ظهرت في
الآونة الأخيرة مستحضرات هلامية لزجة دخلت الأسواق وبشكل ملفت للنظر وتحت
أسماء
تجارية مختلفة وتباع على أنها مواد منظفة ومطهرة ، وبعضها حاصل على ترخيص صحي .
الثلاثاء - 15 كانون الاول - 2009 -
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
تجارية مختلفة وتباع على أنها مواد منظفة ومطهرة ، وبعضها حاصل على ترخيص صحي .
الانتشار التجاري للمواد المطهرة
أصبح الناس يتجهون بطريقة
لا شعورية نحو التنظيف والتطهير إثر ازدياد الأمراض المعدية وكثرة الأوبئة
في الآونة الأخيرة , خوفا من انتقال الأمراض وحماية للأطفال ، خاصة بعد
ظهور أمراض جديدة كـ " انفلونزا الخنازير " .
واستغلت الشركات المنتجة
للمواد المعقمة نقاط ضعف المستهلكين و أصبحت تروج لمنتجاتها التي تدعي
القضاء على الجراثيم بشكل كبير تحت عنوان "ينظف ويطهر في 15 ثانية" وعلى
انتشار واسع .
و بدون أي إدراك مسبق
لماهية المادة المستخدمة أو تركيبها أصبح الناس يستعملونها بكثرة وانتشرت
بشكل واسع لسهولة استخدامها ورخص أسعارها خصوصا بين الأطفال في المدارس(
كبديل عن الصابون ) وفي المطاعم و الأماكن العامة .
التركيب العلمي للمستحضرات الهلامية
تتشكل هذه المواد بخلط
حمض الأكريليك المتكرر (poly acrylic acid ) ويتواجد في الأسواق باسمه
التجاري " كاربومير " وبأرقام مختلفة ولهذه المادة قدرة عالية على ربط
الماء وكذلك المواد التي تذوب به وعندما تخلط هذه المادة بالماء تتشكل مادة
هلامية ضعيفة القوام .
وحتى يكسبها المصنّع جسما
أكثر قواما يضيف إليها مادة قلوية لتعديل الوسط الحمضي إلى وسط قلوي،
وغالبا ما تضاف مادة ثلاثي إيتانول الأمين (بسبب رخصها) ، ويضاف إلى هذه
المادة الهلامية الكحول الإتيلي أو الكحول الإيزوبروبيلي بتراكيز محددة
كمادة مطهرة.
آلية التنظيف و التطهير
حتى نستطيع أن نحكم على فعالية ومصداقية هذه المنتجات يجب في البداية ان نفهم بشكل علمي آلية التنظيف والتطهير.
إنّ مفهوم التنظيف وبشكل مبسّط ، هو إزالة المواد الدهنية والأوساخ من على سطح الجلد بشكل جيد وكامل .
ولتكون عملية التنظيف
كاملة تتطلب وجود مادة خافضة للتوتر السطحي للماء كتركيب أساسي بشكل تجعل
منه قابلا للمزج مع الدهون حتى تصبح عملية إزالة الدهون بالماء ممكنة.
وتعرف هذه المواد الخافضة
للتوتر السطحي بإسم الـ " Surfactants " وهي( أملاح الأحماض الدهنية
القابلة للذوبان بالماء) ويوجد منها المواد الطبيعية وكذلك الاصطناعية ،
وكلاهما لا يعملان بدون الماء وكذلك الماء لا يعمل بدون هذه المواد .
فهذه المواد الخافضة
للتوتر السطحي وبوجود الماء تقوم بإذابة الدهون الموجودة على الجلد وعندما
تنتهي من ذلك تبدأ بتشكيل الرغوة حتى تمسك بالأوساخ والشوائب العالقة
بالدهون لمنع ترسبها والتمكن من إزالتها بالماء .
و الرغوة هي مستحلب بين الماء والهواء ولا تتشكل قبل إذابة الدهون ، وهذه الرغوة غير مستقرة ويجب إزالتها بالماء بسرعة .
أما بالنسبة للتطهير و
المواد المطهرة (Antiseptics) وهي المواد التي تستخدم موضعيا على الأنسجة
الحية وتقوم بكبح نمو أو نشاط " البكتيريا " (الجراثيم) و ذلك إما بإيقاف
نشاطهم أو القضاء عليهم . ( هذا التعريف معتمد من قبل الهيئة الفدرالية
الأمريكية للغذاء والدواءFDA) ) منذ عام 1938 ) .
و تتميز المادة المطهرة
بأنها تلتصق بجدار خلية " البكتيريا " بشكل جيد وسريع و تتميز أيضا بقدرة
اختراق جدار خلية البكتيريا و تتعلق هذه القدرة بثلاث عوامل أساسية هي :
تركيز المادة المطهرة ، كثافة جدار خلايا البكتيريا ، و الفترة الزمنية
للتلامس مع جدار خلية البكتيريا .
كما تتميز بالقدرة على تغير طبيعة ووظائف الأحماض النووية للبكتيريا (RNA, DNA) ، وهذا يهني القضاء الفعلي للبكتيريا .
المنتجات الهلامية لاتنظف و لاتطهر
إنّ المادة الكحولية سريعة التبخر وخاصة عندما تكون بتماس مباشر مع حرارة جلد الجسم، مما يعني أننا نفقد فعاليته بسرعة .
و أسرع مادة مطهرة هي
صبغة اليود وهي تحتاج إلى 30 ثانية لكي تنجز عملية التطهير، وهذا ينفي صحة
أن المواد الهلامية تقضي على" الجراثيم في 15 ثانية "لأنها تتبخر في أقل من
ذلك .
و المادة المطهرة التي
تستخدم في تركيب هذه المستحضرات الهلامية هي الكحول " الإتيلي " أو "
الإيزوبروبيلي " ، ويجب أن تكون التراكيز المستخدمة للكحول بما تحدده وتسمح
به دساتير الصيدلة .
ولكن الكحول المستخدم لايوجد بشكله الحر وإنما بشكل مرتبط مع المادة الهلامية ، مما يقلل من نشاطه وتأثيره ضد البكتيريا .
تحول المواد المعقمة الى " مسرطنة ".
تحول المواد المعقمة الى " مسرطنة ".
بعد استخدام هذه المنتجات
الهلامية لتنظيف اليدين، تتبخر مكوناتها من الماء والكحول بفعل حرارة
الجلد(الجسم) لتترك وراءها فيلم هلامي رقيق يحتوي على كل الأوساخ
والبكتيريا التي كانت موجودة على سطح الجلد .
وعندما يفرك الطفل يديه
من خلال اللعب أو الشخص البالغ من خلال حاجياته اليومية يتحول هذا السائل
إلى فتائل مرئية وغير مرئية ليعود الطفل أو البالغ إدخالها إلى جسمه بكل
مكوناتها عن طريق تلامس يده مع الفم (أثناء الأكل أو أي نشاط آخر يقوم به )
.
والأكثر خطورة من كل هذا
بحسب ما أكدت دراسة سويسرية ، فإنّ مادة ثلاثي إيتانول الأمين الموجودة في
هذه المستحضرات، عندما تدخل المعدة وفي وسط حمضي pH( 2-4) تتحول من خلال
عملية إستقلاب إلى مادة النيتروزامين Nitrosamine وهي معروفة على أنها
مادة مسرطنة من الدرجة الأولى.
وعود من مديرية حماية المستهلك بالاهتمام بالموضوع
وحول الرقابة على مثل هذه
المنتجات في السوق السورية , قال " وضاح نيرباني " مدير مديرية حماية
المستهلك في مديرية التجارة الداخلية بحلب لعكس السير : " إن ترخيص مثل
هذه المنتجات منوط بوزارة الصحة " .
وأشار " نيرباني " إلى أن مسؤوليتهم تقتصر على أخذ عينات من السوق , وتحليلها , ومراقبة مدى مطابقتها للمواصفات القياسية السورية .
كما وعد " نيرباني "
بالاهتمام شخصيا بالموضوع بالتعاون مع وزارة الصحة , وسيتم ذلك بأخذ عينة
من هذه المنتجات الهلامية وتحليلها و التأكد من خواصها المطهرة تحت إشراف
لجنة طبية مختصة .
أسمهان الموسى
الثلاثاء - 15 كانون الاول - 2009 -
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..