكم بها، وخفض
مستواها في الجسم.
وأعجب ما قرأت من دراسات حديثة حول الصوم وتأثيره الإيجابي على الجسم ما
كشفته دراسة نشرت عام 2014م، يمكن وصفها بأنها دراسة محورية واكتشاف غير
مسبوق، قام بها مجموعة من العلماء بجامعة سوثيرن كاليفورنيا الأمريكية،
أظهرت أن الصوم لمدة ثلاثة أيام تقريباً يمكن أن يساعد في تحفيز وإعادة
بناء الجهاز المناعي في الجسم وتحديثه، وكذلك إنتاج خلايا دم بيضاء جديدة،
وتنشيط الخلايا الجذعية حتى في كبار السن. وهي دراسة واعدة للاستفادة منها
في إجراء مزيد من الدراسات في هذا الجانب، وتطبيقاتها الطبية على الإنسان.
أما المجلة العلمية الطبية البريطانية للسكري والأوعية الدموية فقد نشرت
دراسة عام 2013م، أشارت نتائجها إلى أن الصوم المتقطع والمنتظم يساعد على
تخفيض الوزن، وتحفيز الجهاز الدموي والقلبي، ويقلل - بمشيئة الله - من
مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية. كما تواردت الدراسات التي تربط بين
الصيام ودوره في خفض الإصابة بأمراض القلب وداء السكري، وهما من أهم مسببات
الوفيات والإعاقة في السعودية.
هذا ما تقوله الدراسات الطبية حول الصوم وفوائده الجمة على صحة الجسم، فما هو واقعنا الفعلي؟!!
واقعنا الفعلي محزن ومؤلم، ويحدثنا بأن لدينا انتكاساً في المفاهيم في هذا
الشهر؛ فبدلاً من أن يكون شهر اعتدال واقتصاد في المأكل والمشرب نجد البعض
يتعامل معه وكأنه مقبل على مجاعة وفاقة وعوز! والبعض الآخر لا يخرج منه إلا
وقد حمل مزيداً من الأوزان والأثقال في جسمه؛ ففقد هذا الشهر حلاوته وطعمه
الروحي والبدني.
الصوم يشبه زر إعادة التشغيل في جهاز الكمبيوتر؛ فهو يساعد على إعادة
التوازن في الجسم، وإعادة حساباته، وضبط إيقاعه، وهو مرحلة لإعطاء الجسم
راحته من كثرة الأكل والشرب.
وفصل الخطاب في ذلك قول المصطفى - صلوات الله وسلامه عليه -: "الصوم
جُنَّة"، بمعنى وقاية وحماية وحصن بكل ما تعنيه الكلمة؛ فهو كما هو وقاية
من الرفث والفسوق والصخب والزور والمعاصي والآثام.. حصن أيضاً لصحتك،
وترويض لها على الاتزان والاعتدال.
باختصار، هو حصن لك في الدنيا والآخرة.
أما العتب، كل العتب، فهو على المراكز البحثية الطبية والكليات الطبية لدينا، التي لم تستثمر جيداً في البحث في علاقة الصوم بالصحة.
وبالمناسبة، خلال اطلاعي على عدد من البحوث العلمية لإعداد هذا المقال وقع
بين ناظري مجلة علمية بعنوان "مجلة الصوم والصحة"، تصدر عن إحدى الجامعات
في إيران. ألا يفترض أن نكون أول المنافسين في مجال الطب النبوي؟!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..