سباق المستهلكين !!

غدًا - إن شاء الله - يوم الـ (معاش )، وما أدراك ما يوم المعاش، يوم يسعد فيه البعض ، و ( يتنغص ) فيه الكثير ، خاصة نحن محدودي الدخل ، فالباقي من معاش الغد لن يعيش لبعد غد ، فبعد الإيجار، والأقساط ، والفواتير سيوجه الباقي بكامله للمشاركة في السباق السنوي لشراء مستلزمات أطعمة ، و مشروبات شهر الأكل، والشرب !! تلك التي حرمنا أنفسنا منها عاماً كاملاً ، أحد عشر شهراً ونحن نعيش على أصناف محدودة ، لاتزيد غالباً عن ( الكبسة ) و ( شوية ) إيدامات حتى كادت أن ( تهنق ) ( كروشنا ) ، أما مع هذا الشهر الفضيل سنأكل ما لذ ، وطاب من المقليات، و المسبكات، والمحشيات ،والحلويات وكل ما هو آت ... هأت !! و نمزمز أنواع العصيرات، فبها ، ومعها تكتمل حلاوة اللقاء بعد غياب عام كامل .

من مساء الغد – بحول الله – سينطلق السباق السعودي ، عوائل بكاملها ستشارك بأطفالها ، وشغالاتها ، للتحدي في ميدان الأسواق الاستهلاكية و (الميدان. . ي.. حميدان ) فالكل يحق له أن يأخذ ما تشتهي نفسه ، ومالا تشتهي ، المهم أن يكون مما يؤكل ، ويشرب ، والجميل في الموضوع أنه لن تكون هناك ( لستات ) للمشتريات مملة، مقيدة للمستهلك تحد من انطلاق عملاق الاستهلاك الذي بداخله ،بل ستكون هناك مساحة كبيرة للإبداع في تنويع المشتريات بغض النظر عن الحاجة، والكمية ،فالمهم أن تمتلئ العربة من كل الأصناف قبل أن تصل إليها يد الآخرين ، مما قد يضطر معها البعض إلى تكوين قطار من عربات التسوق لنقل مشترياته، لتصطف تلك العربات في النهاية أمام المحاسبين بشكل مهيب، يسر عيون الموردين لتشكل طوابير قد تتجاوز طوابير السيارات عند جوازات جسر الملك فهد.
للأسف أن هذا هو الحاصل فقد تحول شهر الخير، والقرآن، والعبادة إلى شهر أكل، وشرب .
ليس معنى كلامي هذا أن نفطر على ماء ، وتمر فقط ، وهو الأفضل ، و نتسحر على حليب ، أو لبن ، وهو الأصح ،فنحن في خير ، و نعمة بفضل لله ، ولكن الوسطية لا إفراط ،ولا تفريط، ، والعاقل يغتنم هذا الشهر بما يعود عليه بالفائدة في دينه ، ودنياه ، وصحته ، وعافيته ، فالصيام صحة للأبدان ، وهو فرصة لكل من أراد أن يهتم بصحته، لا أن يكون هذا الشهر فقط حشو بطون ، يُتخم ،ويُمرض، فلبدنك عليك حق.

خربشات فاضي

احمد بن جزاء العوفي

الأحد 22/06/2014

_______
مواضيع مشابهة أو ذات علاقة بالموضوع :