عذاب اسمه التأمين..!!

    * (عميلنا العزيز باقي يومان على انتهاء وثيقة تأمين السيارات رقم 12759279، بادر بالتجديد لاستمرار الحماية التأمينية، وللتجديد استخدم خدمة سداد أو اتصل على الرقم 920019990 أو زيارة أقرب فرع).. إلى هنا والحكاية تبدو ولا أروع ولا أجمل ولا أسهل، لتبدأ بعدها مشاوير التعب، بدءًا بالسداد عن طريق الصراف، والذي يأخذك معه في جولة تنتهي بالرفض، وضرورة مراجعة الشركة، ولأهمية إنهاء الإجراءات يمضي العميل حاملاً في يده كل ما يهمه، ليكتشف هناك وفي مقر الشركة أنها قررت دون إعلامه إلزام كل عملائها بضرورة الاشتراك في (واصل)، ولا بأس في ذلك خاصة وأن علاقة الناس بالبريد يفترض أن تتطوَّر لتصبح علاقة حضارية!! ما علينا، يذهب المسكين إلى (واصل)، وهناك يجد نفسه غارقًا في المكان المسكون بالحسرة والشحوب، يأخذ دوره في طابور انتظار طويل، وحين يحصل على (واصل) يحمله فرحًا به لشركة التأمين، ليجد الحزن ينتظره في حكاية اسمها تحديث النظام، يتذكَّر، بقي يومان، يوم واحد، ويحاول إقناع الموظف بإنهاء إجراءاته!! لكن الموظف يعتذر بأنه لا يمكنه إدخال المعلومات بسبب تحديث النظام، وحين يراه محزونًا يُشفق عليه ويأخذ منه كامل أوراقه مع مبلغ الوثيقة، ومن ثم يعده بالتواصل معه حال انتهاء التحديث، ويظل المسكين في انتظار اتصال الموظف..!!!

* ما علينا، وتعب المواطن (هنا) قضية، وحاجته للوثيقة قضية، وتعذيب الناس مدفوع الثمن حقيقة صادمة، وتعاسة أن يستثني النظام الإنسان، وتُصر الشركة على التحديث على حساب عملائها ووقتهم، ليبقى الروتين مصيبتنا التي تُلازمنا ونعيشها مع كثير من الشركات والمؤسسات وبعض الدوائر الحكومية، والتي ما تزال تعيش في عالمها الافتراضي البعيد عن التعامل الحضاري والإنساني، ومن هنا أسأل من يهمه أمر التأمين وشركاته: متى تنتهي متاعب الناس معهم، والتي تبدو أكثر تعقيدًا وأكثر تعاسة..!!!

* (خاتمة الهمزة).. مصيبة أن يكون الحاسب قصة نجاح وتطوُّر وتقدُّم عند غيرنا، وتعطيل وعذاب وتعاسة في عالمنا المأزوم.. وهي خاتمتي ودمتم.

إبراهيم علي نسيب

الأحد 17/04/2016

. .
_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :