الصفحات

السبت، 3 يونيو 2017

مونسانتو متواطئة في جرائم الحرب الإسرائيليّة

        شركة مونسانتو الأمريكيّة، المتخصّصة في مجال التكنولوجيا الحيويّة الزراعيّة، تسرق الأضواء مرةً أخرى بسبب احتمال أن
يتم الاستيلاء عليها من قِبَل الشركة الألمانية باير، بالإضافة إلى العديد من الأحداث المدنيّة المعارضة لإرادة الاتحاد الأوروبي بتأجيل قرارها بشأن تجديد الإذن بصناعة الغليفوسات، المادة المثيرة للجدل المُستَخدَمة مع مبيدات الأعشاب، والتي تنتجها الشركة.
تفجير الفسفور الأبيض على مدينة غزة
تفجير الفوسفور الأبيض فوق مدينة غزة

ولكن المعلومات الأخرى، وعلى الرغم من أهميّتها، لم تظهر في أيّ من وسائل الإعلام الرئيسيّة: وثائق رُفِعَت عنها السريّة نُشِرَت في عام 2012 من قِبَل غرفة التجارة الأمريكية، ومؤخّراً عبر الإنترنت من خلال موقع  “الأحداث الحاليّة”، وتبيّن ما يلي:
قامت شركة مونسانتو بتزويد الفوسفور الأبيض لجيش الدفاع الإسرائيلي، والذي تم استخدامه على الشعب الفلسطيني في مجازر غزّة في عامي 2008 و 2009.
إنّ الفسفور الأبيض هو مادّة متفجّرة حارقة ذات قدرات تفوق إلى حدٍّ كبير النابالم. الفوسفور الذي لا يحترق يخرج على شكل سحابة متآكلة، ولذلك يُصنّف في فئة الأسلحة الكيميائيّة.
في الاستخدامات الهجوميّة، تكون مستويات الفوسفور مرتفعةً جداً إلى حد أنّ السحابة البيضاء الناتجة تكون في كثير من الأحيان قاتلة أكثر بكثير من الانفجار، وتتسبّب بحروقٍ بالغةٍ في الجلد، العضلات، أو العظام. يتوقّف هذا الاحتراق فقط عندما يُمنع عنه الأوكسجين.
في عام 1983، حظرت الأمم المتّحدة استخداماته الهجوميّة، والتي تمّ تصنيفها كجرائم حرب.
وبعد الإنكارات المتعدّدة، اعترف الجيش الصهيوني المجرم باستخدامه للفسفور الأبيض أثناء عمليّة  “الرصاص المصبوب”، التي بدأت في أواخر كانون الأوّل 2008 وانتهت بعد شهرٍ من ذلك.
إنّ اعتراف السلطات الإسرائيليّة كان مفاجأةً صغيرة لأنّه أصبح من الصعب، وعلى نحوٍ متزايدٍ، إنكار استخدامها للمواد الكيميائيّة القاتلة. في الواقع، فقد تمّ العثور على العديد من بقايا الذخائر، حيث كانت آثار الفسفور الأبيض مرئيّة، في غزّة. كما قامت الأمم المتّحدة بالادّعاء بأنّ لديها أدلّةً تُثبت بأنّ هذه المادة كانت قد استُخدِمت في غارةٍ على إحدى مخازنها خلال الهجوم.
يدّعي الكيان الإجرامي استخدام العامل الكيميائي بطريقةٍ قانونيّةٍ من أجل تشكيل ستارٍ دخانيٍّ، وليس كسلاحٍ ضدّ المدنيّين. ما تُطالب به المنظّمات الإنسانيّة: “يجب ألا يتم استخدامه أبداً في المناطق المدنيّة لما له من آثارٍ مدمّرة))، هذا ما قاله عن هذه الحقائق في ذلك الوقت كريستوفر كوب سميث، خبير الأسلحة البالستيّة وذلك نقلاً عن منظمة العفو الدولية.
إنّ استخدام إسرائيل للمادة القاتلة في مناطق مدنيّة هو إساءة لحقوق الإنسان العالميّة ويشكّل جريمة حرب.
قبل أن تصبح رقم 1 عالميّاً في سوق البذور، وأوّل مزود لحالات التحول الجيني المستخدم في إنتاج البذور الجينية المعدّلة وراثياً، عملت شركة مونسانتو طويلاً في مجال الصناعة الكيميائية.
في الواقع، فمنذ أوائل القرن 20، وهذه الشركة مسؤولة عن تصنيع مختلف المواد الكيميائيّة السامّة، تتراوح بين الكافيين إلى العنصر البرتقالي، وغيرها من المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب الخطيرة. ومن المعروف كيميائيّاً بأنّ مبيدات الأعشاب هي الأكثر استخداماً في العالم، تتسبّب في الكثير من الضرر على النظام البيئي مثل العديد من المبيدات الحشرية.
ليست هذه المرة الأولى التي يرتبط فيها اسم مونسانتو بالأسلحة الكيميائيّة. ففي الواقع، في الستينيّات كانت هذه نفس الشركة التي زوّدت الجيش الأمريكي بالـ “عنصر البرتقالي” ذي السمعة السيّئة؟
لقد انتشرت هذه المبيدات العشبيّة لمدّة 10 سنوات في الغابات الفيتناميّة، وكان ذلك من أجل إزالة الأشجار لمنع مقاتلي المقاومة الفيتناميّة من الاختباء. وهذا ما تسبّب بالسرطانات بشكلٍ جماعيٍّ وبعواقب وخيمة يتحمّل نتائجها السكان حتّى اليوم.
في حين أنّ الشركات متعدّدة الجنسيّات قد سعت جاهدةً لكي تمحو ماضي علاقتها القديمة مع الجيش الأمريكي، فالوثائق التي رُفعت عنها السريّة، التي تُظهر بأنّ شركة مونسانتو هي مورّد الفوسفور الأبيض الوحيد للجيش الأمريكي، تُظهر بأنّ شيئاً لم يتغيّر.
حزب ضدّ الصهيونيّة يدين تصنيع واستخدام الأسلحة الكيميائيّة، التي تخالف جميع العقائد العسكريّة والبشرية.
فمن خلال تزويدها الكيان الصهيوني بالفوسفور الأبيض، أصبحت مونسانتو كمتواطئة في الجرائم ضد الإنسانيّة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي المجرم .
وستكون هذه النفوس الطيّبة التي تتظاهر ضدّ هذه الشركة متعددة الجنسيّات، المُتَّهَمة بتدمير النظام البيئي، وتطعيم محاصيلنا بالمنتجات السامّة، هي التي ستُذكّر العالم بأنّ شركة مونسانتو تشارك أيضاً في إبادة الشعب الفلسطيني من خلال تزويد الجيش الإسرائيلي المجرم بهذه المنتجات المميتة.
yahia_gouasmi_05-300x200
يحيى
القواسمي
رئيس حزب ضد الصهيونية


المصدر

اضافة :


مواضيع مشابهة - أو -ذات صلة :

محاكمة شركة مونسانتو بتهمة ارتكاب جريمة ضد كوكب الأرض

سلاحها البذور : مونسانتو.. شركة تنتج الموت

شركة "مونسانتو" الأمريكية أمام المحكمة الجنائية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية

_______
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..