إذا لم يسبق لك أن رأيت سيجارة إلكترونية من قبل، فعلى الأرجح أنك ستراها قريبا جدا؛ إذ إن
مراكز مكافحة الأمراض أشارت مطلع هذا العام، إلى أن أعداد المستخدمين للسجائر الإلكترونية قد تضاعف ما بين العامين 2010 و2011. وتصنع هذه السجائر المزودة بالبطاريات لمحاكاة سجائر التبغ الحقيقية، وهي تنفث بخار الماء مصحوبا بالنيكوتين الموجود في كبسولة، ليستنشقه المستخدمون كما لو أنهم يدخنون حقا من سيجارة مشتعلة.
يقول راي كاسيراي، مدير الخدمات الطبية في مستشفى سانت جوزيف: "بما أن السجائر الإلكترونية لا تصدر دخانا، ولا تحتوي على معظم المواد الكيميائية الموجودة في السجائر التقليدية، فإن هذا قد يجعل منها أقل ضررا، لكن الحقيقة أن كلا النوعين غير مستحب؛ فالأشخاص الذين يستعملون السيجارة الإلكترونية يستنشقون مواد ضارة بالرئتين أيضا، ففيها مكونات أخرى قد لا تكون آمنة، ناهيك عن النيكوتين.
ويضيف كاسياري أن أي مادة غريبة تدخل إلى الرئة قد تتسبب في إتلافها أو تهيجها، في حين لا تملك أي وسيلة للحماية غير إفرازها للمخاط العازل أو التحفيز على السعال. من جهة أخرى، تفتقر السجائر الإلكترونية إلى التنظيم والإشراف المناسبين، مما يعني أن للشركة المصنعة الحرية في تحديد كمية ما يستنشقه المرء من المكونات الفعلية المستخدمة.
لكن المناصرين لهذا المنتج يؤمنون بأنه لا ينبغي حرمان الناس من حق استعمال هذا الجهاز المبتكر. يقول كارل فيليبس، مدير جمعية المؤيدين للبدائل الخالية من الدخان: "إن السيجارة الإلكترونية جزء من منظومة أكبر تدعى: الحد من أضرار التبغ". ويجدر بالذكر أن هذه المجموعة تروج لاستخدام المنتجات الخالية من التبغ، لذلك يرى فيليبس أن هذا النوع من السجائر بديل أفضل عن السجائر القابلة للاشتعال.
كما يؤكد دعاة استعمال هذا النوع المبتكر من السجائر، بأن مستخدمه يقلل من مخاطر تعرضه للضرر لأنه يستنشق البخار وليس الدخان الذي يعد خطرا حقيقيا. غير أن دراسة قدمت في العام الماضي أثناء انعقاد المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لأمراض التنفس تقول عكس ذلك؛ إذ قاس الباحثون مدى قدرة مجموعة من المدخنين وغير المدخنين على الشهيق، قبل وبعد استعمال السيجارة الإلكترونية، فأظهرت النتائج زيادة ملحوظة في مقاومة المجرى الهوائي بين معظم أفراد الدراسة بعد استنشاقهم لبخار السيجارة الإلكترونية.
كما أن لدى منظمة الصحة العالمية أيضا، مخاوف من استعمال هذا النوع من السجائر، لا سيما تجاه ذلك التصور السائد بأن خلوها من بعض المواد الضارة يجعل منها أجهزة آمنة بشكل أكبر. ووفقا لموقعها الإلكتروني فإنها ترى: "من الممكن أن يتسبب ذلك في إغواء المستهلكين، بينمالم يتم الكشف بشكل كامل حتى الآن عن طبيعة المواد الكيميائية المستخدمة فيها، كما أنه ليس ثمة معلومات كافية حول الانبعاثات الصادرة عنها".
كما يعرب معارضو السيجارة الإلكترونية، عن تخوفهم من أن الشركات المصنعة ربما تستهدف من وراء ذلك فئة المراهقين أو حتى الأطفال، مما قد يخلق جيلا جديدا من المستخدمين لهذا النوع من السجائر. غير أن فيليبس يستبعد ذلك قائلا: "إن معظم مستخدمي السجائر الإلكترونية هم في سن الـ30 أو الـ40 عاما". ويشار إلى أن هذه المنتجات تتوافر في شبكة الإنترنت، ويمكن للمرء أن يختار منها نكهته المفضلة بطعم القهوة أو الشوكولا البيضاء أو الحلوى مثلا، مما قد يغري صغار السن باستعمالها. لهذا السبب، عمدت بعض الولايات الأميركية مؤخرا إلى إقرار قوانين تحدد الفئات العمرية التي يسمح لها بشراء هذا المنتج للحد من بيعها إلى الأطفال.
بقلم : ماريكي ديرننغ
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
مراكز مكافحة الأمراض أشارت مطلع هذا العام، إلى أن أعداد المستخدمين للسجائر الإلكترونية قد تضاعف ما بين العامين 2010 و2011. وتصنع هذه السجائر المزودة بالبطاريات لمحاكاة سجائر التبغ الحقيقية، وهي تنفث بخار الماء مصحوبا بالنيكوتين الموجود في كبسولة، ليستنشقه المستخدمون كما لو أنهم يدخنون حقا من سيجارة مشتعلة.
يقول راي كاسيراي، مدير الخدمات الطبية في مستشفى سانت جوزيف: "بما أن السجائر الإلكترونية لا تصدر دخانا، ولا تحتوي على معظم المواد الكيميائية الموجودة في السجائر التقليدية، فإن هذا قد يجعل منها أقل ضررا، لكن الحقيقة أن كلا النوعين غير مستحب؛ فالأشخاص الذين يستعملون السيجارة الإلكترونية يستنشقون مواد ضارة بالرئتين أيضا، ففيها مكونات أخرى قد لا تكون آمنة، ناهيك عن النيكوتين.
السيجارة الإلكترونية .... الصورة من موقع رويترز |
لكن المناصرين لهذا المنتج يؤمنون بأنه لا ينبغي حرمان الناس من حق استعمال هذا الجهاز المبتكر. يقول كارل فيليبس، مدير جمعية المؤيدين للبدائل الخالية من الدخان: "إن السيجارة الإلكترونية جزء من منظومة أكبر تدعى: الحد من أضرار التبغ". ويجدر بالذكر أن هذه المجموعة تروج لاستخدام المنتجات الخالية من التبغ، لذلك يرى فيليبس أن هذا النوع من السجائر بديل أفضل عن السجائر القابلة للاشتعال.
كما يؤكد دعاة استعمال هذا النوع المبتكر من السجائر، بأن مستخدمه يقلل من مخاطر تعرضه للضرر لأنه يستنشق البخار وليس الدخان الذي يعد خطرا حقيقيا. غير أن دراسة قدمت في العام الماضي أثناء انعقاد المؤتمر السنوي للجمعية الأوروبية لأمراض التنفس تقول عكس ذلك؛ إذ قاس الباحثون مدى قدرة مجموعة من المدخنين وغير المدخنين على الشهيق، قبل وبعد استعمال السيجارة الإلكترونية، فأظهرت النتائج زيادة ملحوظة في مقاومة المجرى الهوائي بين معظم أفراد الدراسة بعد استنشاقهم لبخار السيجارة الإلكترونية.
كما أن لدى منظمة الصحة العالمية أيضا، مخاوف من استعمال هذا النوع من السجائر، لا سيما تجاه ذلك التصور السائد بأن خلوها من بعض المواد الضارة يجعل منها أجهزة آمنة بشكل أكبر. ووفقا لموقعها الإلكتروني فإنها ترى: "من الممكن أن يتسبب ذلك في إغواء المستهلكين، بينمالم يتم الكشف بشكل كامل حتى الآن عن طبيعة المواد الكيميائية المستخدمة فيها، كما أنه ليس ثمة معلومات كافية حول الانبعاثات الصادرة عنها".
كما يعرب معارضو السيجارة الإلكترونية، عن تخوفهم من أن الشركات المصنعة ربما تستهدف من وراء ذلك فئة المراهقين أو حتى الأطفال، مما قد يخلق جيلا جديدا من المستخدمين لهذا النوع من السجائر. غير أن فيليبس يستبعد ذلك قائلا: "إن معظم مستخدمي السجائر الإلكترونية هم في سن الـ30 أو الـ40 عاما". ويشار إلى أن هذه المنتجات تتوافر في شبكة الإنترنت، ويمكن للمرء أن يختار منها نكهته المفضلة بطعم القهوة أو الشوكولا البيضاء أو الحلوى مثلا، مما قد يغري صغار السن باستعمالها. لهذا السبب، عمدت بعض الولايات الأميركية مؤخرا إلى إقرار قوانين تحدد الفئات العمرية التي يسمح لها بشراء هذا المنتج للحد من بيعها إلى الأطفال.
بقلم : ماريكي ديرننغ
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..