الصفحات

السبت، 20 يناير 2018

تحدي الشراء...!!

     يطاردني حب التسوق، هو ليس إدماناً بقدر ما هو عدم قدرتي على إدارة ميزانيتي، ولكن إن استطعت أن أسيطر على شغفي وحبي للتسوق سأكون نجحت في إدارة ذاتي، ولكن كيف يمكن مساعدتي في اتخاذ قرارات شراء سليمة ودون خسائر؟ كيف يمكن تفادي أن نكون هدفاً للتلاعب، فلا تزال الحملات الإعلانية تغرينا منذ عصر «أرسطو»: فقد قام بتحذير إخوانه الإغريق من الأخطار التي تحيق بهم فيما لو أعماهم حضور المرء وشخصيته، حيث كان يناشد جمهور مستمعيه ليركزوا على الحقائق التي تتضمنها الحجة المعينة التي يسوقها المتحدث لكي يتجنبوا الوقوع في براثن التلاعب بهم عاطفياً». وبناء على وجهة نظر أرسطو وتحذيراته كيف يمكن أن نجعل قراراتنا عقلانية في الشراء؟ أيضاً كيف يمكن أن يقيّم المستهلك منتجاً أو خدمة معروضه في السوق ويتأكد أنه يريدها فعلاً؟ فمقدار وطبيعة تعامل المستهلك في شرائه لأي سلعة تعتمد على الدوافع، وهذه الدوافع غالباً ما تكون محفزات خارجية مثل الإعلانات للسلع والتخفيضات التي تطرحها المحلات في السوق، وتأكيداً لهذا تذكر المتخصصة في علم نفس المستهلك، «كيت يارو» مؤلفة كتاب (فك الرموز العقلية للمستهلك): “نحن بحاجة إلى المزيد، عندما تخرج نزعات الشراء عن سيطرتنا، فإن المفتاح هو أن نحدد رغباتنا». والسؤال المطروح هو: كيف يمكن أن تتغير سلوكيات الناس دون أن نحد من خياراتهم؟ قد يكون التحدي الذي نواجهه هو تحدٍ ذي مكون سلوكي، فكيف نسيطر على سلوكياتنا الشرائية ونهذبها في ظل مصيرنا الذي لانعرف ما سيؤول إليه بعد التغير في أسعار السلع والخدمات في ظل الأوضاع الاقتصادية الجديدة، وثقافة الضريبة، ما الذي يحدث في جسدك ودماغك عندما تتوقف عن التفكير العقلاني ويغريك تخفيض الأسعار؟ هذه التساؤلات تشغلني ولكنها تجعلني أفكر بعمل تنمية وتهذيب لسلوكياتي الشرائية وتدريب لعقلي لاتخاذ قرار سليم في الشراء، وعلى كل منا فهم وتحديد ما هي دوافعه الحقيقة للشراء، تأمل، ابحث، وبعدها ستكتشف ذاتك الداخلية، ولكن عليك أن تحدد وقتاً لتعويد نفسك على مهارة اتخاذ قرار سليم في الشراء من أجل أن تنجح في إدارة ذاتك، قد تتساءل بينك وبين نفسك هل لا بد أن أطبق بعض المنطق الإحصائي حتى أحدد ما أريد؟ لا أرغب أن أكون شجرة وحيدة في غابات السلوكيات العشوائية، لذلك لا بد أن تتروى في اختياراتك، فالوقوع تحت ضغط القرار بشكل عشوائي لا منهجي يصيب الأفكار والقدرات بالخمول، والوسيلة الأهم لتحقيق الاستقرار من أجل اتخاذ القرار هو تحديث وتطوير الأفكار، هذا يمنحنا إستراتيجية تبصرنا بما يجب أن نكون عليه، بمعنى أن تدفع نفسك إلى حد يفوق تصورك لذاتك.   السبت 3 جمادى الأولى 1439هـ - 20 يناير 2018م

ضلع أعوج

د.زينب ابراهيم



المصدر

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..