الصفحات

الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

اقتحام عالم "مصاصي الدماء" في جنوب جدة

"سبق" تقتحم عالم "مصاصي الدماء" في جنوب جدة 25 صفر 1436-2014-12-1712:42 AM
"صحة جدة" تدعو راغبي الاحتجام للحذر.. و"الأمانة": لا نصرح لهم
سلطان السلمي- سبق- جدة: على الرغم من وجود مستوصفات أدخلت خدمة الحجامة إلى أجندتها الصحية، وتقدِّم الخدمة لمن أرادها،
بوصفها علاجاً يتم بطريقة آمنة وصحية، وبإشراف طبي، وبأجهزة معقمة، إﻻ أن الحجامة ﻻ تزال مستمرة بالطرق العشوائية، وتشهد إقبالاً كبيراً من بعض عامة الناس البسطاء، الذين يقعون فريسة سهلة لمصاصي الدماء، ولاسيما أن المشارط الحادة المستخدمة وأدواتها في استخراج الدم ملوثة بالجراثيم، وسط بيئة تجلب الأمراض والمخاطر من قِبل عمالة وافدة مخالفة، تأخذ من البيوت الشعبية جنوب جدة مقراً لمص الدماء ونشر الأمراض.
محرر "سبق" ذهب لأحد كبار السوق في الحجامة، ويدعى "أبو بكر"، من إحدى الجاليات العربية بجنوب جدة، بصفته "زبوناً" يريد عمل الحجامة، وخرج بالتقرير الآتي:
 حجز موعد لمص دمك!
عند ذهابي إليه بمنزله الشعبي بجنوب جدة بحي الكندرة وجدت أمامي عدداً يتجاوز 15 شخصاً منتظرين الدور لعمل الحجامة في صالة كبيرة.
التقيت "عبدو"، سكرتير "أبو بكر"، وهو من الجالية نفسها، وطلب مني دفع مبلغ 50 ريالاً لحجز موعد لليوم التالي، واعتذر عن عدم إدخالي بسبب الزحمة.
أخذت أتحدث معه عن كيفية العمل، ومدى إقبال الزبائن بشكل ودي؛ حتى لا يشعر بالقلق تجاهي.
وبدأ "عبدو" قائلاً: إن الإقبال شديد جداً؛ ما جعلني أضع مواعيد يصل الانتظار فيها إلى 5 أيام.
 وعند سؤالنا عن سبب ذلك الإقبال الكبير أجاب: إن خبرة العم "أبو بكر" في المجال منذ 25 عاماً، والسمعة سبب في ذلك.
 بعد ذلك طلبت من عبدو أن يطلعني على الأدوات التي تُستخدم في الحجامة، وفعلاً أدخلني غرفة بها العديد من الكراتين والأشراط والأمواس، في منظر غير مرتب، يقلق مشاهده.
 وعند سؤالي له عن العدة التي تُستخدم من قِبل "أبو بكر" أجاب: "أمواس وأكواب حديدية، وأوراق بحجم صغير".
 عيادة "أبو بكر"
 طلبت من "عبدو" التوسط لي للدخول قبل البقية في صالة الانتظار، وفعلاً نجحت في ذلك، وأدخلني على "أبو بكر" في غرفة صغيرة وهو جالس، وبجانبه مشارط وأمواس وأكواب وأوراق.. إنه منظر أشبه بفيلم رعب.
قال لي: "مِمَّ تعاني؟ وأين موقع الألم؟" قلت له: "أشعر بصداع مزمن في الرأس؛ وأريد أن أعمل الحجامة".
طلب مني أن أكشف عن رأسي، ووضع أصابعه فوق رقبتي بقليل، وأتى بمشرط، وقال: "شد على نفسك سوف تؤلمك قليلاً". قلت له: "توقف، لماذا مشرط؟ أريد الجهاز الطبي الذي يعمل به في المستشفيات". أجاب لي: "اذهب للمستشفى، لماذا أتيت لي؟ أنا لي هنا 25 عاماً وأنا أقوم بحجامة للمرضى بمشرطي". وعند قولي له: "قد تكون ملوثة بالأمراض تلك المشارط"، قال: "الحامي الله!".
قسم للنساء
 شاهدنا عدداً من النساء يدخلن إلى المنزل، وتبين لنا أن هناك قسماً خاصاً للنساء، وبه زوجة "أبو بكر"، ولم نستطع الدخول ومعرفة ما بداخله!
 عشوائية التداوي
 وأشار الأستاذ علي القرني، وهو معلّم تربوي، إلى أن التداوي بالحجامة معروف منذ القدم، وله فوائد طبعاً، لكن يجب أن تكون الحجامة في بيئة صحية؛ لضمان مبدأ كيفية استخراج الدم بعد كشف ومعاينة، وليس كما يحدث من البعض، يقوم بشفط الدم بطريقة مخيفة ومقززة بفمه، وقد تحدث مضاعفات للمريض.
 ونصح القرني بعدم اللجوء إلى الحجامة بطريقة عشوائية، مع إبلاغ الجهات ذات العلاقة عن الحجامين المنتشرين - للأسف - في بعض الأحياء الشعبية؛ وهم - بلا شك - يحملون الخطر في مشارطهم.
التسويق الإعلاني للأمراض
 وقال إبراهيم عسيري: إنه في فترة سابقة ذهبت إلى أحد الحجامين بجدة، وكان ذلك عند مشاهدتي لوحة إعلانية على أحد الجدران، بها معلومات عن (الحجامة النبوية) ورقم جوال.
 اتصلت، وحدد موقع منزله، وذهبت إليه بعد صلاة المغرب، وعمل لي حجامة، وكنت متردداً حينها بسبب عشوائية الأدوات وعدم نظافتها، وبعد فترة بسيطة لا تتجاوز اليومين ظهرت لي حساسية بجسمي وحكة شديدة؛ ما جعلني أذهب إلى أحد المستشفيات. وحذر العسيري من التعامل معهم.
 الأسعار
 وقال أحد معلمي الحجامة، ويدعى "نوري الحمزة"، إن الأسعار تختلف بحسب الأماكن وعدد الأكواب. والكوب يصل سعره لـ30 ريالاً، ويرتفع في رمضان إلى 40 ريالاً.
 وأشار الحمزة إلى أن هناك من يجلب عدّة الحجامة من الصيدليات، ويكون السعر أقل للمريض.
 وبيَّن أن الأسعار معقولة، وفي متناول الجميع، ولا فرق بين الشخص البالغ في السن أو غير البالغ.
 الرأي الصحي
 وأوضح الدكتور سعد العقيل، استشاري الأمراض المعدية، أن الحجامة بالطرق التقليدية تجلب العديد من الأمراض التي قد تكون مميتة؛ بسبب استخدام المشارط من قِبل أشخاص بشكل متكرر وتلوُّث الدم بفيروس.
 وبيّن العقيل أنه لا يمكن الثقة بما يقدمه مدعو الحجامة في أماكن بعيدة عن البيئة الصحية، وطلب التوجُّه إلى العيادات المتخصصة في الحجامة.
 ومن جانبه، أوضح مدير المركز الإعلامي في أمانة جدة أن الأمانة لا تمنح تصاريح مزاولة الحجامة نهائياً، وهناك مستشفيات حكومية وخاصة متخصصة، تقوم بذلك العمل.
 وأشار الغامدي إلى أن الأمانة تغلق أي محل يزاول الحجامة بشكل غير رسمي، سواء كان في الأحياء الشعبية أو غيرها.
 وبيّن أن عدداً كبيراً من المخالفين "يقومون بذلك داخل بيوتهم؛ ما يصعب علينا اكتشاف ذلك. ونحن نحذر جميع المواطنين والمقيمين من التعامل معهم بشكل تام؛ فهم مصدر للأمراض".
 صحة جدة
من جانبه، أكد مدير العلاقات والإعلام والتوعية الصحية المتحدث الرسمي بصحة جدة، عبدالرحمن بن سعد الصحفي، أن الحجامة سُنَّة نبوية، لا يمكن أن نختلف حولها، لكن هناك اشتراطات صحية ووقائية صارمة في هذا الجانب، يجب على كل شخص يرغب في الاحتجام أن يتنبه لها، مثل اختيار المرفق الصحي الآمن من حيث التعقيم والنظافة، وكذلك عليه اختيار الأطباء المتخصصين في إجراء مثل هذه الأمور؛ حتى لا يعرض نفسه للعدوى بالأمراض المعدية من خلال استخدام المشارط والأنابيب غير النظيفة وغير المعقمة.
 وأشار الصحفي إلى أنه، من مبدأ الحرص على صحة وسلامة المجتمع، يجب استخدام الأدوات الجديدة التي تُستخدم لمرة واحدة للحجامة.
 وأضاف بقوله: إن خطورة استخدام الأدوات المستخدمة لأكثر من شخص تكمن في أنها ناقل خطير للكثير من الأمراض المعدية، مثل التهابات الكبد الوبائية ومرض نقص المناعة المكتسبة وغيرها، وبذلك يكون هذا الشخص قد عرّض نفسه للتهلكة. وبدلاً من طلبه العلاج والاقتداء بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - يصبح مريضاً بأمراض قاتلة ومميتة -لا قدر الله -.
 ودعا الناطق الرسمي لصحة جدة جميع شرائح المجتمع إلى ضرورة الحرص، وتوخي الحذر، والوقاية عند رغبتهم في الاحتجام؛ لحماية أنفسهم - بعد عناية الله - من هذه المخاطر. 


------------------
التعليق :
حلوة التسعيرة
صارت بسعر الكوب
ولاحقا سيكون الكوب  حجم صغير و حجم متوسط  و حجم عائلي !
ويا مجنونه يا سوبيا
و
بالهنا يا دراكيولا


_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..