مع تطور الطب الحديث وتشييد المستشفيات جرى إهمال الطب الشعبي، وأحياناً
احتقاره والتقليل من قيمته وقيمة العاملين فيه، من دون النظر إلى تجربتهم،
وأدى هذا الإهمال «الرسمي طبعاً» إلى ضعفه
وضياع تراكم خبرات وموروث فيه له قيمة علاجية كبيرة، ومع تردي منظومة الخدمة الصحية الحكومية وطغيان الطابع التجاري على الطب الحديث، وبالتالي نشوء فجوة حاجة وتزايد طلب للعلاج استغله بعض أدعياء الطب الشعبي ودخلوا المضمار، استفادوا من عدم توفر المنظومة العلاجية أو ضعفها وبيروقراطيتها.
ولم يكن لهذا أن يكون لولا الإهمال الحكومي، فطوال عقود لم تكن الجهات الحكومية مهتمة بتقنين وتطوير الطب الشعبي، سواء أكان العلاج بالأعشاب أم الكي والحجامة وتجبير كسور العظام، وحتى اللجوء إلى الرقية الشرعية، التي يمكن ضمها إلى الطب الشعبي، مع ثبات أصلها في القرآن الكريم والسنة المطهرة.
واختلط الحابل بالنابل، ولجأ بعض الناس- اضطراراً- إلى من استطاع إقناعهم، فالمريض مثل الغريق يتشبث بقشة، وأثرى بعضهم حتى طالعنا أخباراً ونكاتٍ عن شراء إبل بملايين الريالات من معالجين بالرقية، لا أعلم مدى صحتها.
وعلاج هذه المشكلة القديمة المتجددة لا يمكن بملاحقة من تشتهر أخطاؤه و«سوء تشخيصه الطبي» إن جاز التعبير، فالأخطاء في التشخيص والعلاج حاضرة في الطب الحديث أيضاً، إلا أنها تحدث عن علم! في حين يحدث ذلك من أدعياء العلاج الشعبي عن جهل، وهذه مفارقة تستحق التأمل. ولا يمكن لكل متضرر الظهور كما ظهر المواطن في مقطع يعرض فيه حال جسده بعد «جلسات شوي» بأسياخ حارقة، لتتم ملاحقته إذا اشتهر المقطع ونال الاهتمام، هذا وحده غير كاف.
علاج المشكلة ممكن مع أهمية أساسية، وهي أن تقتنع وزارة الصحة والأطباء بأن هذا النوع من العلاج ليس منافساً لهم، ثم يتم تقنين هذا الطب بأنواعه المختلفة، التي أشرت إليها، بخطوات تبدأ بالفحص النفسي لمن يمارسه، وحد أدنى من الثقافة والتعليم لديه، ثم التأكد من قدراته العلاجية وفهمه احتمال مضاعفاتها، ومن بعدها الترخيص له، مع شرط وجود سجل لمن يراجعه، وكما أن هناك هيئة للتخصصات الصحية يمكن أن يكون هناك جهاز يعنى بالطب الشعبي، يشرف عليه ويطوره ويدعمه علمياً.
عبد العزيز احمد السويد
------------------
إضافة :
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
الصحة تُوقف مدعي العلاج بالكي وتحيله للادعاء العام
وضياع تراكم خبرات وموروث فيه له قيمة علاجية كبيرة، ومع تردي منظومة الخدمة الصحية الحكومية وطغيان الطابع التجاري على الطب الحديث، وبالتالي نشوء فجوة حاجة وتزايد طلب للعلاج استغله بعض أدعياء الطب الشعبي ودخلوا المضمار، استفادوا من عدم توفر المنظومة العلاجية أو ضعفها وبيروقراطيتها.
ولم يكن لهذا أن يكون لولا الإهمال الحكومي، فطوال عقود لم تكن الجهات الحكومية مهتمة بتقنين وتطوير الطب الشعبي، سواء أكان العلاج بالأعشاب أم الكي والحجامة وتجبير كسور العظام، وحتى اللجوء إلى الرقية الشرعية، التي يمكن ضمها إلى الطب الشعبي، مع ثبات أصلها في القرآن الكريم والسنة المطهرة.
واختلط الحابل بالنابل، ولجأ بعض الناس- اضطراراً- إلى من استطاع إقناعهم، فالمريض مثل الغريق يتشبث بقشة، وأثرى بعضهم حتى طالعنا أخباراً ونكاتٍ عن شراء إبل بملايين الريالات من معالجين بالرقية، لا أعلم مدى صحتها.
وعلاج هذه المشكلة القديمة المتجددة لا يمكن بملاحقة من تشتهر أخطاؤه و«سوء تشخيصه الطبي» إن جاز التعبير، فالأخطاء في التشخيص والعلاج حاضرة في الطب الحديث أيضاً، إلا أنها تحدث عن علم! في حين يحدث ذلك من أدعياء العلاج الشعبي عن جهل، وهذه مفارقة تستحق التأمل. ولا يمكن لكل متضرر الظهور كما ظهر المواطن في مقطع يعرض فيه حال جسده بعد «جلسات شوي» بأسياخ حارقة، لتتم ملاحقته إذا اشتهر المقطع ونال الاهتمام، هذا وحده غير كاف.
علاج المشكلة ممكن مع أهمية أساسية، وهي أن تقتنع وزارة الصحة والأطباء بأن هذا النوع من العلاج ليس منافساً لهم، ثم يتم تقنين هذا الطب بأنواعه المختلفة، التي أشرت إليها، بخطوات تبدأ بالفحص النفسي لمن يمارسه، وحد أدنى من الثقافة والتعليم لديه، ثم التأكد من قدراته العلاجية وفهمه احتمال مضاعفاتها، ومن بعدها الترخيص له، مع شرط وجود سجل لمن يراجعه، وكما أن هناك هيئة للتخصصات الصحية يمكن أن يكون هناك جهاز يعنى بالطب الشعبي، يشرف عليه ويطوره ويدعمه علمياً.
عبد العزيز احمد السويد
Posted: 29 Jan 2017 12:31 AM PST
------------------
إضافة :
-----------------
احذروادخلاء الطب الشعبي
احذروادخلاء الطب الشعبي
يقولون هذا طبيب شعبي ومات ولا له وريث الا ناس بعيدين 😄
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
الصحة تُوقف مدعي العلاج بالكي وتحيله للادعاء العام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..