الصفحات

الأحد، 19 أبريل 2015

إضعاف الثقة بالرقابة الحكومية! وهل لمصانع المياه خصوصية؟

في الأمثال «رِجل الديك تجيب الديك»، في الواقع – أعزكم الله – «تبول» عامل في قارورة مياه وتصويره كشف عن الأحوال المخجلة للمصنع، ومصطلح «المصنع» هنا «يخب» على معمل تعبئة مياه حاله لا تسر
الصديق.
لجنة في إدارة في وكالة بأمانة مدينة الرياض كانت نائمة، صحت بعد بلاغ لتقفل المصنع، والمقطع المصور متداول قبل البلاغ، لكن يظهر أن الموظف الحكومي لا يتحرك إلا بتوجيه، وهنا سيقع اللوم على من لم يوجه. الأصل في الرقابة منع الضرر ورفع مستوى الجودة، أما إذا أتت بشكل إطفاء حرائق ظهرت أدخنتها للعلن «قسراً» فالقيمة هنا متدنية، ودلالة على ضعف الأجهزة المعنية.
في بيان «أمانة الرياض» غاب حضور وزارة التجارة والصناعة، مع أنه – كما ذكر – «مصنع»، فهل لمصانع المياه خصوصية تبعد عنها حضور الوزارة؟ وفي بيان الأمانة غموض، إذ نص أنه «اتضح وجود مخالفات صحية عدة توجب الإغلاق»، ولم يذكرها، لكن بعض الصحف ذكرت أن المصنع بلا رخصة، وعمالة من دون شهادات صحية وغيرها، وبحسب صحيفة «سبق» فالمصنع «تضمن مخالفات عدة توضح عدم صلاحيته لأي إنتاج أو عمل غذائي أو صحي، إذ ينتشر الصدأ في جميع ماكينات التصنيع، وكذلك المخلفات في أرجائه، فضلاً على سوء تصريف المياه وارتفاع منسوبها في أرضية المصنع، وتدني مستوى النظافة بشكل عام، ووجود فتحات في الأسقف تكشف محل التصنيع وتعتبر ثغرة لدخول الجراثيم والميكروبات». انتهى الاقتباس.
ولا نعرف لماذا لم يتضمن بيان «الأمانة» المنشور في صحف أخرى هذه التفاصيل، وهي الحريصة – كما تقول – على صحتنا؟
أما الصور المنشورة فهي مفزعة، ولو اطلعت عليها وحدها من دون الخبر لتوقعت أنها من خرابة استراحة على طريق ناء. الرقابة تعني الوقاية أولاً، أما بعد فإن الحقيقة المرة أن الأجهزة الرقابية من «أمانة» و«هيئة غذاء ودواء» شهّرت بنفسها وضعفها وانتظارها صعود نجم مقطع يتداوله الناس. يستحق المواطن الذي صور وحمّل المقطع الشكر والتقدير، فهو المراقب الحقيقي، إذ أثبت أن مياهكم يرعاها موظفون في مكاتب أنيقة، وشركات كل ما فيها يلمع إلا خطوط الإنتاج والمنتجات
Posted: 18 Apr 2015 01:21 AM PDT
------------

ما هي حال سلع تم توزيعها في الأسواق، وثبت أن المصنع المنتج عليه مخالفات استدعت إغلاقه بمحضر رسمي؟
في حال مصنع المياه الذي أغلقته أمانة الرياض وهيئة الغذاء قبل أيام، لماذا لم يتم سحب منتجاته المعروضة من الأسواق؟ هل الهدف تسكيت الجمهور بإعلان مقتضب عن إغلاق المصنع إلى حين تصحيح أوضاعه، من دون ذكر للعقوبات الرادعة والمانعة لتكرار ذلك، ومن دون اهتمام بأوضاع من استهلك هذه المنتجات أو قد يستهلكها؟
ثم لماذا لم نقرأ إشارة واحدة إلى مستودعات المصنع والكميات المتوافرة فيها، فلم يذكر تحفظ أو مصادرة؟ وهي قد خرجت من خطوط إنتاج نُشرت صور كافية للحكم عليها.
الرسالة التي وصلت للمستهلك مواطناً ومقيماً من أمانة الرياض وهيئة الغذاء والدواء تقول إن حماية استثمار المصنع وسمعته مقدمة على حماية صحتكم.
وهي مقدمة أيضاً على حماية سمعة المنتج «الوطني»، عفواً أقصد المنتج «المحلي»، والنتيجة هي مزيد من اهتراء الثقة بهذا المنتج لمصلحة المستورد، وترسيخ لصورة عدم جدية الرقابة الحكومية، خصوصاً في صحة البيئة بالأمانة.
أما الرسالة للمستثمرين والاستثمار الأجنبي والمحلي فهي تقول إنه يمكنكم العبث وممارسة كل أنواع المخالفات، حتى يظهر مقطع مصور يوضح سوء منتجاتكم وينتشر! ثم يأتينا بلاغ عنه. عندها سنغلق المصنع، حينها يمكنكم التمتع بالأرباح والسمعة الحسنة.
Posted: 18 Apr 2015 09:00 PM PDT
عبد العزية الأحمد السويد


_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..