الأحد، 26 أكتوبر 2014

الفرق بين الخل والنبيذ

صناعة الخل إنما تتم عن طريق الخمر
أطرح هذا الموضوع لدهشتي من أن أكثر طلبة العلم اليوم لا يعرفون كيفية صناعة الخل، فضلا أن يعرفوا كيفية صناعة الخمر، وهي مسائل تعين على فهم القضايا الفقهية المرتبطة بها. فالمادة الأساسية لصناعة النبيذ أو الخمر أو الخل، هي السكر بأنواعه البسيطة والمركبة. والعرب كانت تأتي به من عدة مصادر مثل التمر والعنب والشعير وأمثال ذلك. فإذا تم نبذ الفاكهة في الماء، يسمى نبيذاً. والتمر إذا تم نقعه بالماء، ينتج شراب حلو المذاق، وتبدأ فورا بعض الجراثيم الغولية بتحويل السكر المذاب إلى غول، وبعد أربعة أيام يشتد النبيذ ويبدأ الطعم بالتغير بسبب تخمر السكّر وتحوله إلى غول (كحول)، وهنا يصبح النبيذ محرماً، ويصل إلى قوة كاملة بعد أسبوعين. وكلما مضى وقت أطول، يتحول النبيذ إلى خمر خاصة إذا كان في وعاء محكم لا يدخله الهواء. فإذا بقي في إناء مغلق، صار خمراً. وإذا تعرض للهواء، تحدث عملية الأكسدة للغول عن طريق الجراثيم الخليّة (وهي مختلفة عن الأولى)، ويتحول لحمض الخل.


الجدير بالذكر أن المادة المُسكرة تسمى بالعربية "الغول" وكذلك وردت في القرآن. فأخذها الغرب منها فغيرها إلى الكحول، ومنه أخذناها مجدداً ونسينا أن الأصل عندنا! والكحول من الناحية الكيميائية له أنواع، بعضها سام، والمُسكر منها هو الكحول الإيثيلي (الإيثانول) ويتراوح تركيزه في المشروبات المخمرة. وكأمثلة فإن البيرة تتراوح بين %3.5 مثل البيرة التي يسمونها خفيفة (لايت) وحتى 6% وربما أكثر. أما النبيذ فما بين 9 و 18%، وأما الروحيات المقطّرة الثقيلة مثل الويسكي والتكيلا فمنها ما يصل إلى 60%، ويبقى الروم والكحول المنكه ويتراوح بين 80% وحتى أكثر من 95%.

والمعادلة الكيميائية التي تؤدي لتكون الخل هي:

2 CH3CH2OH + 2 O2 --- > 2 CH3COOH + 2 H2O
Alcohol + Oxygen ----> Acetic Acid + Water

غول + أوكسجين -----> حمض الخل + ماء

ومن المهم هنا معرفة أن جميع أنواع الخل تبقى فيه نسبة طفيفة من الغول. فالأنواع التجارية الرخيصة بعضها تصل فيه إلى 2% وهو غير مقبول شرعاً. والسبب هو استعجال التجار لبيعها قبل أن تكتمل العملية. والأنواع الجيدة مثل بالزاميك الذي يوضع لفترة طويلة في خشب الأرز، تصل فيه نسبة الغول إلى 0.1% وهي مقبولة. ولو أبقيته في بيتك فترة طويلة فلن تتغير النسبة لأنه يتم بسترته قبل التعبئة!

أيضاً أحب أن ألاحظ هنا أن عملية طهي الطعام مع الغول لا يؤدي لتبخره كله، خلاف ما يعتقد العوام. حتى إحراقه لا يؤدي إلا إلى التخلص من ربعه فقط. والكميات التي يضعونها مع الطعام ليست مهملة، وإلا لم يعد له تأثير على الطعم. والحقيقة المزعجة أن القوانين الغربية لا تلزمهم في هذه الحالة بذكر أن الطعام طبخ بالغول على العلبة. والله أعلم.

استفسار  


المشاركة الأصلية بواسطة ابو عبد الرحمن القلموني 
وعملية اكسدة ال ethanol هي عملية بطيئة نسبياً ، والتاجر يهمه السرعة و الكم في انتاجه ، و عندما يكون التاجر او المصنع غير اسلامي فلن يحسب حساب لأي عامل شرعي لمنتوجاته و هنا تكمن المشكلة.
رجائي من الشيخ محمد ان يذكر لي مصدر النسب المئوية التي اعتمد عليها كي اراجع بعض الاخوة في موضوع الخلّ.
المصدر عن النسب المؤية هو هذا: http://www.drgourmet.com/askdrgourme...-vinegar.shtml وهو يذكر مصدره العلمي كذلك. وهذا مصدر يذكر أن الحد الأقصى للغول في الخل حسب معايير الحكومة هو 2%: http://en.allexperts.com/q/Beverages...ol-Vinegar.htm وهي نسبة ليست قليلة.

وهذا الموقع http://www.islamawareness.net/Alcoho...hol_myths.html ذكر دراسة أن شخص صحي وزنه 73 كغ، يمكن أن يشعر بتأثير الغول إذا شرب ما بين 1.1 لتر إلى 1.6 لتر (أي تقريباً خمس إلى سبعة كؤوس) من شراب فيه نسبة الغول 0.5% (وهي الحد الأقصى للغول في البيرة "الخالية من الكحول" كما تسمى) خلال 10 دقائق إلى ربع ساعة. أي لا يمكن إيصال المرء إلى السكر إلا بصعوبة بالغة.

لكننا نتكلم عن نسبة غول أربعة أضعاف ذلك!

وبالنسبة لعملية أكسدة غول الإيثانول فهي تأخذ ما بين 20 ساعة إلى 3 أيام في الخل التجاري، أي أقل بكثير من الخل المنزلي. وليت أحد العاملين في المخابر يقوم بتحليل نسبة الغول في أنواع الخل الموجودة في أسواقنا، ولا أتصور هذا صعباً، والله أعلم.



-------------------------------------------------
السؤال
تابعت الفتاوى الخاصة بحكم الخل وأصله، وأنا مقيم حديثا بفرنسا ويوجد هنا نوعان من الخل، خل من الكحول وخل من الخمر! فهل هناك فارق بين الكحول والخمر، وما هي طبيعة الخل الذي كان يحبه الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد سمعت من أحد الأشخاص أنه صلى الله عليه وسلم كان يضع فيه ما يطهره؟ وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد جاء في الصحيحين عن عائشة: كل مسكر خمر وكل خمر حرام. وفي البخاري: الخمر ما خامر العقل. من حديث ابن عمر وهو في مسلم كذلك، فهذا ضابط شرعي شامل لأنواع الخمر مهما اختلفت أصولها أو أسماؤها والكحول مسكر فهو خمر ولا فرق.
والخل المتخذ من الخمر هو ما تخلل بنفسه بدون تخليل مصطنع، لما جاء في حديث أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الخمر تتخذ خلا، فقال: لا.
 وهذا مذهب الجمهور من الشافعية والحنابلة ورواية للمالكية، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 20249.
أما الخل الذي كان يحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال صاحب تحفة الأحوذي: وأما حديث نعم الإدام الخل فالمراد بالخل الخل الذي لم يتخذ من الخمر جمعاً بين الأحاديث. وكلامه يشير إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتخذ الخل لا من الخمر.
أما حديث خير خلكم خل خمركم. فرواه البيهقي في المعرفة عن جابر مرفوعاً، وقال رواه المغيرة بن زياد وليس بالقوي وعلى احتمال صحته فأهل الحجاز يسمون خل العنب خل الخمر. انتهى.
أما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يضع في الخل ما يطهره فهذا لا نعلمه ولا نقله أهل الحديث والفقه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل الوارد في حديث أنس السابق النهي عن التخليل حتى نهى عن تخليله لليتامى مع حاجتهم لبيعه والنهي عن إتلاف مال اليتيم، فلو كان ثم إذن فيه لأذن فيه النبي صلى الله عليه وسلم لليتامى فيدل على حرمة تخليل الخمر أو تطهيره.
والله أعلم.
المصدر
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

هناك 3 تعليقات:

  1. كيف نعرف أن الخل لا يحتوي على كحول ؟

    ردحذف
  2. كما فهمت من النص أن الكحول هو ناتج عن تخمر السكر هذا يدل ان الخل فيه كحول فهو يحرم لقول النبي ما يسكر كثيره فقليله حرام

    ردحذف
    الردود
    1. الغول ناتج عن تخمر للسكر في وسط مغلق اي بدون وجود اوكسجين متجدد .اما الخل ففي وجود الاوكسجين ..و كما هو معلوم ان مدة تعتيق الخمر و مدة التخليل ليست متماثلة .

      حذف

أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..