الصفحات

الأحد، 24 أغسطس 2014

همٌّ و مآسٍ مع بداية العام الدراسي !!

 مع بداية العام الدراسي تتسابق المحال التجارية على اختلاف أنشطتها لتوفير المستلزمات المدرسية بجميع أنواعها، وماركاتها بداية من المكتبات المتخصصة إلى محلات أبو ريالين، ولا تستغرب اذا وجدت زاوية للحقائب في صيدلية، أو رفاً للدفاتر في محل خضار!! ويدخل الإنستغرام للساحة بقوة هذا العام - الله يرزقهم - فالجميع اتفق على استغلال هذا الموسم للوصول ( لجيب ) المستهلك المضطر للدفع نزولاً عند رغبة أبنائه الملحة، مع غياب الوعي الأسري، وشبه انعدام لثقافة الاستهلاك، وضعف الرقابة، والمتابعة.
أحد الأصدقاء أب لخمسة طلاب - إبتدائي و متوسط - بنين وبنات ( شال همّ ) شراء المستلزمات المدرسية من بداية شهر شوال !! مع إقراره أن مستلزمات أبنائه المدرسية للعام الماضي بحالة جيدة إن لم تكن شبه جديدة فقد تم شراؤها مع بداية الفصل الثاني !! عندما أشرت عليه أن ( يوسع صدره ) و ( لا يشيل هم ّ ) مادام أن القديمة بحالة جيدة فيمكن الاستفادة منها، وفي حالة رفض الأبناء - وهو المتوقع - ولم يستطع إقناعهم، اقترحت أن يتولى هو شراء المستلزمات المدرسية من النوعية التي تتناسب مع وضعه المادي، لكنه أوضح أنه سيقع في مشكلة كبيرة لو قام بشرائها بدونهم، قد تؤثر حتى على ذهابهم للمدرسة، فهم مصرون على اختيارها بأنفسهم، ولا يمكن أن ( ينضحك عليهم بسهولة ) بأنواع رخيصة فهم يعرفون من الإعلانات ( ماركات ) المستلزمات المدرسية، وقد حددوا الأنواع، وجهزوا قوائم بالمشتريات، مضيفًا - ومعه حق - أنه لا يحب أن يظهر أبناؤه أقل من زملائهم في المدرسة، استسلم صاحبي لهمه مردداً ( ربك ييسرها ) مع شبه اقتناعي بوجهة نظره.
حقيقة هي مشكلة تواجهنا نحن أولياء أمور الطلاب ومأساة نعيشها مع بداية كل عام دراسي فمع قناعتنا التامة أن المستلزمات المدرسية أصبحت هاجساً، وعبئاً ماليًا ،وأن الاستفادة من بعض مستلزمات العام الماضي تخفف من حدة هذا الهاجس ، إلا أننا نضعف أمام رغبات أبنائنا في التجديد، ومجاراة أقرانهم، كما أننا لا نرضى أن تنكسر نفوسهم، ويشعروا بالنقص أمام زملائهم مع أول يوم دراسي مما قد يدفعنا للاستدانة لو اضطررنا لذلك… إذاً ما هو الحل ؟!
لعل التوعية هي بداية الحل وذلك بتعزيز مفهوم القناعة لدى الأبناء، وإفهامهم الحكم الشرعي للإسراف، والتبذير، و ضررهما على الأسرة على المدى البعيد، وتوضيح وضع الأسرة المادي، كل ذلك قد يجعلهم يقدمون بعض التنازلات، مع أن هذا الحل مثالي يصعب تطبيقه،ولكن لا مانع من المحاولة، ويبقى تحويل المناهج من ورقية إلى إلكترونية هو الحل الذي سيوفر الشيء الكثير على رب الأسرة؛ وهذا الحل شبه مستحيل على الأقل في وقتنا الراهن.

همٌّ و مآسٍ مع بداية العام الدراسي !!

خربشات فاضي

احمد بن جزاء العوفي
الأحد 24/08/2014

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أهلا بك ،
أشكرك على الإطلاع على الموضوع و أن رغبت في التعليق ،
فأرجو أن تضع إسمك ، ولو إسما مستعارا ; للرد عليه عند تعدد التعليقات
كما أرجو مراعاة أخلاق المسلم ; حتى لا نضطر لحذف التعليق
تقبل أجمل تحية
ملاحظة :
يمنع منعا باتا وضع أية : روابط - إعلانات -أرقام هواتف
وسيتم الحذف فورا ..