الصفحات

السبت، 8 نوفمبر 2014

تجدد المطالب بفصل التجارة عن الصناعة مع وجود أكثر من مليوني مؤسسة ومصنع تعمل في السوق

الدمام - محمد سعد
    في ظل الزيادة المضطربة الذي تشهدها المملكة من حيث عدد مصانع ومؤسسات القطاع الخاص،
طالب مختصون بضرورة الإسراع والانتهاء من مقترح يقضي بفصل التجارة عن الصناعة في كيانين وزاريين منفصلين خاصة وأن مهام كل قطاع منهما أصبح أكثر تشعباً، حيث وصل عدد الغرف التجارية على مستوى المملكة إلى 28 غرفة منتشرة في المدن والمحافظات الرئيسية بالمملكة، بالإضافة إلى تزايد عدد المناطق الصناعية والتي بلغت 21 منطقة صناعية بخلاف أفرعها في المدن الرئيسية، وكذلك عدد المدن الاقتصادية العملاقة التي أمر خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بإنشائها، حيث بلغت 6 مدن قابلة للزيادة في أنحاء مختلفة من المملكة. ويتساءل المختصون حول تداعيات إبقاء التجارة والصناعة في وزارة واحدة الأمر الذي سيثقل كاهل الكيانيين والذي سيؤدي بالضرورة لضعف أداء القطاع الصناعي غير النفطي، خصوصاً وأن مجلس الشورى جدد غير مرة دعواته في فصل التجارة والصناعة عن بعضهما، ابتداءً من قراره الصادر في جمادى الآخرة عام 1429 بشأن فصل الصناعة عن التجارة والتأكيد على إنشاء وزارة مستقلة للصناعة تضم كافة الهيئات والجهات المتعلقة بقطاع الصناعة ودعمها بالكوادر الفنية المتخصصة لتقوم بكافة الشؤون المتعلقة بتنمية القطاع وتفعيل الاستراتيجية الوطنية للصناعة.
من جهة أخرى أكدت مصادر مطلعة ل"الرياض" أن لجنة مختصة تعمل على الرفع بتوصيتها النهائية حيال هذا القرار وأن العمل على تأسيس وزارة تعنى بالصناعة بشكل مستقل بات مسألة وقت، وأن وزارة التجارة والصناعة الحالية تضع في الحسبان تطبيق هذا الأمر مستقبلاً في كل خططها وبرامجها الحالية التي تستحدثها.

5862 مصنعاً منتجاً بلغت تكلفتها 856.6 مليار ريال خلقت 766.9 ألف فرصة وظيفية وقال المستشار الاقتصادي الدكتور عبدالرحمن الصنيّع ل"الرياض" أكثر من 2 مليون مؤسسة تجارية تعمل في السوق السعودي بخلاف الشركات والمصانع وبالنظر إلى القطاع الصناعي على وجه الخصوص باعتباره أحد أهم محاور الارتكاز الرئيسية لاقتصادنا الوطني، لمساهمته الكبيرة في تحقيق العديد من الأهداف الحيوية للتنمية الاقتصادية المتمثلة في تنويع وتوسيع قاعدة الطاقة الإنتاجية، وتطوير المصادر غير النفطية، وإيجاد أوعية استثمارية بصفة مستمرة، وخلق فرص توظيف للعمالة الوطنية، وبالتالي تحقيق معدلات نمو أعلى للناتج المحلي الإجمالي لكي يصبح اقتصادنا أكثر توازناً وقدرةً على الصمود أمام التقلبات التي تواجهه، حيث تقود وزارة التجارة هذا الحراك الصناعي غير النفطي وذلك ببذل جهود حثيثة خلال خطط التنمية المتعاقبة، من خلال التسهيلات في تقديم القروض الميسرة، والحوافز المهمة والتجهيزات الأساسية من البنى التحتية وغيرها، وكانت محصلة تلك المساعي إنجازات مهمة أسهمت في رسم خارطة طريق لمستقبل الصناعة لدينا في المملكة بحسب معلومات التقرير السنوي الأخير التاسع والأربعين لمؤسسة النقد (1434ه - 2013م) والذي أشار إلى أن وزارة التجارة والصناعة أصدرت في عام ٍ2012م تراخيص صناعية لإنشاء 659 مصنعاً جديداً في أنشطة متنوعة بتكلفة 9.3 مليارات دولار، وتوفير فرص عمل لأكثر من 34.5 ألف موظف وعامل، وفي نهاية عام 2012م ارتفع العدد الإجمالي التراكمي للمصانع القائمة في المملكة والمرخص لها من وزارة التجارة والصناعة ليصل إلى 5862 مصنعاً منتجاً بلغت تكلفتها 856.6 مليار ريال، وتم توظيف تقريباً 766.9 ألف موظف وعامل.
وأضاف الصنيّع أنه وبالرغم من كل ما قامت به الدولة وحققته من إنجازات في مجال القطاع الصناعي غير النفطي، إلا أن أداء هذا القطاع على أرض الواقع لم يرتق إلى مستوى الاهتمام الذي حظي به، ليس بسبب خلل في عمل الوزارة وإنما بسبب التشعب الكبير الذي يشهده هذا القطاع بعد التوسع الكبير فيه، فعلى سبيل المثال بلغت نسبة إجمالي الصادرات الصناعية غير النفطية (باستثناء الصناعات البتروكيميائية) في عام 2012م بلغت 4.59% بالنسبة لإجمالي الصادرات الصناعية بشقيها النفطي وغير النفطي، بالإضافة إلى أنه في عام 2012م بلغت النسبة المئوية لإجمالي الإيرادات النفطية 86.87%، بينما النسبة المئوية لإجمالي الإيرادات العامة لكافة القطاعات غير النفطية بما فيها الصناعات البتروكيميائية قد بلغت 13.21%، علماً بأن هذه تعتبر أقل نسبة مقارنة بالسنوات التي قبلها، مبيناً أن هذه المؤشرات تجعل من مقترح فصل التجارة عن الصناعة مقترحاً حتمياً إذا أرادنا أن نجعل ميزان الصادرات غير النفطية من الصناعات الأخرى رافداً لزيادة الإيرادات العامة على ميزانية الدولة. وعن المكاسب الكبيرة التي سيجنيها الاقتصاد السعودي من اتخاذ قرار يقضي بفصل الوزارتين إلى كيانين مستقلين أوضح الصنيّع أن أهم الإيجابيات تكمن في إعادة هيكلة تشكيل الوزارتين من حيث تنظيم الإدارات ومهام ومسؤوليات الوظائف وبالتالي كلتا الوزارتين ستكون أكثر تنظيماً، بالإضافة إلى السهولة الكبيرة في تقديم الخدمات للمراجعين بأكثر كفاءة وفعالية، كما أن إصدار القوانين وسن التشريعات لكل وزارة بالطبع سيكون منفصلاً لكل وزارة وسيسهم ذلك على تطبيق هذه القوانين ومتابعة مدى فعاليتها في كل وزارة على حدة، وسيكون من السهل جداً تصحيح أي أخطاء تطرأ في أي قطاع أو قسم، كما سيخفف الانفصال كثيراً من الأعباء وسيضع مسؤوليات هذه الإدارات في نصابها الصحيح، مشيرا إلى أن من أهم فوائد الفصل حال حدوثه هو خلق وظائف حكومية كبيرة جداً خصوصاً إذا أخذنا بعين الاعتبار الفروع التي ستنشئها الوزارتان في شتى أنحاء المملكة وبالتالي ستختفي الكثير من الإجراءات البيروقراطية.

السبت 15 محرم 1436 هـ - 8 نوفمبر 2014م - العدد 16938, صفحة رقم ( 41 )

مصدر: العمل على تأسيس وزارة تعنى بالصناعة بشكل مستقل بات مسألة وقت

د. عبدالرحمن الصنيّع

-----------------------
التعليق :
وزارات كثيرة تعاني من الإزدواجية 
و   وزراء  يشرفون على وزارتين هامتين !
هناك ازدواجية وتداخل بين :
العمل   و   الجوازات
التجارة  و البلديات
الصحة و  هيئة الغذاء والدواء
التجارة و  الصحة
المواصلات  و البلديات
أمور  كثيرة ينبغي دراستها وسرعة  البت فيها   لتحديد المسؤولية المباشرة_______

مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..