الصفحات

الثلاثاء، 11 أكتوبر 2016

لقاح انفلونزا H1N1: الحقيقة والخيال

الهدف من هذه المقالة هو توفير معلومات موثوق بها حول لقاح H1N1، وليس المقصود التأثير على القراء في قرارهم لأخذ  اللقاح .

غالبية الأفراد الذين أصيبوا بمرض الانفلونزا H1N1 في عام ٢٠٠٩م  ظهرت
عليهم أعراض مرض طفيفة، مقارنة مع عدد قليل من الذين عانوا من أعراض شديدة. 
ومع أن مرض انفلونزا H1N1 يعد مرضاً خفيفاً، إلا أن منظمة الصحة العالمية (WHO) لا تزال تراقب الوضع، خشية أن تكون الموجة الثانية للوباء أكثر صعوبة نظراً للعدد الكبير من الناس الذين قد يصابوا بالعدوى.
وترجع هذه المخاوف إلى زيادة العبء المفروض على الخدمات الصحية، التي من شأنها أن توفر وحدات العناية المركزة وغيرها للمرضى الذين يعانون من أمراض مختلفة. ولهذا تتسابق شركات الأدوية العالمية حالياً لتحضير لقاح ضد انفلونزا H1N1.  
ولكن سلامة لقاح انفلونزا H1N1 لا يزال مشكوك فيها ، لا سيما بسبب الفترة الزمنية القصيرة التي تم تخصيصها لتنفيذ التجارب السريرية على اللقاح. ومن المخاوف المربوطة  باللقاح الحالي:خطر الإصابة بمتلازمة غيلان باريه (مرض عصبي)،  والأعراض الجانبية لاستخدام مادة تحتوي على الزئبق وتدعى الثايمروزال (Thimerosal)، وكذلك  الأعراض الجانبية للمادة المساعدة (adjuvant) التي قد يتم اضافتها للقاح.

ماهو مرض الإنفلونزا ال H1N1 ؟

في آذار / مارس ٢٠٠٩ م، تفشى مرض انفلونزا H1N1 في المكسيك، ثم انتشرلاحقاً في جميع أنحاء العالم. وفي يونيو / حزيران ٢٠٠٩م  رفعت منظمة الصحة العالمية حالة التأهب للمرحلة السادسة ،مما يشير إلى انتشار واسع النطاق حول العالم. ويعود سبب وباء الانفلونزا لفيروس جديد مكون من ٤ جينات: زوجين من جينات فيروسات انفلونزا الخنازير وفيروس بشري وفيروس انفلونزا الطيور.
وأعلن مرسوم ملكي في المملكة العربية السعودية  تأجيل بدء العام الدراسي لمدة أسبوعين، من أجل إتاحة الوقت الكافي لتثقيف المعلمين عن فيروس H1N1 لحماية الأطفال من الاصابة بالانفلونزا.

ما رأي مركز المكافحة والوقاية من الأمراض (CDC) بأوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية حول سلامة وفاعلية لقاح H1N1 ؟

يعتقد مركز المكافحة والوقاية من الأمراض بأن فوائد اللقاح ستكون أكبر بكثير من المخاطر المرتبطة بالإصابة بفيروس انفلونزا H1N1.
ووفقاً لمركز المكافحة والوقاية من الأمراض،  فإن التطعيم ضد الفيروس يعتبر أفضل طريقة للحماية ضد انفلونزا  H1N1 ومضاعفاتها.

ما رأي منظمة الصحة العالمية حول سلامة لقاح H1N1 ؟

وفقاً لمنظمة الصحة العالمية ، تقوم السلطات التنظيمية في البلدان المنتجة للقاح البحث  بعناية ودقة حول المخاطر التي قد تنتج عن اللقاح قبل الترخيص له. و تشير نتائج الأبحاث المنجزة حتى الآن إلى أن لقاح H1N1  يعتبر لقاح آمن كباقي لقاحات الانفلونزا الموسمية.
ومن المتوقعأن الآثار الجانبية تكون مشابهة لتلك التي تظهر عند اخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية. ومن هذه الآثار الجانبية احمرار أو تورم  موقع الحقن  وربما الحمى والصداع وآلام في المفاصل و العضلات. ومن المتوقع أن تكون هذه الأعراض في حالة وجودها خفيفة وقصيرة المدى.     
ومع ذلك  لن تتمكن التجارب السريرية من تحديد الأعراض الجانبية النادرة التي قد تنتج عن اعطاء اللقاح للملايين من الناس.
وتنصح منظمة الصحة العالمية جميع البلدان بإجراء تدابير الرقابة لضمان السلامة والإبلاغ عن أي ردود فعل عكسية.

هل سيكون برنامج التطعيم ضد فيروس H1N1  إجباري أو إختياري  في الولايات المتحدة الأمريكية؟

سيكون برنامج التطعيم ضد فيروس H1N1  إختياري في الولايات المتحدة. ويوصي مسؤولو الصحة الأفراد بأخذ لقاح الإنفلونزا من أجل حماية أنفسهم من الفيروس، وخاصة الأشخاص المصابين بالربو ومرض السكري والعاملين في قطاع الصحة والنساء الحوامل والأطفال. ومع ذلك ، فإن القرار النهائي لأخذ اللقاح يعتمد على كل فرد.

ما هو مرض متلازمة  غيلان باريه  (Guillain-Barré Syndrome)؟

يعتبر مرض متلازمة  غيلان باريه المكتسب  اضطراب عصبي نادر، تعمل فيه الأجسام المضادة الذاتية ضد الخلايا العصبية، مما يؤدى إلى ضعف في العضلات والشلل في بعض الحالات. قد يتعافى بعض المصابين من هذا المرض  ولكن البعض الآخر قد لا يشفى نظراً لتلف الأعصاب. و في حالات نادرة،  يمكن أن يؤدي هذا المرض إلى حالات الوفاة الناجمة عن مشاكل في التنفس.

ما هي مسببات مرض متلازمة غيلان باريه  (Guillain-Barré Syndrome)؟

لم يتم التوصل إلى سبب لهذا المرض. وقد يعود السبب فى تحفيز جهاز المناعة في الجسم وقد يصاب بعض الناس بهذا المرض عند تلقيهم أي من الأمراض المعدية. وفي بعض الحالات النادرة ، قد يصاب الأفراد بهذا المرض بعد تلقيهم اللقاح.
تزيد نسبة الإصابة بمتلازمة غيلان باريه GBS لدى المرضى الذين لديهم تاريخ بالإصابة به، فمن المستحسن لمثل هؤلاء الأشخاص تجنب أخذ اللقاح.

ماذا حدث في عام 1976م خلال حملة التطعيم  ضد انفلونزا الخنازير ؟

في عام 1976م، تم تحصين الملايين من الأفراد في الولايات المتحدة ضد انفلونزا الخنازير ولكن تم ايقاف البرنامج بسبب زيادة حدوث اصابات بمتلازمة غيلان باريه المكتسب بين أولئك الذين حصلوا على اللقاح. وحتى اليوم ، والصلة بين متلازمة غيلان باريه ولقاح الانفلونزا لم يتم توضيحها بشكل تام. ولذلك ، من أجل الكشف عن وجود خطر مماثل قد ينتج من هذا التطعيم فإن مئات الآلاف من الأفراد بحاجة إلى التطعيم.
وبالرغم من اختلاف فيروس انفلونزا الخنازير عام ١٩٧٦  عن فيروس H1N1 ٢٠٠٩م الحالي وبالتالي اختلاف اللقاحين ؛يبقى  خطر الاصابة بمضاعفات مصاحبا  لأي حملة تطعيم ضد الانفلونزا.

ما هي مادة الثايمروزال؟

مادة الثايمروزال مركب عضوي يتكون من  ٤٩% من الزئبق . و هي مادة حافظة  تستخدم لمنع التلوث الجرثومي والفطري في قنينات اللقاح المتعددة  الجرعات. وقد ارتبط استخدام هذه المادة  في  لقاح الأطفال مع زيادة مخاطر الإصابة بالأمراض العصبية منها مرض التوحد. 

هل يحتوي لقاح الانفلونزا H1N1 على مادة الثايمروزال؟

تم انتاج لقاح الإنفلونزا H1N1 بأشكال مختلفة. بعضها سيحتوي على مادة الثايمروزال كمادة حافظة. ومع ذلك ، فإن بعض لقاحات H1N1 قد تكون متوفرة في قنينات تستخدم لجرعة واحدة فقط لا تحتوي على المادة الحافظة  الثايمروزال.   

ما هي المادة المساعدة (adjuvant) في لقاح الإنفلونزا؟

المادة المساعدة   (adjuvant)هي مادة  تستخدم لزيادة الإستجابة المناعية للقاحات. وهي تساعد على تقليل كمية اللقاح المطلوبة لكل فرد. فالمواد المساعدة مثل السكوالين (squalene) قد تستخدم في اللقاحات البشرية. وأظهرت عدة تقارير عن ارتباط هذه اللقاحات بمختلف الأمراض المناعة الذاتية.

لماذا تستخدم هذه  المواد المساعدة في اللقاحات؟

يتم استخدام المواد المساعدة أو المحفزة للمناعة لقدرتها على زيادة فعالية اللقاح، مما يحد بشكل كبير تعاطي جرعات كبيرة من اللقاح.

هل يحتوي لقاح الانفلونزا H1N1 على مواد مساعدة (adjuvant)؟

في الولايات المتحدة ، سوف تستخدم لقاحات لا تحتوي على أي مواد مساعدة (adjuvant). وهذا يشمل كلا من لقاحي  انفلونزاH1N1 ٢٠٠٩م و لقاح الانفلونزا الموسمية التي ستكون متاحة للأطفال والكبار. لذلك ، يضمن مركز المكافحة والوقاية من الأمراض (CDC) أن اللقاحات خالية من المواد المساعدة في الولايات المتحدة.
ووفقاً لمركز المكافحة والوقاية من الأمراض (CDC)، فإن المواد المساعدة لا تزال قيد الدراسة لتحديد مدى سلامة استخدامها في اللقاح. وحالياً، لا يوصي مركز المكافحة والوقاية من الأمراض (CDC) من اخذ اللقاح الذي يحتوي على المواد المساعدة.
ومع ذلك ،فإن بقية الشركات المصنعة للقاح خارج الولايات المتحدة قد تستخدم المادة المساعدة  من أجل زيادة كميات اللقاح.
وفي الختام ، ينصح بشدة أن يستفسر الأفراد من أطبائهم عن جميع الأسئلة حول لقاح انفلونزا  H1N1  من أجل مساعدتهم على اتخاذ قرار حول وجوب أخذ اللقاح أو الامتناع عنه.

المراجع:

آخر تعديل 12/23/2015 6:09 PM

د.هناء فاخوري. أستاذ مساعد، كلية الطب 


_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..