الصفحات

الخميس، 28 مايو 2015

«برفسور» تجارة مرض نفسي

 تحدثت سابقا عن الغياب التام للرعاية الصحية النفسية الكاملة والمتكاملة في الشق المتعلق بتنويم المرضى النفسيين الذين يحتاجون إلى إيواء وعلاج دوائي ونفسي مكثف داخل المستشفى، والنقص الحاد
في الأسرة للمرضى النفسيين ورفض قبولهم أو إخراجهم دون علاج، والحاجة الماسة جدا لإنشاء مستشفيات صحة نفسية تخفف من معاناة الأهالي الذين يتواجد في منازلهم مرضى نفسيون خطرون جدا على أفراد الأسرة في المنزل وعلى الناس في الشارع وعلى الوطن إذا استغلوا!!.
اليوم، لا بد أن نتناول جانبا آخر مهم جدا يتعلق بغياب الرعاية الصحية العلاجية لمن يعاني مشاكل نفسية أو بداية أعراض اكتئاب أو فصام أو أي شكل من بدايات العلل النفسية ويرغب بنفسه في عرض نفسه على طبيب نفسي.
المستشفيات الحكومية مقصرة جدا في هذا الجانب، فعدد العيادات النفسية محدود جدا، وطريقة استقبال ورعاية وصرف أدوية المرض النفسي أسوأ كثيرا من تلك الخاصة بالمرض العضوي، ناهيك عن سوء المتابعة، وحفظ سرية المريض.
هذا القصور دفع بعدد من الأطباء النفسيين لفتح عيادات خاصة تجارية بحتة، هي ليست مستشفيات نفسية خاصة، كما هو موجود في دول مجاورة، حيث إن التنويم والعلاج المكثف ليس في قاموسها ولا ترغبه لتكلفته ومشقته!!، لكنها ترغب وبجشع شديد لا أخلاقي في استغلال حاجة المريض أو أقاربه في عرض نفسه على طبيب نفسي!!، فتستغله أسوأ استغلال بفرض رسوم عالية جدا تصل إلى ٢٠٠٠ ريال على فتح الملف وأول زيارة، وليت المريض بعد دفع هذا المبلغ يحصل على جلسة حقيقية مع طبيب نفسي يفحصه جيدا ويحاول تشخيص مرضه!!، فالحاصل هو أن المريض يشاهد الطبيب (المحصل المالي) الذي غالبا يستغل شهرته وظهوره المتلفز في كل برنامج كمعالج وواعظ مجرد مشاهدة خاطفة ثم يحيله لجلسات قادمة قيمة كل منها لا تقل عن ٥٠٠ ريال لا يقابله خلالها، إنما يوكل أمره للأخصائي النفسي الذي يسمع منه ولا يستطيع علاجه إذا استدعى أمره علاجا دوائيا منتظما ومكثفا!!.
أغلب من يمارس هذا الاستغلال والاحتيال هم أطباء بنوا شهرتهم بالظهور المتلفز وارتداء عباءة النصح والتقى وطبيعة عياداتهم التي اتخذوها تجارة تخالف ما يدعون!!، ناهيك عن استغلال ألقاب أكاديمية لا يفترض أن تستخدم علاجيا مثل (برفسور) وأستاذ دكتور!!، وما هم إلا أساتذة في استغلال ضعف المريض وغياب الرقابة.


محمد بن سليمان الأحيدب
--------------------
التعليق:

لايزعل عليك  ويجيش معجبيه من البسطاء المخدوعين في مواقع التواصل
مثل هؤلاء  بدأوها  بالمسحة الدينية
ومع الوقت تبين لنا   أن الدنيا عندهم   مطمع  والدين  مطبع !




مواضيع مشابهة - أوذات صلة :

كيف مر الجهاز من الجمارك؟!

لا .. يا د.طارق الحبيب الفاظك يجب ان تنتقيها بعناية !ا ...

الشيخ المنجد يصف طارق الحبيب بالسفيه النفسي بعد تغريداته المثيرة للجدل..

ردود المثقفين على اراء طارق الحبيب الشاذة

د. طارق الحبيب والكبوة الثانية والخطيرة !


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..